منذ أسبوعين.. شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حملة شعواء علي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. عايره فيها بدور القوات الأمريكية في تحرير فرنسا من الاحتلال النازي. وانخفاض شعبيته في الشارع الفرنسي طبقاً لاستطلاعات الرأي الأخيرة. ولم تكن هذه الحملة غير المسبوقة في العلاقات الدولية. لاسيما بين الحلفاء سوي محاولة انتقامية أمريكية للرد علي دعوة ماكرون لدول الاتحاد الأوروبي لتكوين جيش موحد للدفاع عن أوروبا دون الاعتماد علي الحليف الأمريكي الذي أصبح سلوكه عدوانياً بعدما دخل ترامب البيت الأبيض. وفاجأ العالم بوجه آخر. أناني ومشاكس. يضرب يُمنة ويُسرة. لا يفرق بين العدو والصديق إلا في حالة إسرائيل. يسجل التاريخ أن زعيماً فرنسياً راحلاً هو الجنرال "ديجول" سبق له تبني الدعوة نفسها لاستقلال أوروبا. وإنهاء تبعيتها للولايات المتحدةالأمريكية. ويذكر التاريخ أن ديجول اضطر للتنحي عن الحكم في أبريل 1969 بعدما نشبت ما سميت ثورة الشباب في العام السابق. اعتراضاً علي سياسات ديجول. ولم تكن أيدي المخابرات المركزية الأمريكية كما تكشَّف فيما بعد بعيدة عن الأحداث الدامية لهذه الثورة. مع وجود عملاء لها في صفوف المعادين للجمهورية الديجولية. الذين نجحوا في إسقاط وإرغام زعيمها علي الانسحاب من الحياة السياسية عقاباً له فيما يبدو علي تحدي أمريكا. زعيمة العالم الحر!! هل يعيد التاريخ نفسه من بوابة الأحداث التي ضربت الشانزليزيه في باريس أمس الأول من أصحاب السترات الصفراء. ومن انضم إليهم من أحزاب وجماعات سياسية متباينة المواقف. يجمعها العداء للرئيس الشاب المتبني لاستقلال أوروبا والانفتاح علي العالم. ومصادقة الدول النامية مثل مصر. والاعتزاز بالثقافات الإنسانية المتعددة. والخروج بأوروبا من العباءة الأمريكية التي لا تتورع عن فرض هيمنتها ولو بإشعال الحرائق وسفك الدماء في الشانزليزيه.. أجمل شوارع العالم.