لا شك أن مشاركة مصر في اجتماعات قمة مجموعة العشرين الأسبوع المقبل في مدينة هانغتشو في الصين بوفد رفيع المستوي برئاسة الرئيس السيسي وبدعوة من الرئيس الصيني شي جين بينغ والتي ترأس بلاده القمة وتستضيفها هذا العام تؤكد أهمية مصر ودورها علي الساحة الإقليمية والدولية معا سواء علي المستوي السياسي أو الاقتصادي في ظل الظروف المعقدة التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط بصفة خاصة والعالم بصفة عامة سواء فيما يتعلق بزيادة وتيرة الإرهاب وانتشاره في العديد من دول العالم انطلاقا من الشرق الأوسط أو في ظل وجود أزمة مالية عالمية وتراجع كبير في حركة التجارة الدولية. وأعتقد أن مشاركة الرئيس في تلك القمة التيتشارك فيها مصر للمرة الأولي سوف تتيح فرصة كبيرة للرئيس لإجراء العديد من اللقاءات الثنائية والمشاورات علي هامش الاجتماعات في مقدمتها محادثات قمة هامة مع الرئيس الصيني حيث تم العداد جيدا لتلك القمة من قبل البلدين حتي تكون هناك مراجعة ومتابعة لما تم الاتفاق عليه خلال زيارة الرئيس الصيني لمصر في يناير الماضي وأيضا بحث سبل دفع التعاون العربي الصيني والأفريقي الصيني باعتبار أن مصر شريكا أساسيا للصين في التجمعين. وتكتسب اجتماعات قمة العشرين أهمية خاصة حيث تسهم اقتصادات المجموعةبأكثر من80% من إجمالي الناتج المحلي العالمي وبحوالي80% في التجارة العالمية, وتضم حوالي ثلثي سكان العالم وهو ما دفع وزير خارجية الصين وانغ يي إلي القول بان الصين باعتبارها أكبر دولة نامية في العالم, تتحمل مسئولية الحفاظ علي حقوق ومصالح الدول النامية الأخري وتوسيعها. ووجهت الصين الدعوة لخمس دول نامية لحضور قمة مجموعة العشرين في هانغتشو هي تشاد التي ترأس الاتحاد الأفريقي ولاوس رئيسة رابطة دول جنوب شرق آسيا( الآسيان) والسنغال رئيسة الشراكة الجديدة لتنمية أفريقيا( نيباد) ومصر وقازاقستان..بينما طلبتتايلاند بوصفها ترأس مجموعة77 هذا العام حضور القمة. وعلي الرغم من أن فكرة مجموعة العشرين بدأت خلال اجتماع وزراء مالية مجموعة السبع الكبري في العاصمة الأمريكيةواشنطن في سبتمبر عام1999 عندما نبهت الأزمة المالية الآسيوية القوي الاقتصادية العالمية إلي الحاجة إلي دمج الدول الصناعية والاقتصادية الصاعدة في صنع القرار الاقتصادي والمالي العالمي فقد تم عقد الاجتماع التأسيسي للمجموعة في برلين في ديسمبر عام1999 وحضره وزراء المالية ومحافظو البنوك المركزية بالدول الاعضاء بمجموعة العشرين. حيث تضم مجموعة العشرين أعضاء يمثلون19 دولة وتكتلا إقليميا واحدا وتلك الدول هي الدول السبع الكبري أي الولاياتالمتحدة, واليابان, والمانيا, وفرنسا, وبريطانيا, وايطاليا, وكندا بالاضافة إلي روسيا, والصين, والارجنتين, واستراليا, والبرازيل, والهند, واندونيسيا, والمكسيك, والسعودية, وجنوب افريقيا, وكوريا الجنوبية, وتركيا, والاتحاد الاوروبي. ونظرا لأن مجموعة العشرين هي آلية حوار غير رسمية تعمل تحت نظام المؤتمر النقدي والمالي للأمم المتحدة, فإنها تعمل دون أمانة دائمة. ويعقد وزراء مالية ومحافظو البنوك المركزية بالدول الأعضاء بمجموعة العشرين اجتماعات سنوية برئاسة دورية.ويتم تشكيل فرق مهام عند الضرورة لمعالجة القضايا الرئيسيةولكنها تعد القمة العالمية الاقتصادية الابرز بسبب الثقل الدولي الكبير لأعضائها وتشكيلهم لمسيرة الاقتصاد في العالم. ولذا فإن مشاركة مصر في اجتماعات مجموعة العشرين تعتبر شهادة دولية جديدة علي ثقة المجتمع الدولي في الخطوات التي تقوم بها مصر سياسيا واقتصاديا لمواجهة التحديات الموجودة بها من خلال التعاون مع كافة المنظمات والتكتلات الدولية لدفع مسيرة الاقتصاد المصري وجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية بصورة تخدم المواطن البسيط ويشعر معها أن الدولة تتحرك في الاتجاه الصحيح.