مهما كانت فوائده ومنافعه.. سوف تظل مشاكل "التوك توك" وأزماته وأضراره.. أكثر وأخطر علي المجتمع المصري.. وكل يوم تزداد أرقامه السلبية.. وتتسع دائرة أفعاله المخزية.. لتمثل حالة من الفوضي لم تشهدها الشوارع والميادين من قبل..! صحيح.. ثلاثة ملايين "توك توك" ساهمت في توفير فرص العمل.. وفتحت أبواب الرزق أمام فئات عديدة.. وباتت عنصراً رئيسياً لنقل الركاب بين القري والأحياء الشعبية.. لكن في نفس الوقت.. أنشأت امبراطورية "سيئة السمعة".. تخترق القيم. تنتهك الأعراف.. تخالف القواعد والأصول.. وترتكب من الجرائم ما يبعث علي القلق والأسي..!! جميع أنواع الجرائم ترتكب داخل امبراطورية "التوك توك".. خاصة بعد أن انضم إليها الصبية والأطفال والمسجلون الخطر.. ومن ثم راح كل منهم يفعل ما يشاء بلا وازع من ضمير.. يسير في الممنوع.. يتحرش بالركاب.. يتعاطي المخدرات والمسكرات.. وفي الآونة الأخيرة.. تجرأ واقتحم الشوارع الرئيسية والميادين العامة.. مشوهاً الوجه الحضاري.. وضارباً عرض الحائط بقرار منع سير "التوك توك" خارج نطاق الشوارع الجانبية!! بدون رخصة.. بلا تصريح.. ومن غير رقابة فعالة يمارس "التوك توك" نشاطه الفوضوي.. والغريب أن يتمتع السائقون بجميع الحقوق.. وفي المقابل يتهربون من كافة الواجبات.. لا يسددون ضرائب.. ولا يدفعون رسوماً.. وفي النهاية يلوثون البيئة.. ويصنعون مشاكل مرورية تسبب إزعاجاً.. وتثير المناوشات والمشاجرات!! ما أكثر المطالبات بضرورة تقنين "التوك توك".. وإخضاعه للقواعد واللوائح.. ووضعه تحت الرقابة الشديدة.. وما أكثر الوعود بالتلبية والتنفيذ.. لكن حتي الآن لم يطرأ جديد.. ومازال "صندوق الجرائم" يصول ويجول.. ويخرج ألسنة التجاوز والفوضي.. لكل الرافضين لجرائمه وسلوكياته المشينة!! لقد فاض الكيل من عبث واستهتار سائقي "التوك توك".. وصار التصدي لمخالفاته وانتهاكاته أمراً ملحاً.. لا يحتمل أي تأجيل أو تسويف.. حتي تنخفض معدلات الجريمة.. ويعود الانضباط ويستعيد الشارع المصري هدوءه ووجهه الحضاري.. وهذا ما سوف يحدث في القريب العاجل.. لأن هناك بالفعل يداً قوية أمنية وقانونية.. تسعي لفرض سياج الحماية علي المواطن.. من أخطار وأذي "صندوق الجرائم المتنقل"!!