زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي إلي أوزبكستان هي أول زيارة يقوم بها رئيس مصري إلي هذه الدولة .. التي عرفت لدي العرب في الأزمنة القديمة باسم "بلاد ما وراء النهر" لأنها تقع بين نهري "سيرداريا . وأموداريا" بمنطقة آسيا الوسطي وكانت مركزا للإزدهار العلمي والثقافي في الفترة من القرن التاسع الي القرن الخامس عشر الميلادي. قدمت أوزبكستان الي الإنسانية كوكبة من أعظم العلماء في تاريخ البشرية الذين ساهموا بقسط كبير في تطور الحضارة العالمية بدءا من الإمام البخاري إلي عالم الطب ابن سينا مرورا بالخوارزمي والفراغاني والبيروني والزمخشري وكثيرين غيرهم كل هؤلاء تركوا تراثا علميا غنيا بالإكتشافات في مجالات الفلك والجغرافيا والرياضيات والطب والفيزياء وعلوم الأديان. هذه الدولة لم تحظ بالتغطية الإعلامية التي تستحقها . رغم العلاقات التاريخية والشعبية التي تربطنا بها ورغم حرص قيادتها علي تعزيز العلاقات مع مصر في مختلف المجالات حيث قام رئيسها الراحل إسلام كريموف بزيارتين إلي مصر الأولي في ديسمبر 1992 والثانية في إبريل 2007 بينما لم ترد مصر الزيارة الي أوزبكستان علي نفس المستوي الرئاسي قبل أن يقرر الرئيس عبدالفتاح السيسي زيارتها! لذلك أحسب أن الدلالة السياسية التي تنطوي عليها زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي الي أوزبكستان.. تأتي في المقدمة قبل جدول أعمال المحادثات بين الجانبين وسوف تساهم بقدر كبير في إحياء الصداقة القديمة بين القاهرة وطشقند. احياء الصداقة القديمة بين الجانبين لابد له من أرضية مشتركة .. مصالح متبادلة في كافة المجالات واتفاقيات لتطوير التعاون الثنائي وتنسيق وتشاور بشأن القضايا الإقليمية والدولية ذات الإهتمام المشترك وهو ما ستبحثه القمة الثنائية بين الرئيس عبدالفتاح السيسي والرئيس الأوزبكستاني شوكت ميرضيائيف. الي جانب القمة سيلتقي الوفد المصري المرافق للرئيس السيسي بعدد من الوزراء وكبار المسئولين بأوزبكستان. ليعقد الجانبان جلسة مباحثات لبحث سبل دفع العلاقات بين البلدين إضافة إلي توقيع عدد من الاتفاقيات ومذكرات التفاهم بشأن تطوير التعاون المشترك في عدد من المجالات. -لابد هنا من الإشارة الي أن حجم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين مازالت دون المستوي المطلوب الذي يتناسب مع إمكانيات البلدين ويحقق طموحات الشعبين فحجم التجارة المتبادلة بلغ العام الماضي 1,5 مليون دولار فقط أما الاستثمارات الأوزبكستانية في مصر فمازالت أقل من مليون دولار "670 ألف دولار". - من هنا تأتي أهمية الزيارة التي يقوم بها الرئيس عبدالفتاح السيسي الي أوزبكستان لوضع خارطة طريق لتطوير العلاقات الثنائية في كافة المجالات بما يتناسب مع قدرات البلدين ورغبة الشعبين المصري والأوزبكي في تطوير العلاقات بينهما. العلاقات الثنائية يمكن القول ان تاريخ العلاقات الثنائية بين مصر وأوزبكستان منذ أعلنت استقلالها عن الاتحاد السوفييتي السابق في 31 أغسطس 1991 هو صفحات ناصعة البياض تشهد بعمق ومتانة العلاقات بين البلدين كما تشهد بالدور الكبير الذي قامت به مصر في مساعدة أوزبكستان خلال السنوات الأولي من استقلالها. - القراءة السريعة لهذه الصفحات تقول إن مصر اعترفت باستقلال أوزبكستان في 26 ديسمبر 1991 أي بعد مرور خمسة أيام فقط علي إعلان تفكك الاتحاد السوفييتي ثم بعد أقل من شهر علي ذلك تم