يعد مشروع بنك المعرفة المصري من أبرز المشروعات التعليمية والعلمية التي تبني عليها الحكومة المصرية آمالا كبيرة لتوفير مصادر معلوماتية موثقة للطلاب والباحثين في مختلف التخصصات وبشكل مجاني. وزارة التربية والتعليم بقيادة الدكتور طارق شوقي قطعت شوطا كبيرا لتفعيله خلال الفترة الماضية لتحقيق الاستفادة منه لنحو 24 مليون تلميذ ومليون و250 ألف معلم تقريبا إلا أن التحديات علي أرض الواقع لا تزال قوية وتحتاج مزيدا من الجهود من جانب المتخصصين لتفعيله ونشره. "الجمهورية" رصدت آراء الطلاب والمعلمين والخبراء وملاحظاتهم علي المشروع مع اطلاق النظام التعليمي الجديد وقرب انتهاء الفصل الدراسي الاول للعام الدراسي الحالي حيث دعا المعلمون لإرسال نشرات دورية للمدارس بالجديد في بنك المعرفة. وتنظيم مسابقات طلابية في مختلف المواد معتمدة علي استخدام بنك المعرفة. قال وائل يوسف معلم أول فيزياء إن مشروع بنك العرفة مشروع رائع إلا أنه ينقصه مزيد من الدعاية وربطه بالمناهج التي تدرس بمختلف المراحل مشيرا إلي أن المعلمين دخلوا علي البنك خلال تدريبات الترقي وخوضهم تدريب خلال مشروع "المعلمون أولا". أشار إلي أن نشر المسابقات الطلابية المعتمدة علي استخدام بنك المعرفة سوف يكون محفزاً للطلاب والمعلمين لكي يدخلوا عليه ويشاهدوا المحتويات المختلفة كما دعا المسئولين في الوزارة إلي ارسال نشرات دورية توضح المحتويات الجديدة وكيفية الاستفادة منها موضحا أن المعلمين في المدارس لا تأتي لهم توجيهات بشأن كيفية التفاعل مع هذا المشروع العظيم. وأوضح ياسر عرابي مدرس لغة عربية أننا لم ندخل علي بنك المعرفة هذا العام نهائيا بسبب عدم تحميل المنهج الدراسي الذي نقوم بتدريسه للطلاب داخل المدرسة والمحتوي المتواجد عليه في العام الماضي كان لا يتناسب مع المادة العلمية التي نقوم بتدريسها للطلاب كما أن التدريب الذي تلقيناه في العام الماضي وجدنا أن فيديوهات المواد العلمية يوجد اهتمام كبير بها وطالب بضرورة ربط الامتحانات الاسترشادية لطلاب الصف الأول الثانوي والطلاب الثانوية العامة ببنك المعرفة حتي يتسني لكل طالب الدخول والتسجيل علي بنك المعرفة والاطلاع علي كل ما هو جديد داخل بنك المعرفة. وأيده في الرأي أحمد سمير مدرس لغة فرنسية أنه في انتظار استلام التابلت ليدخل بعدها علي بنك المعرفة ويتم تحميل المنهج الخاص باللغة الفرنسية عليه ليتمكن الطلاب من المذاكرة والاهتمام بالمحتوي المعرفي الموجود علي بنك المعرفة كما أن مستشار المادة والتوجيه لم يبلغونا بوجود أي جديد علي الموقع حتي نتمكن من التسجيل والإطلاع عليه. قالت الطالبة بسملة عبدالرحمن الطالبة في الصف الاول الثانوي إنها وزملاءها لا يستخدمون بنك المعرفة كثيرا نظرا لعدم اهتمام معلميهم بها باستثناء معلم مادة الكيمياء الذي أشار بوجود شرح متميز وبأكثر من طريقة لعدد من الدروس والتجارب. اضافت أنه توجد صعوبة في التعامل ايضا في بنك المعرفة بعد دخولها بها لتحديد مكان الدروس التي تخص صفها الدراسي والمواد المختلفة. قال مروان أحمد طالب بالصف الاول الثانوي إننا دخلنا أكثر من مرة علي بنك المعرفة علي الرغم أنه لا يوجد أي تعليمات أو توجهات من قبل المدرسة أو المدرسين بالدخول عليه ومحاوله الاستفادة بالشرح والاسئلة المحملة بداخله ولكننا وجدنا بعد الاطلاع علي فروعه المختلفة انه يخدم أكثر طلاب الشعبة العلمية سواء رياضة أو علوم لأنه المحتوي بداخله مليء بالعديد من الشرح والفيديوهات وكذلك الاسئلة الخاصة بالمواد العلمية فقط.. أما المواد الادبية مثل الجغرافيا والفلسفة وعلم فشرح المواد بها ضعيف جدا ولا يوجد أي إضافة أو