أجواء مضطربة تستقبل قمة العشرين

قادة العالم يواجهون الحروب التجارية والحد من التسلح في الارجنتين

تنطلق اليوم في الأرجنتين قمة مجموعة العشرين وسط تحديات ضخمة قد تغير ليس فقط محاورها الرئيسية وأجندة قادتها بل ومسارات السياسة الدولية لأعوام قادمة. لقاء أقوي السياسيين في العالم قد يكون هذه السنة أكثر إثارة. فقمة العشرين في بوينس ايريس تنعقد في ظروف استثنائية يمر بها العالم. بما في ذلك الحرب التجارية وتفاقم الأزمة الأوكرانية إلي غير ذلك من الملفات الساخنة.
أغلب القضايا المتداخلة التي يتوقع أن تبحثها القمة مدرجة في سياق المنافسة بين الولايات المتحدة وروسيا من جهة. والولايات المتحدة والصين من جهة أخري.
مجموعة العشرين هي تجمع ل 19 دولة بالإضافة إلي الاتحاد الأوروبي. لقاءات هذه القمة تتركز بشكل خاص علي موضوعات السياسة الاقتصادية. ويعقد اللقاء عادة مرة واحدة سنويا. القرارات التي يتم اتخاذها ضمن البيان الختامي هي إعلانات نوايا سياسية وغير ملزمة قانونيا.
تمثل دول مجموعة العشرين نحو ربع سكان العالم وأكثر من 80% من المردودية الاقتصادية العالمية. تضم مجموعة العشرين أهم الدول الصناعية والناشئة ال 19 كالأرجنتين وأستراليا والبرازيل والصين وألمانيا وفرنسا وبريطانيا والهند وأندونيسيا وإيطاليا واليابان وكندا والمكسيك وروسيا والمملكة العربية السعودية وجنوب أفريقيا وكوريا الجنوبية وتركيا والولايات المتحدة وكعضو عشرين الاتحاد الأوروبي. كما يشارك في لقاءات القمة ممثلون عن منظمات دولية مثل البنك العالمي وصندوق النقد الدولي.
يعود أصل قمة مجموعة العشرين لقمة الدول السبع الكبري الأهم صناعيا في كولونيا الذي انعقد في يونيو 1999. هناك اتفق رؤساء دول وحكومات الدول السبع الكبري علي استخلاص العبر من الأزمات وذلك خلال أزمة آسيا في 1997. وجمع أهم الفاعلين الاقتصاديين عالميا بانتظام حول طاولة واحدة. ومنذ سبتمبر 1999 يجتمع وزراء المالية ورؤساء بنوك أهم الدول الصناعية والناشئة للتفاهم حول إجراءات الاستقرار المالي في العالم. ومن يصبح جزءا من مجموعة العشرين. أقره سابقا رؤساء دول وحكومات الدول السبع الكبري تبعا لمعايير جغرافية وإقليمية.
منتدي مجموعة العشرين الكبري الذي يشارك فيه رؤساء الدول والحكومات انبثق لأول مرة في 2008 بعد الأزمة الاقتصادية والمالية العالمية. حيث أوضح المشاركون تصميمهم علي تعميق التعاون والتكاتف فيما بينهم لإيجاد النمو العالمي وإدراج الإصلاحات الضرورية في النظام المالي العالمي.
من أبرز التحديات في هذه القمة. هو تتضارب الأنباء حول عقد لقاء بين الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب والروسي فلاديمير بوتين خلال القمة وهل سيستغرق وقتا طويلا أم يكون عابرا. وأكد الكرملين أن التحضيرات للقاء لا تزال جارية. فيما لم يستبعد الرئيس الأمريكي احتمال إلغائه علي خلفية احتجاز البحرية الروسية السفن الأوكرانية.
يخيم علي القمة أيضا. مصير معاهدة إزالة الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدي في ضوء عزم واشنطن الانسحاب منها ومسألة الحد من انتشار الأسلحة ومراقبة التسلح. حيث يهدد الانهيار التام لهذه المعاهدة بتعطيل معاهدة "ستارت الجديدة" الأمريكية - الروسية للعام 2010 حول التخفيض المتبادل لترسانات الأسلحة النووية الاستراتيجية.
من المفترض أن يجري الرئيس الأمريكي محادثات مع نظيره الصيني شي جين بينج في اللقاء الثاني المهم في قمة العشرين.
وسيناقشان الصراع التجاري بين الولايات المتحدة والصين وحلحلة المباحثات الثنائية المجمدة منذ مايو الماضي حول كيفية معالجة المشكلة في ظل تهديد الإدارة الأمريكية بفرض رسوم جمركية إضافية علي السلع الصينية بقيمة 267 مليار دولار.