التوقيع في 23 يناير1992 علي بيان مشترك بإقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين وذلك خلال زيارة قام بها وفد مصري برئاسة نائب رئيس الوزراء الي أوزبكستان. - في ديسمبر من نفس العام 1992 قام الرئيس الأوزبكستاني إسلام كريموف بزيارة رسمية الي مصر علي رأس وفد كبير يضم عددا من الوزراء تم في هذه الزيارة التوقيع علي عدد من الإتفاقيات الثنائية بين البلدين للتعاون في المجالات الإقتصادية والعلمية والفنية والنقل الجوي. - في مايو 1993 تم افتتاح السفارة المصرية في العاصمة الأوزبكستانية طشقند كان ذلك حدثا سياسيا هاما بالنسبة لأوزبكستان . لأنها كانت أول سفارة عربية تفتتح في عاصمتها وقد شجع ذلك بقية الدول العربية علي إقامة علاقات دبلوماسية مع أوزبكستان وافتتاح سفارات لها في طشقند. - بعد ذلك افتتحت السفارة الأوزبكستانية بالقاهرة في اكتوبر 1995 خلال زيارة قام بها وزير الخارجية الأوزبكستاني د.عبد العزيز كاميلوف الذي قام بافتتاح السفارة برفقة عمرو موسي وزير الخارجية آنذاك. - في العام التالي 1996 تم تأسيس اللجنة المصرية الأوزبكية المشتركة برئاسة وزيري الاقتصاد في البلدين وعقدت أول اجتماعاتها في طشقند في يونيو 1996 حيث تم التوقيع علي 3 مذكرات تفاهم للتعاون في مجالات الصحة والاتصالات وبحوث القطن والثقافة. - قام الصندوق المصري للتعاون مع دول الكومنولث الذي أسسته مصر في أعقاب تفكك الاتحاد السوفييتي بتقديم منح تدريبية متخصصة لأوزبكستان في مجالات نقل الخبرة والتدريب بالمراكز والمعاهد العلمية المتخصصة . مثل أكاديمية الشرطة والمعهد الدبلوماسي ومعهد الدراسات الاستراتيجية والمعهد المصرفي والجهاز المركزي للتنظيم والإدارة ومركز المعلومات واتخاذ القرار برئاسة مجلس الوزراء والهيئة العامة للتنشيط السياحي والمركز الدولي للتدريب والاستشارات .واتحاد الإذاعة والتليفزيون والمعهد القومي للنقل والمركز الدولي للزراعة وهيئة كهرباء مصر ومعهد التبين للدراسات المعدنية. - هذه المنح التدريبية التي قدمتها مصر إلي أوزبكستان في كل هذه المجالات العديدة والمتنوعة ساهمت بدور كبير في خلق الكوادر الفنية اللازمة للعمل بمؤسسات الدولة الناشئة كما أرست قاعدة واسعة لعلاقات التعاون العلمي والفني بين البلدين علي المستويين الشعبي والرسمي وتقديرا من جمهورية أوزبكستان للدور الذي قامت به السفارة المصرية في طشقند . في التنسيق والإعداد لهذه المنح منحت السفير المصري في أوزبكستان آنذاك د.ممدوح شوقي وسام الصداقة الأوزبكي في 22 يناير عام 2000 فكان السفير العربي والأفريقي الوحيد الذي حصل علي هذا الوسام. - في عام 2000 صدر في القاهرة أول كتاب جامعي لتعليم اللغة الأوزبكية في العالم العربي من تأليف البروفيسور المصري نصرالله مبشر الطرزي كما صدر عن جامعة طشقند للدراسات الشرقية في عام 2002 كتاب بعنوان "جمهورية مصر العربية" من تأليف الأستاذ الدكتور محمد البخاري خبير العلاقات الدولية وأستاذ التبادل الإعلامي الدولي بكلية العلاقات الدولية والاقتصاد بالجامعة واشترك معه في تأليف الكتاب الأستاذ الدكتور سرفار غفوروف عميد الكلية. - في نفس العام أيضا 2002 حصل من جامعة طشقند الوزير مفوض بالسفارة المصرية في طشقند فرغلي طه علي درجة دكتوراة الفلسفة في العلوم السياسية عن بحثه تأسيس وتطور العلاقات الثنائية المصرية الأوزبكية المعاصرة كما منحت الجامعة بمناسبة مرور 