يعد سبيل ام محمد علي الصغير المواجه لمسجد الفتح بشارع الجمهورية من اهم 5 اسبلة آثرية حيث تم بناؤه علي مساحة 500 متر مربع بأمر من السيدة زبيا قادن زوجة محمد علي باشا الكبير والي مصر عام 1869 كصدقة علي روح ابنها الامير محمد علي المتوفي عام 1861. وكغيره من آلاف الآثار الاسلامية طالته يد الاهمال بعد انتقال تبعيته إلي الاوقاف ليتم تأجيره لورش ومخازن تجارية وغرف سكنية بإيجار زهيد رغم اهمية الموقع إلي ان تعرض السبيل لكارثة محققة بسبب نشوب حريق كبير استمر لمدة 3 ايام بمنزل مجاور وامتداد النيران اليه. في البداية تقول نادرة محسن- احد سكان المنطقة- بعد ان نشب حريق هائل واستمر لمدة 3 ايام في شهر رمضان الماضي بأحد البيوت بحارة الجبروني والملاصق للسبيل الاثري كما امتدت النيران إلي السقف الخشبي للجناح الايمن بالدور العلوي وتمت معاينة المكان واخلاؤه من السكان التي كانت تقطن في الغرف المتواجدة داخل السبيل حيث التهمت النيران معظمها نظرا لانها خشبية ومنذ ذلك الوقت لم يأت مسئول لانقاذ وحماية الأثر. ويوضح محمد عبدالرحمن- بالمعاش- السبيل تائه بين وزارتي الاوقاف والآثار فكل مسئول يلقي اللوم علي غيره فمنذ ان انتقلت تبعيته في الماضي لوزارة الاوقاف تحول لمحل لبيع مستلزمات الامن الصناعي والمدخل الآخر منفذ لتوزيع الكتب والجرائد ومن الخلف بالجانب الايمن تحول إلي ورشة لصناعة الكراسي علاوة علي استغلاله من الداخل كغرف سكنية يقطنها اشخاص بايجار زهيد يصل ل 10 جنيهات في الشهر بالرغم من حالته المتردية كما توجد مخازن بداخله للادوات الصحية والواجهة المطلة علي الشارع هي الجزء الاثري فيه وتابع لوزارة الآثار. ويعرب علي مختار- صاحب محل عن استيائه من الحال الذي آل إليه السبيل رغم قيمته التاريخية والآثرية فمساحته الهائلة التي تصل إلي 500 متر تقريبا كان مزار للسياح لما كان يحمله من طابع اثري وتحفة معمارية رائعة الجمال بشكل نصف دائرة ومليء بالنقوش ذات الزخارف الاسلامية واللوحات الرخامية ولوحتين كبيرتين من النحاس يسجلان تاريخ السبيل ولكن مع مرور الزمن طاله الاهمال فقبل ثورة يناير قامت هيئة الآثار بترميم جزء من السبيل ولكن ترك العمل بدون تكملته حتي تحول إلي مأوي للبلطجية ومتعاطي المخدرات ليلاً ومبيت للمتسؤلين وامام السبيل تحول لموقف لسيارات السرفيس وكل ذلك علي مرأي ومسمع من المسئولين دون جدوي. ويضيف محمد سعيد- صاحب محل-: بعد الحريق شوهت الواجهة الرئيسية للسبيل نظراً لالتهام النيران الشرفات الخشبية في الجزء العلوي بخلاف انه من قبل الحادث تم سرقة اجزاء من الشبابيك وكسر الزجاج الخاص بالسبيل محذرا من سرقة اللوحات الأثرية المتواجدة علي جانبي السبيل والمصنوعة من النحاس علاوة علي ذلك اصبح المكان مقلبا للقمامة والمخلفات. ويؤكد حسين عثمان -عامل- ان العالم يشهد لنا بأننا تاريخ وحضارة 7 آلاف سنة ومعظم السياح ينبهرون بآثارنا الاسلامية والفرعونية فلابد من تكاتف الجهات المعنية سواء الاوقاف او الآثار حتي ننقذ آثارنا من الضياع فالحريق دمر معظم واجهة السبيل بخلاف طمس معالمه من الداخل ومن الممكن ان يتكرر ذلك في اي اثر آخر فلابد من الالتفات لآثارنا وتوفير الحماية والوسائل الكافية ضد الحرائق لأي مكان اثري. يلتقط ابراهيم درويش- من