مشهد معدات تكسير المباني المخالفة المحيطة بالطريق الدائري في نطاق محافظة الجيزة يؤكد أن الدولة موجودة ولديها إصرار كامل علي إزالة ذلك القبح الذي زاحم الدائري وغيره بعد أحداث يناير 2011 فتحول الطريق السريع الحر الملتف حول أجزاء كبيرة للقاهرة الكبري إلي شبه شارع تسجن فيه داخل سيارتك بالساعات بعد أن كان ملاذا سريعا للمواطنين في تنقلاتهم من الشلل المروري الدائم في العاصمة. ولأول مرة نشاهد لودر أو جاك هامر أو "شاكوش" فوق أسطح البنايات الناطحة للجميع برؤس أصحابها الفاسدين بأدوارها الشاهقة تعري الاسقف الخرسانية دورا فوق آخر فظهر حديد التسليح وبدت العمارات كمرضي الجذام لا تدري تتعاطف معهم وتشفق عليهم أم تلعن مالكيها المخالفين للقانون والمعتدين عليه هم ومن ساندهم وسكت عنهم. فالطريق الدائري أنشأه المهندس حسب الله الكفراوي وزير الإسكان الأسبق في بداية الثمانينيات كطريق سريع يربط القاهرةوالجيزة والقليوبية وباقي المحافظات دون الدخول للعاصمة ويبلغ طوله تقريبا 106 كم ولم يكتمل بناؤه إلا في عام 2009 بعد افتتاح محور المريوطية وهو تقريبا نفس طول الطريق الدائري في العاصمة الروسية موسكو التي زرتها مؤخرا ويبلغ 108 كم لكن شتان ما بين الطريقين فالأخير 5 حارات في كل اتجاه ترتفع إلي 6 في بعض المناطق مخطط بالكامل منفذ بأعلي مواصفات الجودة لا توجد تعديات عليه من اي نوع ورغم الزحام الشديد فيه فلا تشعر بالملل أو التأفف فالجميع يدرك السبب خاصة في وقتي الذروة صباحا ومساء وليس بسبب الانتظار العشوائي لوسائل النقل الجماعي علي جانبي الطريق أو الاخطاء التصميمية لتنفيذه أو العبور المفاجئ للمواطنين مثلما يحدث في دائري شبرا الخيمة أو فوق ترعة الإسماعيلية ونفق السلام. الدائري الحالي يرتبط به عدد من المحاور المرورية مثل محور 26 يوليو ومحور صفط اللبن ومحور الشهيد والتسعين وجوزيف تيتو وغيرها لكن للأسف وخلال السنوات الأخيرة استباحت مافيا العقارات حرماته خاصة في المناطق المتاخمة له في المرج والسلام وامبابة وأرض اللواء وبولاق الدكرور والمنيب فالطريق يحتاج إلي خطة اسعاف عاجلة من المشرفين عليه قبل أن يحتضر ويلفظ أنفاسه ويخنق العاصمة للأبد.