10 سنوات علي تأسيسها درجة الدكتوراة الفخرية للدكتور سامي حماد المستشار الثقافي بالسفارة المصرية في طشقند آنذاك تقديرا للدور الذي قام به في تعزيز العلاقات الثقافية بين مصر وأوزبكستان حيث وفر للتليفزيون الأوزبكستاني المسلسلات التليفزيونية المصرية التي بثتها القنوات الأوزبكستانية بعد دبلجتها للغات الأوزبكية والروسية كما قامت مصر بإهداء تليفزيون أوزبكستان محطة استقبال أرضية مكنته من التقاط القناة التليفزيونية الفضائية المصرية التي كثيراً ما قام التليفزيون الأوزبكستاني بإعادة بث بعض فقراتها للمشاهد المحلي. - هكذا بدأت العلاقات الثقافية بين مصر وأوزبكستان تأخذ زخما جديدا تستعيد به الأمجاد القديمة لعلاقات الصداقة والأخوة بين الشعبين المصري والأوزبكي التي تعود إلي عدة قرون قديمة .. فكان لابد من تتويج ذلك بتأسيس جمعية للصداقة المصرية الأوزبكستانية تأسس فرعها الأول في طشقند عام 1997 بمبادرة من الأوساط الاجتماعية الأوزبكستانية بالتعاون مع السفارة المصرية هناك وترأسها الدكتور نعمة الله إبراهيموف عضو البرلمان الأوزبكستاني آنذاك ورئيس معهد طشقند العالي للدراسات الشرقية وعضو أكاديمية العلوم الأوزبكستانية بدأت الجمعية نشاطها في العام التالي 1998 وكان من أبرز ما قامت به الاحتفال الذي نظمته في فبراير 1999 بذكري مرور 100 عام علي ميلاد الأديب المصري الكبير توفيق الحكيم وذلك بتقديم مسرحية من تأليفه "غرائب المساء" علي خشبة مسرح أبرار هيداياتوف بطشقند.. - في عام 2000 تأسس بالقاهرة الفرع الثاني لجمعية الصداقة المصرية الأوزبكستانية برئاسة رئيس جامعة القاهرة ثم تولي رئاستها في عام 2014 الدكتور مجدي زعبل أحد أهم المثقفين المصريين المهتمين بدراسة تاريخ جمهوريات آسيا الوسطي وثقافة شعوب تلك المنطقة. بلد العلماء عند الحديث عن أوزبكستان يحضر الماضي بقوة حتي يغلب علي الحاضر ويطل التاريخ برأسه فيملأ المشهد. * السبب أن هذا البلد أنجب كوكبة من العلماء في كافة مجالات العلوم والفلسفة والدين قدموا إسهامات كبيرة في تاريخ الإنسانية .. لعل أبرزهم الإمام البخاري أبو عبد الله محمد بن اسماعيل البخاري أهم علماء الحديث الشريف . صاحب كتاب "صحيح البخاري" الذي جمع فيه الآلاف من الأحاديث النبوية الشريفة لسيدنا محمد صلي الله عليه وسلم.. أمضي 16 عاما في جمعها وتصنيفها زار خلالها معظم البلاد الإسلامية بحثا عن حفظة الأحاديث النبوية الشريفة والتقي بقرابة ألف من الشيوخ والعلماء فأصبح كتابه صحيح البخاري أكثر كتب الأحاديث الستة الصحاح دقة وتوثيقا . وأصح الكتب بعد القرآن الكريم بإجماع علماء أهل السنة والجماعة. * الإمام البخاري ولد في مدينة "بخاري" في 13 من شوال عام 194 هجرية الموافق 20 يوليو عام 810 ميلادية وتوفي في الأول من شوال عام 256 هجرية الموافق الأول من سبتمبر عام 870 ميلادية .. نشأ يتيما وبدأ في طلب العلم منذ صغره حتي اكتسب شهرة واسعة وشهد له بالإمامة أقرانه وشيوخه ومن جاء من بعده من العلماء . حتي لقب بأمير المؤمنين في الحديث الشريف وقد تتلمذ علي يديه كثير من أئمة الحديث كالترمذي . وابن خزيمة . ومسلم بن الحجاج . وغيرهم لكنه في آواخر حياته اضطهد في بلده "بخاري" وطرد منها .. فانتقل الي إحدي قري "سمرقند" وعاش بها حتي مرض ومات ودفن في سمرقند. * يأتي بعد الإمام البخاري العالم محمد بن موسي الخوارزمي . الذي قدم إسهامات كبيرة في تطوير