سكان المنطقة طرف الحديث قائلاً: ان معظم الآثار الاسلامية متواجدة وسط الكتل السكنية وتحتاج لاهتمام شديد من المسئولين فيوجد اكثر من اثر ومساجد طالها الاهمال من تسرب مياه الصرف فيها ومنها ما تحول لمقالب للقمامة بدون تدخل المسئولين بخلاف ان عدم وعي المواطنين باهمية وقيمة الاثار للحفاظ عليه سبب لتردي حالته فلابد من متابعة دورية وترميم من وزارة الآثار والحي والمحافظة حتي لاتتكرر تلك المأساة. اكد مصدر مسئول بالآثار ان نشوب الحريق في احد المنازل المجاورة لسبيل ام محمد علي الصغير اواخر شهر رمضان الماضي كان سببا في امتداد النيران للسبيل بالسقف الخشبي بالدور العلوي فقد كان المنزل مؤجرا من وزارة الاوقاف وقد خاطبنا جميع الجهات المختصة المطافئ والحي والمحافظة والاوقاف حتي تم السيطرة علي الحريق ويتم حالياً تشكيل لجنة عليا مشتركة بين وزارة الآثار والاوقاف ومحافظة القاهرة والادارة الهندسية وسيتم اجراء خطوة للحفاظ علي الأثر حتي لايحدث اي انهيارات خاصة ان المنزل المجاور حائطه مشترك بينه وبين السبيل. وبعد الاتفاق بين وزارتي الآثار والاوقاف ستقوم كل جهة باختصاصتها والعمل بدورها للحفاظ علي الآثر فالسبيل يعتبر وقف حيث قامت وزارة الاوقاف بتأجيره كمحلات ومن قبل الحادث وتم مخاطبة الاوقاف منذ 2016 باخلائه تماما للنظر في ترميمه واخبرونا بأن هناك علاقة ايجارية بين طرفين ويتم تسديد كل ما يطلب منهم ومن الصعب اخلاؤه فنحن حاليا نخطو خطوات فعالة للعمل علي ترميمه فليس لدينا المبالغ المادية الكافية لعمل مشروع كامل لترميمه ولكن المادة 30 تلزم اشتراك الاوقاف معنا. مطالبا بتدخل جميع الاجهزة المعنية والتحرك لانقاذ المكان اما اخلاء المنزل فهو قرار لابد صدوره من الحي بقرار ازالة وقرار من النيابة العامة مشيراً لاهمية توعية المواطنين بقيمة الاثر وخاصة الطلبة في المدارس والحضانات للحفاظ عليه وان الأثر ليس ملكية خاصة لوزارة الآثار فقط بل هو منفعة عامة وممتلكات للدولة. وقد تم التعاقد مع "المقاولون العرب" منذ 4 شهور للعمل بنظافة الآثار من الداخل نظرا لعدم وجود عمالة تكفي لنظافة حوالي 400 او 500 أثر ولكن من الخارج فهو دور الحي والمحافظة لنظافة المكان المحيط بالآثر. بينما يؤكد اللواء صبري محمد عبده رئيس حي الازيكية تشكيل لجنة مشتركة من مدير عام اثار شمال القاهرة ولجنة مرافقة له ومحضر اجتماع مشترك بين مدير عام آثار شمال القاهرة ومنطقة اسكان الحي وتمت عمل معاينة علي الطبيعة. موضحاً ان وزارة الآثار خاطبت وزارة الاوقاف وقامت وزارة الاوقاف بارسال خطاب للحي بإخلاء المكان بالقوة الجبرية للمستأجرين سواء مستأجر المكان لتجارة مهمات الامن الصناعي والآخر منفذ لبيع الجرائد. مشيراً إلي انه تم ارسال خطاب لجريدة الاهرام واخطارهم بذلك واخطار المنفذ المقيم لبيع مهمات الامن الصناعي وتصوير الموقع من الداخل والخارج وتسليم سجلات المعاينة علي الطبيعة للنيابة العامة المختصة وجار المتابعة مع وزارتي الآثار والاوقاف في انتظار النتائج النهائية لاتخاذ كافة الاجراءات لعملية الاخلاء نهائياً وبدء اجراءات الترميم وبالفعل سيتم انعقاد اجتماع خصصته منطقة آثار العتبة بحضور مدير منطقة الاسكان كممثل لحي الازبكية لمناقشة الحل الامثل لانقاذ السبيل.