من خلال المطالعة التاريخية للتوجهات الاستراتيجية. والقدرات الذاتية -قديمًا وحديثًا- تبدو الصورة واضحة جلية ما بين أحداث الماضي والدروس المستفادة منها. واستشراف المستقبل نحو حياة أفضل. فقد أثبتت جميع الأحداث التي واجهتها الشعوب. وما أفضت إليه نتائج تلك الأحداث في كل العصور أن التوافق بين التوجهات الاستراتيجية والقدرات الذاتية ضرورة حتمية لتحقيق آمال الشعوب. والحفاظ علي مكتسباتها. ونيل احترامها بين الأمم. وهناك أمثلة متعددة علي المستوي المحلي والقومي والدولي. والتي نستخلص منها الكثير من الدروس المستفادة لمراجعة توجهاتنا الاستراتيجية. تطلعًا لمستقبل أفضل. ورؤية موضوعية. فقد أثبتت أحداث التاريخ الحديث أن أساس نهضة الدول المتقدمة هو التوافق بين توجهاتها الاستراتيجية. وإمكاناتها الذاتية وخير مثال لها دولة "ماليزيا" التي حققت تقدمًا وازدهارًا ملموسًا بقيادة الطبيب المخلص "مهاتير محمد" رئيس مجلس وزرائها السابق. وقد تحولت ماليزيا في عهده من دولة زراعية بدائية. إلي دولة صناعية متقدمة ومن أهم نصائحه للدول : عدم نقل تجارب الآخرين والاهتمام بالتجارب الوطنية الخالصة. وعدم الانصياع لتوجيهات صندوق النقد الدولي. وعدم الاعتماد علي القروض والمنح الخارجية. مع الاهتمام بالسياحة كموردي أساس. والتوسع في التعليم العام والفني. وفتح مجالات عمل متجددة للحد من البطالة. والاهتمام بالصناعات الصغيرة. وتعزيز الوفاق الوطني. وتكامل التوجهات الاستراتيجية والسياسية. وتحفيز الممارسات الديمقراطية الواعية.