يبدو أن قمة العشرين التي ستنعقد في ألمانيا يومي 7 و8 يوليو الجاري، ستكون مختلفة عن القمم الماضية؛ لاسيما أنها تعتبر الأولى بعد وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلطة أوائل العام الجاري، ويرى كثيرون أنها تأتي في وقت مليء بالأزمات والتعقيدات التي تشهدها الساحة العالمية، فضلًا عن اختلاف وتباين وجهات النظر في عدة قضايا دولية بين القوى الكبرى، ما يجعل شعار القمة "ضمان الاستقرار وتحمل المسؤولية" أمرًا صعب المنال. خروج الولاياتالمتحدة من اتفاقية المناخ أول أزمة قد تكون مرشحة للتصاعد في القمة تكمن في خروج الولاياتالمتحدة من اتفاقية المناخ بباريس، في وقت يعزز من التصادم الاقتصادي والسياسي بين الدول الصناعية الكبرى، خاصة بين ألمانيا وأمريكا، حيث قالت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل: «تنتظرنا في القمة سلسلة من القضايا الشائكة»، بعدما أعلنت واشنطن انسحابها من اتفاق باريس للمناخ، إضافة إلى المجال التجاري، حيث تتبنَى واشنطن خطابا حمائيا، مهددة دولا مثل ألمانيا بفرض رسوم جمركية لكبح صادراتها «المبالغ فيها»، مضيفة: «نعلم بمواقف الحكومة الأمريكية، ولا أتوقع أن تزول لمناسبة قمة ليومين في هامبورغ»، متوقعة حصول خلافات. وحذّرت المستشارة الألمانية من المبالغة في توقع نتائج من القمة، مؤكدة بأن البيان الختامي لاجتماعات مماثلة يجب أن يحظى «بموافقة بالإجماع»، ولأنها توقعت أن التفاهم الوحيد قد يكون قضية مكافحة الإرهاب، متداركة بأن «هناك خلافات كثيرة حول باقي الموضوعات»، ليبدو من هذا الحديث بأن جميع التوقعات تؤكد أن الخلافات أكثر من التفاهمات في القمة. خلافات تركياوألمانيا وفي السياق، يبدو أن الخلافات التركية الألمانية التي أخذت في التزايد يومًا تلو الآخر، ستنعكس على مجريات القمة، حيث يريد أردوغان استغلال حضوره إلى هامبورج لإلقاء كلمة أمام الجالية التركية في المدينة، بينما ترفض الحكومة الألمانية الفكرة، ليبقى الأمر بيد الرئيس التركي الذي قد لا يلتزم برفض الألمان الذين طالبوا بعدم مخاطبة أردوغان للأتراك المقيمين في ألمانيا عندما يحضر القمة. وتعكس التطورات الأخيرة وجود توترات ألمانية تركية مستمرة منذ عام بسبب خلافات حول عدد من القضايا السياسية والأمنية، أبرزها سجن تركيا لصحفي ألماني، ورفض أنقرة زيارة مشرعين ألمان لقاعدة عسكرية بها قوات ألمانية على أرضها. التوترات الأمريكية الروسية مؤثرات أخرى على القمة تكمن في ضبابية العلاقات الأمريكية الروسية حاليا، على خلفية الكثير من الخلافات في القضايا الدولية، بالإضافة إلى التحقيق الأمريكي بشأن اتهام موسكو بالتدخل في الانتخابات الأمريكية الرئاسية التي فاز فيها ترامب. ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الأمريكي ونظيره الروسي لأول مرة على هامش قمة العشرين، حيث يتباحثا الأزمة الأوكرانية والحرب في سوريا والعقوبات الاقتصادية على روسيا، لكن يؤكد مراقبون أن هناك الكثير من الخلافات بين الجانبين تحتم أن يكون جدول أعمال اللقاء بينهما مكتظًا، وأنه من غير المرجح إلى حد كبير التوصل إلى اتفاق حول أي قضية. مجموعة العشرين تتألف من وزراء المالية ومحافظي البنوك المركزية للدول العشرين، وتأسست في عام 1999، بدافع الجمع بين الأنظمة الاقتصادية للدول النامية والدول الصناعية التي تتسم بالأهمية التنظيمية لمناقشة سبل الخروج من الأزمات الاقتصادية. وعقد أول الاجتماع للمجموعة في ديسمبر عام 1999 في برلين، وتتصف المجموعة بأنها منتدى غير رسمي يدعم المناقشات المفتوحة في ما بين دول السوق البارزة والدول الصناعية حول القضايا الأساسية المتعلقة باستقرار الاقتصاد العالمي، ودعم حركة النمو والتطور الاقتصادي في شتى أنحاء العالم. وتتشكل المجموعة من السبع دول صناعية، وهي الولاياتالمتحدة واليابان وألمانيا وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا وكندا، إلى جانب الدول صاحبة الاقتصادات الكبرى الناشئة، كالصين وروسيا والهند والبرازيل والمكسيك وجنوب إفريقيا والأرجنتين وأستراليا وإندونيسيا والسعودية وكوريا الجنوبية وتركيا.