صحف كبري تبذل كثيرا من الجهد الآن لتطوير شكلها ومضمونها في محاولة منها لتعويض بعض الخسائر واسترجاع بعض قرائها الذين تركوها فظهر ذلك في انهيار نسب توزيعها، وتحاول أيضا استرجاع معلنيها الذين فقدتهم، وحتي لا تعلن إفلاسها.. وهي لا تدري أن منحني انهيار الصحف الورقية قد بدأ .. وهناك بعض الصحف الكبري قد تحولت بالفعل للإلكترونية. والصحف والمواقع الإلكترونية بدأت في سحب البساط من تحت أقدام الصحف الورقية.. وبفضل التكنولوجيا الحديثة وسرعة الانترنت سحبت القراء وأيضا المعلنين. فهي الأسرع في تناول الأخبار ونشرها في وقت حدوثها.. وإعلان إيفجيني ليبيديف، مالك شركة -إي آي ميديا-، إيقاف الإصدار الورقي لصحيفة الإندبندنت في 26 مارس2016، فتح الباب للتساؤلات حول مستقبل الصحافة الورقية في العالم، وإلي أي مدي سيقاوم الإصدار الورقي كواحدة من وسائل تقديم الأخبار والمعلومات في ظل التطور التكنولوجي وتحول إمبراطوريات الإعلام العالمية إلي الساحة الرقمية، بحثًا عن تكاليف أقل وجمهور أكبر، لاسيما مع تحول وسائل التواصل الاجتماعي إلي مصدر أساسي للمعلومات عند شريحة واسعة من الجمهور. قرار مالك الشركة البريطانية إيقاف النسخة الورقية للإندبندنت والاكتفاء بالموقع الإلكتروني فهو يستشرف المستقبل بنظرة المستثمر الحذر والخبير الإعلامي، الذي يري أن العصر الورقي للصحافة شارف علي النهاية، وأن المستقبل هو للصحافة الإلكترونية. أعتقد أن الصورة بعد 5 أو 10 سنوات ستكون مختلفة تماما عما هي عليه الآن.. لذلك أقول لكل الصحف الورقية عفوا الزمن القادم هو زمن الصحف والمواقع الإلكترونية