سجل التاريخ للشعب المصري بفخر واعتزاز وقفته الخالدة أمام تبعات نكسة 1967 التي تمكنت فيها قوي الاستعمار والصهيونية والرجعية من إلحاق هزيمة عسكرية بالنظام الوطني الناصري عقاباً له علي مبادرته بتنفيذ مشروع وطني وقومي طموح يؤسس دولة مصرية قوية وتقدمية كانت نموذجاً لسائر شعوب العالم المتطلعة إلي الخلاص من الاستعمار والاحتلال والاستغلال الهادفة إلي السير في طريق التنمية والتقدم لتحقيق حياة حرة كريمة . وقف الشعب المصري متحداً متحدياً القوي الاجنبية المعادية عازماً علي ازالة آثار النكسة ملتفاً حول قائده جمال عبدالناصر وهو يطلق نداءه: "لا صوت يعلو علي صوت المعركة" ذلك النداء الذي انطلق علي كل أجهزة الإعلام الوطنية المؤمنة بشعبها وترجمه المصريون جميعاً كل في مجاله إلي عمل جاد مخلص وأمين من أجل المجهود الحربي والاستعدادات العسكرية والاقتصادية التي في كل قطاعات الدولة تتطلبها معركة الثأر وتحرير الأرض واسترداد الكرامة. لم يبخل المصريون بأغلي التضحيات من أجل المعركة بل قدموا أرواحهم في حرب الاستنزاف التي خاضتها القوات المسلحة الباسلة ببطولة وشجاعة ومعنويات عالية رغم عدم التكافؤ في الأسلحة والمعدات التي تبرعت بها الولاياتالمتحدةالامريكية وحليفاتها الأوربيات من ترساناتها العسكرية الحديثة لإسرائيل كي توجه ضرباتها ليس للقوات المسلحة المصرية وحدها بل للمناطق المدنية مستهدفة المصانع والمدارس حتي مدارس الأطفال مستهدفة تحطيم الروح المعنوية للشعب المصري وإجباره علي الاستسلام للمخططات الاستعمارية والصهيونية وهو ما لم يتحقق لأن المصريين. ومعهم السوريون اتحدوا وصمدوا وقاتلوا وضحوا حتي انتصروا في أكتوبر 73 المجيدة. ليس علي إسرائيل وحدها بل علي القوي الاستعمارية العالمية ومن يدور في فلكها من داخل المنطقة العربية. ما أشبه الليلة بالبارحة! اليوم يخوض المصريون حرباً حقيقية مماثلة مع القوي نفسها التي تحالفت ضد نظامهم الوطني في يونيو 67. وتحاول منذ ثورة 30 يونيو 2013 إسقاط الدولة المصرية عقاباً لها علي مقاومتها الباسلة لمخططات الهيمنة والسيطرة الاستعمارية وشروعها في تأسيس دولة كبري قابلة للنمو والتطور في هذه المنطقة الحيوية من العالم. مما يغلق الباب أمام الأطماع الاستعمارية في ثروات المنطقة ويقدم لشعوبها نموذجاً حياً للشعب المصري وهو يوحد صفوفه .