جديد فيه ومن أكثر الملاحظات أنه لا يفرق بين نظام جديد ولا قديم فالاسئلة عادية وليس لها أي علاقة بالنظام الجديد. وأوضح محمود مصطفي طالب بالصف الاول الثانوي أنه حاول أكثر من مرة الدخول علي بنك المعرفة ولكن دون جدوي وخاصة أن المدرسة لم تشجعنا علي الدخول عليه وأيضا المدرسين قائلين إننا من الافضل أن ننتظر بعد استلام التابلت ويتم تدريبنا عليه ولكننا دخلنا عن طريق موبايلاتنا الشخصية ولكننا فوجئنا عن شرح الاسئلة تقليدي جدا والشرح الموجود عليه عادي مطروح بالطرق التقليدية وليس به أي ابتكارات مثلما يذكر المسئولون دائماً بوسائل الاعلام المختلفة وخاصة أننا حاولنا كثيراً فهم النظام الجديد من خلال بنك المعرفة ولكن الامور مبهمه جداً وغير واضحة بخلاف أن الطلاب أهملوا الكتب والدراسة بعد تصريحات الوزير أنه الامتحانات الاولي تجريبية ولا يحسب لها أي درجات. وأكد تامر همام بالصف الاول الثانوي أيضا أنه بعد الدخول علي بنك المعرفة واستعراض المحتوي الموجود عليه وجدنا أن شرح الدروس تقليدي جدا مثلما هو موجود بالكتاب المدرسي ولا يوجد أي إضافات مثلما يقولون لان بنك المعرفة مقسم الي أقسام كثيرا لم تستطع الدخول عليها كلها ولكننا وجدنا الكتاب المدرسي وشرح لبعض الدروس ولكن الشرح عادي جدا ولا يوجد أي إضافة ولم نتلق أي توجيهات من المدرسين ولم يقم أحد من المدرسين ولا المدرسة نفسها بتدريبنا عليه لأنه المدرسين أنفسهم لا يعرفون شيئاً. وقال الدكتور نليز بيتر توماس المدير الأداري لشركة سبرنجر نيتشر وأحد أكبر الناشرين للمحتويات العلمية في بنك المعرفة المصري بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم أنه يتوقع أن يحقق مشروع بنك المعرفة المصري تقدم كبيرا خلال الفترة القادمة لانه يعتمد علي التعلم الآلي والذكاء الصطناعي بشكل يجعل وزارة التربية والتعليم بمصر قادرة علي التعامل مع ملايين التلاميذ والمعلمين الذين يندرجون تحت مظلة التعليم ما قبل الجامعي والتعليم الجامعي. أضاف أنه من الطبيعي أن يواجه بنك المعرفة العديد من التحديات الا أن المستقبل القريب يؤكد أنه الحل الأمثل في التعامل مع الانظمة التعليمية ذات الاعداد الكبيرة التي تصل إلي الملايين نظرا لأن الكتب الورقية في طريقها للاندثار بفعل التكنولويجا الرقمية والذكاء الاصطناعي. أشار نبيل محمود مدير إدارة الزاوية الحمراء التعليمية إلي أن الطلاب تم تدريبهم علي كيفية الدخول والتسجيل علي بنك المعرفة عن طريق المكتبات ومعامل الكمبيوتر وتفاعل التلاميذ مع الفيديوهات التعليمية التي تم نشرها بجانب تنظيم دورات تدريبية في إجازة نصف العام للطلاب الذين لم يتمكنوا من التسجيل أو ليس لديهم جهاز كمبيوتر لتمكنوا من التسجيل والتدريب عليه. وأوضح حسن زكي مدير إدارة عين شمس التعليمية أن بنك المعرفة يتيح للطلبة الحصول علي المعلومات بعيداً عن الحفظ والتلقين وتنمية أكبر للمهارات كما تم تنظيم دورات تدريبية للمعلمين ليتعرفوا علي كيفية التسجيل والتعامل مع بنك المعرفة وكيفية الحصول علي المعلومة وتم توفير أجهزة كمبيوتر وإنترنت داخل مكتبة المدرسة للتيسير علي الطلاب في التسجيل وكيفية البحث عن المعلومة داخل بنك المعرفة. وأكد د.خالد عبده مدير إدارة السيدة زينب التعليمية أن بنك المعرفة يعتبر افضل موسوعة للمدرس والطالب يستطيع من خلالها البحث عن أي معلومة علي بنك المعرفة مشيراً إلي أنه تم تحويل 8 مديري مدارس بعد مرور شهر من الدراسة إلي التحقيق لعدم قيامهم بوضع جهاز كمبيوتر داخل المكتبة أو لعدم دفع فاتورة الانترنت حتي يتمكن الطلاب من الدخول علي بنك المعرفة في المدرسة والبحث عن أي معلومة.