يستمد الشعب المصري قوته وصلابته من التجارب والأزمات. وأحياناً النكسات. ومنها نكسة 5 يونيه 67. التي تمكنت فيها قوي الاستعمار الغربي وقاعدته. إسرائيل من إحراز نصر عسكري كبير واحتلال سيناء. وبقية أرض فلسطين والجولان السورية. ولكن هذه النكسة علي مرارتها وقسوتها لم تكسر إرادة الشعب المصري الذي تمسك بقيادته ممثلة في جمال عبدالناصر. ومشروعه الوطني لجعل مصر دولة قوية متقدمة تمثل قاعدة للنضال ضد الاستعمار والاستغلال ومجتمعاً تسوده المساواة والعدالة الاجتماعية. رافعة راية القومية العربية. واستهدفت القوي الاستعمارية والصهيونية هذا المشروع الوطني بالذات. بالضربة التي وجهتها لمصر في 5 يونيه. ولم تتخل هذه القوي عن هدفها الأثيم. رغم انتصار الأمة العربية. وفي مقدمتها مصر وسوريا في حرب العاشر من رمضان وإحرازها نصر 6 أكتوبر المجيد الذي لم يكن ثأراً لنكسة 5 يونيه. وإنما بداية جولة جديدة في الحرب العدوانية المستمرة من جانب القوي المعادية لتطلعات وأهداف ومصالح الأمة العربية. ومصر في قلبها. وانتهج العدوان مخططات جديدة استهدفت ضرب التضامن العربي. سر انتصار أكتوبر. وإشعال الحروب والصراعات العربية العربية. وتجنيد العملاء والإرهابيين لشق الجبهات الداخية للدول العربية. وإقامة رءوس جسور تعبر عليها القوي الغربية بقواتها المسلحة كما حدث ويحدث في العراق وسوريا وليبيا واليمن. وما يراد له أن يحدث في دول عربية أخري تقف مصر 30 يونيه حائلاً دون سقوطها في الفخ الذي نصبته القوي الاستعمارية والصهيونية في يونيه 67. ومازالت تتوهم.. رغم انتصار مصر في العاشر من رمضان.. قدرتها علي اصطياد العالم العربي وإعادته إلي مناطق النفوذ والهيمنة وسلب ثرواته واستنزاف قواه بالاحتلال أو الإرهاب.