التطور التكنولوجي ومواقع السوشيال ميديا ساهمت في حل الكثير من أزمات التواصل الاجتماعي بين الأفراد.. بضغطة زر بسيطة ترسل ما تريد وتستقبل ما تريد وايضا تطلع علي أي شيء ترغب في معرفته أو الاستفسار عنه في أسرع وقت.. إلا أن مواقع التواصل الاجتماعي باتت في الفترة الأخيرة مسرحاً لترويج الشائعات والأخبار المفبركة التي لا تمتلك أي أساس من الصحة.. صور مزيفة ومقاطع فيديو مشكوك فيها وتصريحات وهمية منسوبة لحسابات غير حقيقية لبعض المسئولين والشخصيات العامة.. لتتحول مواقع السوشيال ميديا من وسائل التواصل إلي منصات لنشر الأكاذيب والمغالطات وفقدت الكثير من مصداقيتها. دراسة حديثة عن مواقع التواصل الاجتماعي أكدت أن ما يقرب من نصف سكان العالم فقدوا الثقة في مواقع السوشيال ميديا والأخبار التي يتم تداولها بين العديد من منصاتها حيث كشفت الدراسة أن المواطنين فيما يقرب من 40 دولة حول العالم عزفوا عن متابعة الأخبار التي يتم بثها عبر الإنترنت أو وسائل التواصل الاجتماعي. ففي البرازيل علي سبيل المثال وصلت نسبة التراجع لحوالي 85% أما في الولاياتالمتحدةالأمريكية فبلغت نسبة التراجع في متابعة مواقع التواصل الاجتماعي ومواقع الانترنت نحو 65% لتزداد الشكوك حول مصداقية كل ما يبث علي العديد من المواقع الاخبارية والسوشيال ميديا. الجدير بالاهتمام ان الدراسة أوضحت أيضاً ان أغلب مستخدمي الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي بدأوا في اللجوء للمواقع الالكترونية الاخبارية للصحف الورقية ذات التاريخ الطويل والاشتراك في تطبيقات هذه الصحف لمعرفة آخر الاخبار والتقارير التي تعتمد علي معايير المصداقية والمهنية لا شك ان التكنولوجيا الحديثة سلاح ذو حدين يمكن ان يمدك في لمح البصر بآخر المستجدات ويمكن ايضاً ان يقوم بتضليلك باخبار مفبركة أو تقارير تحمل نصف الحقيقة للوصول إلي غرض معين أو تحقيق أهداف لفئة بعينها. الفرصة لا تزال قائمة للصحف الورقية ذات التاريخ الطويل لمواكبة التطور واستخدام التكنولوجيا الحديثة للوصول بشكل أسرع لقرائها المتعطشين لمعرفة آخر الاخبار الصحيحة والتي لا تحمل أي توجهات تصب في مصلحة أي جهة ما.. هذه الدراسة الأخيرة تساعد بشكل كبير الصحف العريقة علي ان تعود مجدداً للصفوف الأولي ولكن بطريقة مختلفة خاصة انها تمتلك كل الأدوات والوسائل المهنية ولها مصداقية كبيرة بين المواطنين.. الحل في تغيير طريقة تناول الاخبار وسرعة بثها بعد التأكد منها بالاضافة إلي استخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة أولاً بأول لتفويت الفرصة علي منصات التواصل الاجتماعي الوهمية التي لا تمل من ابتكار الاساليب والطرق لبث سمومها بين المستخدمين والتأثير عليهم لخدمة مصالح جهات معينة.. الفرصة لا تزال سانحة أمام الصحف ومواقعها الرسمية لزيادة قرائها عن طريق التحليلات المتنوعة والتقارير والتحقيقات التي تهتم بحياة المواطن والمقالات والاخبار الصحيحة التي تصل للقراء في أسرع وقت بالوسائل التكنولوجية الحديثة.