علوم الرياضيات والفلك والجغرافيا وحساب المثلثات .. عاش الخوارزمي في نهاية القرن الثامن والنصف الأول من القرن التاسع الميلادي . عندما كانت منطقة آسيا الوسطي في تلك الفترة تمثل جزءا من الخلافة العربية وشهدت طفرة في التطور الإقتصادي والاجتماعي وازدهارا في التجارة. والحرف والمعمار والزراعة والأبحاث الفكرية مما تطلب الحاجة الي زيادة المعرفة في المجالات المختلفة من العلوم .. * ترأس الخوارزمي "بيت الحكمة". الذي أنشأه والد الخليفة المأمون 813-833 في بغداد لكن إنجازاته في مجال الحساب والرياضيات ظلت هي الأبرز فالمعروف أنه مؤسس علم الجبر. الذي انبثق مصطلح تسميته من الأطروحة التي وضعها بعنوان "الكتاب المختصر في حساب الجبر والمقابلة" كذلك هو صاحب "الكتاب المختصر في حساب التفاضل والتكامل" وقد خلد العلم اسم الخوارزمي بمصطلح كلمة "الخوارزمية" التي تعني سلسلة حسابية معينة يمكن من خلالها التوصل إلي حل المعضلة الرياضية. * ترك الخوارزمي 20 مؤلفا علميا لم يبق منها سوي 7 مؤلفات فقط . هي بمثابة الكتب المرجعية للعلماء في المجالات الرياضية وفي الجغرافيا والفلك. * من أهم العلماء الذين أنجبتهم أوزبكستان أيضا أحمد بن كثير الفرغاني الذي عاش في الفترة بين عامي 797 و 865 ميلادية هذا العالم هو الذي بني مقياس النيل لقياس منسوب ارتفاع المياه في نهر النيل بمصر لتحذير السكان من اقتراب الفيضانات. * اكتسب الفرغاني شهرة واسعة في أوروبا تحت اسم "الفرجانوس" حيث يعتبرونه أعظم علماء الفلك في تاريخ الإنسانية وقد تُرجم مؤلفه "جوامع علم النجوم والحركات السماوية" مرتين إلي اللغة اللاتينية في القرن الثاني عشر والي اللغات الأوروبية الأخري في القرن الثالث عشر كما ترجم 11 مؤلفا من كتبه الي اللغة العربية من بينها علي سبيل المثال "عناصر علم الفلك" و"حساب السبعة أقاليم المناخية" و"الكتاب المثالي حول بناء الأسطرلاب الشمالي والجنوبي مع البراهين الهندسية" و"بناء الساعات الشمسية" و"طريقة العمل مع الاسطرلاب". * تؤكد كثير من المصادر العلمية أن العالم الألماني البارز في عصر النهضة الأوروبية "ريجيومونتان" كان يلقي محاضرات في جامعات النمسا وإيطاليا حول مؤلفات الفرغاني في علوم الفلك والنجوم والأجرام والرياضيات والجغرافيا كما شهد أيضا بعبقرية الفرغاني ومؤلفاته الكثير من العلماء الأوروبيين المعروفين أمثال جان ليرون دالمبيرت 1717-1783. ك. بروكلمان 1863-1956. خ. زوثر 1848-1922. فضلا عن زملائهم من العلماء الروس مثل إ. يو. كراتشكوفسكي 1883- 1951. أ. ب. يوشكيفيتش 1906-1993. ب. أ. روزنفيلد 1917-2008 وغيرهم من العلماء الآخرين. * أنجبت أوزبكستان أيضا أبو ريحان البيروني 973-1048 أول من وضع مجسما للكرة الأرضية بقطر كبير بلغ حوالي 6 أمتار .. صنعه في عام 995 ميلادية وقد استخدم هذا المجسم لقرون عديدة في قياس المسافات بين المدن بدقة . وتحديد عرض وأطوال التضاريس والأماكن. * بعد ذلك بخمس سنوات . وفي سنة 1000 ميلادية . كتب البيروني مؤلفه "الآثار الباقية عن القرون الخالية" الذي حقق له شهرة كبيرة وكشف بوضوح عن سعة معارفه الشاملة حول شعوب خوارزم القديمة . وأصحاب الديانات المختلفة كاليهودية والمسيحية وعبدة النار وكذلك العادات والتقاليد والأعياد لدي المسلمين كما تضمن الكتاب البراهين النظرية للمنهج والأساليب التاريخية والإثنوجرافية "علم السلالات والأعراق" والإثنولوجية (علم دراسة تنوع أشكال النشاط لدي مختلف الأعراق والمصادر التاريخية والعلمية وطرق البحث العلمي ومنهجيته. والصراعات والنزاعات والتعميمات التاريخية. وعدد من القضايا الأخري. * بالإضافة إلي ذلك. كتب البيروني أكثر من عشرة مؤلفات في علم الفلك وتاريخ المقاييس وأثارت معارفه الموسوعية إهتماما كبيرا لدي الحاكم الجديد لخوارزم أبو العباس مأمون بن مأمون. فدعا البيروني إليه حيث استقبله بالترحيب والحفاوة. وأنشأ له أكاديمية علمية ليمارس نشاطه البحثي فيها . ثم عينه مستشارا له. * خلال الفترة من 1017- 1048 ميلادية وضع البيروني عددا من أعماله: "الشخصيات البارزة في خوارزم". "تحديد حدود الأماكن للتحقق من المسافات الدقيقة بين النقاط الآهلة بالسكان" - "الجيوديسيا". " التفهيم لأوائل صناعة التنجيم ". "الهند". "القانون المسعودي في علم الفلك والأرصاد" . "الصيدلة في الطب". "مفتاح علم الفلك". "كتاب الجماهر في معرفة الجواهر". "كتاب الأحجار" وغيرها حتي بلغ عدد مؤلفاته 200 مؤلفا ظلت كلها من أمهات الكتب العلمية لقرون طويلة. * منذ أوائل القرن التاسع عشر. أصبح تراث البيروني موضع إهتمام كثير من العلماء في آسيا وأوربا .. وقام عدد من هؤلاء العلماء بتخصيص كتبهم لأعماله الإبداعية والإشادة ببحوثه العلمية. بما في ذلك كشفه حقيقة أن "سقوط الأجسام علي الأرض سببه الجاذبية". الذي أعلنه قبل فترة طويلة من ظهور قانون الجاذبية الأرضية للعالم الفيزيائي الإنجليزي إسحاق نيوتن 1643-1727. * وقد تُرجمت مؤلفات البيروني إلي اللغات: اللاتينية. والفرنسية. والإيطالية. والألمانية والإنجليزية. والفارسية والتركية .. * من أشهر العلماء الذين أنجبتهم أوزبكستان أيضا ..أبو علي بن سينا 980-1037 المعروف في العالم باسم ابن سينا وهو أحد العلماء الموسوعيين العظام في العصور الوسطي .. ولا تزال أعماله تمثل مصدرا ثريا للمعرفة القيمة في شتي مجالات العلم. كما أن تراثه قد أثار الإعجاب لدي الدوائر العلمية في مختلف العصور. لتعدد جوانبه وشموله .. * يتراوح عدد المؤلفات التي تركها ابن سينا وفقا للمصادر المختلفة بين 450 و500 مؤلف في شتي المجالات مثل: الرياضيات و الفيزياء والكيمياء و علم الفلك والطب و الفلسفة و الأدب و اللغويات والموسيقي .. من أهم هذه المؤلفات "كتاب الشفاء". و"القانون في الطب". و"كتاب الإنصاف".. يتكون الكتاب الأول من 22 مجلدا مخصص لأربعة أقسام رئيسة هي : الرياضيات والفيزياء والمنطق و ما وراء الطبيعة "الميتافيزيقا" وقد تُرجم عدد من هذه المجلدات إلي اللغات الأوروبية والشرقية والروسية والأوزبكية.پ. * أما الكتاب الثاني "القانون في الطب" فقد حاز الشهرة الأعظم في العالم حيث يتكون من خمسة مجلدات .. يغطي كل مجلد منها مجالا معينا في الطب بصورة شاملة. .ويحتل هذا الكتاب المرتبة الثانية من حيث المحتوي والأهمية بعد كتاب "القانون في الطب". والمحفوظ في خزانة الكتب بمعهد أبوريحان البيروني للدراسات الشرقية لأكاديمية علوم جمهورية أوزبكستان في طشقند .. * كما يمثل كتاب "رسالة النبض" لابن سينا أهمية كبيرة أيضا في مجال الطب. حيث يشرح فيه عشرات الأنواع من النبض ويصف أهمية التشخيص.پ. * بالإضافة إلي العلماء السابقين أنجبت أوزبكستان أيضا عشرات العلماء الذين أثروا تاريخ البشرية بالعلوم والمعارف وساهموا بدور كبير في تقدم الإنسانية وصنع الحضارة الحديثة التي وصل إليها العالم الآن.