كيس بلازما ينقذ حياة مريض من الموت وعدم توافره أزمة يواجهها الكثير من مرضي الكبد والحروق ومرضي الهيموفيليا الذين يتجاوز عددهم 7 آلاف مريض. الأطباء أكدوا أن أكياس البلازما تعتبر من مشتقات الدم وهناك الفصائل النادرة مثل فصيلة ال AB والتي تستخدم للأطفال في الحضانات والتي يعاني المرضي من عدم وجودها. كما يقول الدكتور إيهاب سراج الدين نائب مدير بنك الدم بالهلال الأحمر.. فالبلازما هي عبارة عن السائل الذي يسير في الدم ويكون تكوينه الأساسي 90% منه مياه و10% بروتينيات وكذلك العوامل التي تمنع النزيف في الجسم موضحاً أنه طالما 90% من تكوينه مياه يسهل عملية التبرع وبالتالي يكون عدد مرات التبرع أكثر من التبرع بالدم أي أن التبرع بالدم بالنسبة للرجال يكون 4 مرات سنوياً والنساء 3 مرات سنوياً ولكن في حالة التبرع بالبلازما يكون الوضع مختلف فعدد مرات التبرع التي يسمح بها 12 مرة في السنة. ويشير إلي أنه في حالة التبرع المنتظم بالبلازما من الممكن أن يتبرع مرتين أسبوعياً وهذا ما يعمل به خارج مصر نظراً لوجود مراكز تجميع للبلازما فمن يتبرع بصورة منتظمة فيمكنه التبرع 104 مرات سنوياً وهذا مصرح به في مراكز تجميع البلازما في أمريكا بدون أي تأثير سلبي علي المتبرع وهنا يعتمدون علي معايير الجمعية الأمريكية لبنوك الدم وهذا العدد من مرات التبرع يختلف من دولة لأخري وفي مصر عند وجود مراكز تجميع البلازما سيزيد عدد مرات التبرع. ويشرح دكتور إيهاب طريقة فصل البلازما قائلاً إنها تتم بطريقتين الأولي عن طريق جهاز مبرد ومنها يحصل علي وحدة بلازما واحدة من كل كيس دم والطريقة الأخري تكون مع التبرع المنتظم وفيها يجلس علي جهاز فصل البلازما وفي هذه الحالة يحصل علي 800 مل بلازما أي 4 وحدات وتستمر عملية الفصل علي هذا الحال من 10 إلي 45 دقيقة. مؤكداً استعمال "مستهلك" لا يستخدم إلا لمتبرع واحد والأجهزة حساسة ودقيقة لا تسمح بإعادة تركيبها لمستهلك آخر وهذا لضمان استخدام مستهلكات معقمة. مشيراً أن فكرة الجهاز أن يقوم بسحب من المتبرع الكمية علي أكثر من دورة في كل مرة يحصل من 200 إلي 250 مل دم يتم فصل البلازما منه ويرجع كرات الدم مرة أخري للمتبرع لأن سحب كرات الدم أكثر من مرة لا يمكن تعويضها أي يؤخذ من المتبرع البلازما فقط وهذا يعطي الفرصة للتبرع أكثر من مرة في السنة. ويذكر دكتور إيهاب أن البلازما لازمة لفئات معينة من المرضي والتي تحتاجها بصفة مستمرة وهم مرضي الكبد والحروق والهيموفيليا بي موضحاً أنه يمكن فصل مشتق "الكرايو" البلازما عن طريق جهاز يعمل علي فصل وحدة الكرايو ووحدة البلازما وتوضع في ثلاجة في درجة حرارة من 2 إلي 6 وعلي سرعة معينة وفترة ومرضي النزف A محددة حيث تستخدم وحدات "الكرايو" لعلاج مرضي الهيموفيليا لتقليل النزيف. ويوضح إيهاب أن أسعار البلازما أقل من الدم كثيراً حيث يتراوح سعر البلازما ما بين 60 إلي 80 جنيها ويختلف من مكان لآخر مؤكداً أن مشكلة التبرع تتلخص في قلة التوعية حيث نحتاج إلي 3% من اجمالي عدد السكان أي 3 ملايين كيس دم سنوياً من 1.5 إلي 1.650 مليون فقط نظراً لعدم وجود الوعي الكافي لدي العدد من المواطنين بأهمية التبرع لذا يتم تكثيف حملات التوعية عن طريق أفلام الرسوم المتحركة والحملات المكثفة بأن التبرع غير ضار نهائي وزيادة التبرع تعود بالنفع في سد العجز وشفاء أكبر عدد ممكن من المرضي. مضيفاً أنه أحد أهم الأسباب التي تعوق التبرع هو أن معظم المتبرعين غير صالحين للتبرع لعدم توافر الشروط وأهمها قدرة تحمل الوريد لأن المتبرع يجلس علي جهاز الفصل لفترة قد تصل إلي 45 دقيقة فبعض المتبرعين تكون الأوردة لديهم ضعيفة وبالتالي يكونوا غير صالحين ولكن يمكنهم التبرع بالدم نظراً لأن فترة التبرع من 10 دقائق إلي 15 دقيقة فقط. ويري أن التبرع بالبلازما كان يعاني قديماً من مشكلة ولكن في الوقت الحالي بدأ الأمر يتحسن وذلك مع زيادة التوعية بدأت تتوفر الوحدات التي يحتاجها الأطفال من AB البلازما لكن مازال هناك نقصاً لأن هذه الفصيلة قليلة ونحاول قدر المستطاع لتوفيرها لإنقاذ حياة العديد من الأطفال. الدكتور عاطف دنيا أستاذ طب الأطفال البلازما يحتاجها الأطفال ناقصي النمو أو الذين لديهم نقص في بروتين الدم والمبتسرين أو من لديهم تورمات في الجسم فيكون الحاجة إلي البلازما لدواعي محددة وبكمية معينة أي أنها تكون عاملا مساعدا. ويكمل الدكتور محسن سلامة استشاري الكبد والجهاز الهضمي أن مرضي الكبد يعانون من سيولة في الدم بسبب عدم قدرة الكبد علي إنتاج مجلطات الدم وبناء عليه فإن مرضي الكبد أكثر عرضة للنزيف المتكرر سواء من الجهاز الهضمي أو الجهاز البولي التناسلي أو حتي في الأعضاء الداخلية والذي ينتج عنه إصابات دائمة وعاهات مستديمة. كما أنهم قد يحتاجون إلي التدخل الجراحي أحياناً وان لم تكن حالة التجلط لديهم تسير بشكل طبيعي فإنهم قد ينزفون حتي الموت وبالتالي يتبين لنا أهمية وجود مجلطات الدم بتركيزات مناسبة بدم هؤلاء المرضي. ولما كانت البلازما وهي الجزء السائل من الدم المحتوي علي المجلطات فإنه يتبين مدي أهمية توافر هذه المادة لمرضي الكبد كذلك البلازما تحتوي علي نسبة من الألبومين أو زلال الدم ليست بالتركيزات الكافية لإحداث التغيرات العلاجية المطلوبة عند الحاجة إلي الألبومين مثل الاستشفاء البريتوني والمتلازمة الكبدية الكلوية وغيرها.