يحمل شهر أكتوبر من كل عام ذكري انتصار عظيم حققه المقاتل المصري في 6 أكتوبر 73 علي قوي العدوان والاحتلال والاستعمار التي تآمرت عليه في 5 يونيو 67 لإجهاض المشروع الوطني الناصري لإقامة دولة مصرية قوية تحمل رايات القومية العربية وتدعم كتائب الثوار وتحارب الاستعمار وتطرد قواته عن كل أرض عربية. توهم الاستعمار وعملاؤه ان الانتصار الذي اسهموا في تحقيقه لصالح إسرائيل هو الجولة الأخيرة والضربة الساحقة في معركتهم مع مصر العربية. ولكن هذا الوهم سقط أمام صمود الشعب المصري البطل وتضحيات جيشه الباسل الذي استجمع قواه في زمن قياسي وسجل مقاتلوه أروع صفحات الفداء والبطولة في حرب الاستنزاف المؤهلة للانتصار الكبير في حرب أكتوبر المجيدة التي أثبتت للعالم إيمان وقوة وبسالة المقاتل المصري وزيف أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر. كما أثبتت تصميم الشعب المصري علي المضي - مهما كانت التحديات والتضحيات - في تنفيذ مشروعه الوطني وإقامة دولته الحديثة القوية التقدمية التي تحقق له الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية وتضمن لمصر موقع الريادة في المنطقة متصدية - كعهدها - للمؤامرات الاستعمارية والصهيونية مدافعة عن الحقوق العربية معتمدة علي قوة وبسالة ابنائها المقاتلين في القوات المسلحة حامية الإنجازات صانعة الانتصارات.