استطاع المخططون أن يسيطروا علي أهم الميادين. ويقيموا الخيام خاصة في ميدان التحرير الذي أصبح عنوان "الثورة". ونزلت قوات الجيش لحماية المنشآت والمواطنين من بطش الذئاب البشرية التي لا يحكمها حاكم ولا يرد عليها رادع ولا مرجعية لها. وسط هذا الخضم الهائج. والمحيط الهادر. والفوضي العارمة. خرجت الأصوات التي تؤكد أن هذه ثورة شعبية. لا قائد لها. ولا يستطيع أحد أن ينسب الفضل فيها لنفسه. وفشل الكثيرون من أمثال البرادعي وأيمن نور وغيرهما. في تنصيب أنفسهم قادة لهذه الجماهير. لكن بعد أن استتب الأمر. والأمور تسير نحو سقوط النظام تدخل الشيطان الأكبر. جماعة الإخوان. ظهروا علي الساحة وأعلنوا عن تواجدهم ومشاركتهم. بينما خرجت فتاوي السلفيين تحرم الخروج علي الحاكم. وإن كانوا بعد ذلك خالفوا كل ما قالوه. وتحالفوا مع الإخوان. وساندوهم وشاركوا في كل ما فعلوه من تجاوزات وما ارتكبوا من جرائم. وصولاً إلي تجمعات النهضة ورابعة. وما وقع خلالهما وإراقة الدماء والذبح والسحل والقتل والخطف والتعذيب. كانت "الجماعة" هي الوحيدة المنظمة والقادرة علي الحشد. فبدأت الاصطياد في الماء العكر. وأعلنت صراحة مشاركتها في "الثورة". بل هي التي تبنت بعد ذلك تصعيد الأحداث والمطالب. وعقَّدت الأمور ورفضت كل الحلول التي كان يتم طرحها. سيطرت علي ميدان التحرير وبدأت تطبيق برنامجها الدموي. وظهر القتل وإطلاق الرصاص علي المتظاهرين. كانت عناصرها مدربة علي القتل والاختفاء دون أن تترك أثراً. وقد شاهدنا كما شاهد العالم كله ما كانوا يفعلون. وصلنا إلي الحل الذي يرضي جميع الأطراف. عندما خرج مبارك ليلقي خطابه الشهير المؤثر. وأكد أنه لا ينتوي الترشح هو ولا ابنه. وأنه سوف يسلم السلطة في سبتمبر بإجراء انتخابات نزيهة. اقتنعت الأغلبية الساحقة ووجدوا فيه انقاذاً للبلاد والعباد. بدأ الكثيرون يغادرون ميدان التحرير. قانعين بأن الله كفي المؤمنين شر القتال. لكن شياطين الإخوان أبوا إلا أن تستمر الفوضي والخراب. واستطاعوا بحيلهم الخبيثة أن يقنعوا الشباب بأن ما قاله مبارك غير صحيح. وأنه مجرد فخ لتفريقهم ثم القبض عليهم في بيوتهم واحداً واحداً. وهذا ما جعل الشباب في النهاية يخاف بالفعل ولا يعود إلي منازله. فاستمر المشهد. وما آلت إليه الأحداث بعد ذلك. "الأسبوع القادم "نتائج إيجابية""