تخطط الصين لريادة عالم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي بحلول عام 2030 بهدف بث روح الابتكار في اقتصادها. الثاني علي العالم بناءً علي إجمالي الناتج المحلي. وتحديث جيشها. وزيادة نفوذها عالميًا. وكما كان السباق في أواخر القرن الماضي بين الولاياتالمتحدة والاتحاد السوفيتي السابق علي ريادة عالم الفضاء. بدأت ملامح التنافس بين الصين ووادي السيليكون في ولاية كاليفورنيا الأمريكية علي زعامة عالم التكنولوجيا. ويبدو أن المنافسة ستشتد في العقدين القادمين. علي عكس وادي السيليكون في الولاياتالمتحدة حيث الشركات تعمل بمنأي عن الحكومة الأمريكية. فالارتباط وثيق بين الحكومة الصينية والشركات التكنولوجية فالدولة تدعم المشروعات التكنولوجية بقوة وتشجع ابتكار تقنيات ذكية وتوفر الموارد لذلك. كما أن افتقار الولاياتالمتحدة لإستراتيجية للذكاء الاصطناعي يقصر الطريق أمام الصين لتتربع علي عرش الذكاء الاصطناعي. يُطلق علي تقنيات الذكاء الاصطناعي "الكهرباء الجديدة" ومن المتوقع أن تزيد كفاءتها ودقتها عبر قطاعات كثيرة ما سيعزز الثراء الاجتماعي والأمن القومي رغم أن أحدًا لا يعلم حتي الآن القدرات الكاملة التي قد تحققتها تلك التقنيات الذكية. لكن تثير تقنيات الذكاء الاصطناعي تساؤلات منها انتشار البطالة وتقليل العنصر البشري في عمليات اتخاذ القرار بعدما تحل الآلة مكان الانسان. وزيادة نفوذ مطوري تقنيات الذكاء الاصطناعي ما قد يقلب موازين القوي عالميًا. بدأت دول أخري بالفعل مثل كندا وروسيا والامارات تعريف الذكاء الاصطناعي علي أنها مفتاح تكنولوجي للمستقبل وينعكس هذا في الجهود المستهدفة للتطوير الصناعي وتأسيس بنيات جديدة مثل تعيين الامارات وظيفة وزير للذكاء الاصطناعي في عام 2017. لم تقف الصين موقع المتفرج فقد استهلت بداية العام الحالي بإعلان تأسيس قرية ضخمة مختصة بالذكاء الاصطناعي تتسع ل400 شركة. كما أن الشركات التكنولوجية الصينية التي تعمل علي مستوي العالم تستمر في التوسع فمثلاً أعلنت شركة بايدو افتتاح ثاني موقع للتقنيات الذكية في وادي السيليكون. وأعلنت شركة تنسنت خططها لبناء معمل أبحاث جديد في مدينة سياتل الأمريكية. لم تكن تلك الخطوة الأولي. ففي يوليو 2017 أعلنت بكين خطة الجيل القادم لتطوير الذكاء الاصطناعي وهي استراتيجية شاملة مقسمة إلي ثلاث خطوات: اللحاق بالغرب بحلول عام 2020. وتجاوز الغرب بحلول عام 2025. وحتي الريادة العالمية في 2030 تنص الخطة علي إدخال تقنيات الذكاء الاصطناعي في مجالات الاقتصاد والتصنيع والقضاء والأمن العام. في ديسمبر 2017 أصدرت وزارة الصناعة والتقنيات المعلوماتية خطة عمل تفصيلية لتعزيز تطوير الذكاء الاجتماعي حتي عام 2020 تتضمن 4 مهام كبري: تطوير منتجات ذكية في ثمان فئات مثل السيارات التي تعمل بالاتصال بالانترنت والروبوتات الخدمية وأنظمة التعرف علي الصور والفيديوهات وبنية تحتية للبرمجيات والأجهزة وتعزيزها بشرائح الشبكات العصبية وتعزيز تطوير التصنيع الذكي وبناء نظام دعم عام مثل تسريع تطوير الجيل التالي من الانترنت الذكي. بالتوازي. إذ أعلنت وزارة العلوم والتكنولوجيا في عام 2017 مناقصة علي 13 مشروعًا تكونولوجيًا ¢ثوريًا¢ لإنجازها بحلول عام 2021 أحد تلك المشروعات هو تطوير شريحة ذكاء اصطناعي تتفوق علي نظيرتها الأمريكية التي تنتجها شركة "نيفيديا". في العام ذاته أسست الصين ¢الفريق القومي للذكاء الاصطناعي وكانت أولي أعضائه كبري الشركات الصينية مثل "بايدو" و"علي بابا" و"تينسنت". يهدف الفريق إلي تعزيز تنفيذ الذكاء الاصطناعي في المجالات ذات الأولوية مثل القيادة الآلية. تعترف الشركات الغربية بالجهود الصينية حتي أن شركة جوجل. والتي تضع أيضًا التقنيات الذكية في أولوياتها. بناء مركز للذكاء الاصطناعي في بكين للاستفادة من المواهب الصينية. وهذا رغم أن الصين تحظر بعض خدمات جوجل مثل محرك البحث منذ عام 2010.