لا احد يشكك في اننا نمتلك كل مقومات وامكانات استضافة اي بطولات قارية..فهذا ليس بجديد علي ام الدنيا مصر.. سبق ونظمنا العديد من البطولات الافريقية للامم وحققت النجاح التنظيمي والجماهيري.. وكنا الاوائل علي مستوي القارة السمراء التي ننتمي اليها في استضافة العديد من تلك البطولات التي حظيت باهتمام عالمي.. لدينا المنشآت والملاعب.. ولدينا المدن المختلفة..ولدينا شبكة طرقپ هائلة وبنية تحتية ومواصلات بمختلف انواعها.. ولدينا الجماهير الكروية وكرنفالاتها التاريخية ولعلنا جميعا نتذكر اخر بطولة نظمتها مصر في 2006 التي خطفت الاضواء في افريقيا والعالم الكروي.. لدينا تقريبا كل شئ متوافر لانجاح البطولة تنظيما.. "ولكن" واضع تحت كلمة "ولكن" اكثر من خط احمر وهو هل سيتم التعامل مع الناحية التنظيمية والترويجية لاستضافة البطولة بنفس سياسة الاساليب الماضية بمعني هل نسعي لنيل شرف التنظيم..باستخدام الشعارات التي عفا عليها الدهر واكل منها وشرب بأننا قادرون علي التنظيم ونسابق الزمن من اجل عرض الملف وخطف البطولة بأي وسيلة علي حساب صاحب المحل ومن ميزانية الدولة !! ..يعني لامؤاخذة يكفينا شرف التنظيم وخطف البطولة من جنوب افريقيا التي تقدمت معنا دون النظر للامور الهامة والتي لها الاولوية وهي ميزانية التنظيم وكم ستكلفنا البطولة والمصروفات والايرادات وماذا سنحقق من مكاسب مادية ستدرها علينا البطولة !! البعض سيغضب داخل الوزارة او الجبلاية وسيرد بلغة الاشاوس والشعارات الانشائية الحنجورية التي كلفتنا في الماضي ملايين الدولارات فلم نحصد من اي بطولة اي مكاسب مالية بمعناها المتبع عالميا في استضافة وتنظيم البطولات.. لانهم في اي دولة بما فيها جنوب افريقيا التي تنافسنا في استضافة امم افريقيا 2019 لم تكتف بالحصول علي الموافقات الامنية او الرئاسية ولكنهم من المؤكد حسبوها بالورقة والقلم من ناحية كافة المكاسب وعلي رأسها بطبيعة الحال المكاسب او الارباح المالية.. لقد سحب الكاف البطولة من الكاميرون لعدم جاهزيتها.. وكانت المغرب الاقرب لتنظيمها ولكنها اعتذرت.. وتم القاء الكرة في ملعبنا مع جنوب افريقيا.. ولاننا كرماء اكثر من حاتم الطائي تم توقيع كل التعهدات بسرعة البرق من وزير الرياضة ثم رئيس الوزراء.. واتمني مع اعداد ملف الترويج ان يتم اعداد ملف خاص بالميزانية ليس بهدف معرفة كم سنصرف ولكن لنعرف كم سنحقق من مكاسب مالية تماما مثلها مثل المكاسب الشرفية التنظيمية والدعائية.. لانه ببساطة شديدة لاتوجد دولة حاليا في العالم لاتطلب تنظيم بطولة دون ان تفكر في مكاسبها وارباحها التي ستجنيها من طلب الاستضافة.. فلا يضعوا في اعتبارهم في المقام الاول حلم الفوز بالبطولة كما نفعل دائما عند طلب اي استضافة ولكنهم يطبقون علي ارض الواقع الصورة المثلي لاقتصاديات العالم الكروي من تحقيق ارباح هائلة عند تنظيم اي بطولة !! اعتقد اننا نتكلم كثيرا عن اقتصاديات اللعبة الشعبية ولكننا لانطبقها علي ارض الواقع وتلك هي المغامرة التي تدفعنا دائما للتهليل بالشعارات وفتح الصدر علي اخره وادفع يا خواجة لان الحساب دائما علي صاحب المحل !!