"أنا المصري كريم العنصرين بنيت المجد بين الأهرمين" نقطة ومن أول السطر بل نقطة من المحيط أيها المسئول الذي يؤدي دور الوسيط نعم المسئول وأقولها بأعلي صوت كل منا مسئول كل منا له دور كل منا عليه واجب كل منا لابد أن يدرك تلك المعاني التي ترسلها كل الأحداث التي تدور في حياتنا فلقد سئم العقل كل تلك اللامبالاة من معظم الناس تجاه الانحدار السريع لمستوي المعرفة بأهم ما يجب أن يلم به كل فرد من أفراد هذا الشعب الذي كان ولايزال يظن وأكرر يظن أنه من أحفاد هؤلاء العظماء الذين بنوا تلك الحضارة التي ستظل تذهل الأجيال القادمة من العنصر البشري نعم أقول إن هذا الشعب يظن لأنه لو كان متأكدا ومتيقنا من أنه من أحفاد هؤلاء العظماء ما تخلي لحظة عن صون كل ما يحفظ لتلك الحضارة كرامتها ويضمن لها استمرار هالة خلودها أما آن الأوان لكي يؤكد هذا الشعب هويته وعظمة تاريخ أجداده في مواجهة كل عوامل التعرية والانحدار!! أيها السادة أرجو الانتباه جيدا للمؤشرات اليومية المتدفقة عبر الإعلام وغيره. تلك الأخبار التي تحمل كل هذه المنغصات والآلام وكل ما يحرص عليه القائمون علي وسائل الإعلام ومن يخوضون في سوءات المجتمع عبر مواقع التواصل الاجتماعي علي إبرازه حول الحوادث اليومية وأخبار الانحطاط الخلقي والسلوكي لبعض الناس. استفيقوا وانشروا المعارف وروجوا للأخلاق بصورة إيجابية وروجوا للعلم وادفعوا الناس كي يرتقوا ولا تسمحوا للسفهاء وسفاهاتهم بالانتشار. أوقفوا سيل الانحدار وأقيموا المائل وأصلحوا ولا تفسدوا وابنوا بينكم وبين الصعود إلي الهاوية حائلا. لقد مل الناس بسبب عدم تنويرهم بصورة محترفة. ملوا من تكرار نفس الرسالة النمطية دون إبداع أننا نمتلك ثلث آثار العالم وأن لدنا مخزونا هائلا من الغاز وأننا من أندر المواقع علي الكوكب وأننا نملك علي حدودنا سواحل علي بحرين وأن لدينا أسطع شعاع شمسي يبحث عنه الجميع لإنتاج الطاقة وأن لدينا أفضل ممر مائي عالمي وأن الفرص المتوفرة لدينا تكفي لجعلنا الدولة متصاعدة إلي سماء الكوكب!! لقد مل الناس لأنهم لا يعلمون حقيقة كيف يمكنهم أن يساهموا في استثمار كل هذه العناصر والمقومات لأن التعليم لم ينتج لنا حتي الآن منتجا بشريا يمكن تطويره ليكون إنسانا عالميا في أدائه ولأن الجهات الثقافية لم ترسم للمصريين أطفالا وشبابا وشيوخا صورة إبداعية لتاريخ يستحق الفخر وحاضرا يستحق الجهد ومستقبلا يستحق العمل المضني كي يكون كما حلمنا به نعم الحلم ذلك المعني الذي مل الناس من تكراري له نعم الحلم المصري الذي أطلقت مبادرته من 2011 ضمن مقترح برنامج لتطوير منهجية الإعلام المصري وكان الحلم المصري هو زاوية من ثلاث زوايا لمثلث النماء عبر الإعلام والتعليم والثقافة وشكلت لغة الحوار والنموذج الحضاري الذي يحب أن نتفق علي أن يكون المرجع لنا زاويتي المثلث المكملتان للحلم المصري. بماذا يحلم المصريون وهل سبق أننا اتفقنا نحن المصريين علي حلم مشترك وما هي عناصر ذلك الحلم الغائب الذي لن نحلم به جميعا إلا إذا كان لدينا هوية واحدة ندركها جميعا ونستطيع أن نميز معالمها بل ويمكننا أن نرسم لها خطوطا طويلة وعرضية تتشابك لتشكل لنا ولغيرنا صورة واضحة ومبهرة عن شعب صنع قدماؤه أصل الحضارة ويصنع أحفادهم مستقبل الحضارة. انتبهوا أيها السادة فالأحداث تجري في كل مكان بالخارج والداخل كالرياح التي تأتي بما لا تشتهي السفن وإذا لم نستفق جميعا ونقوم جميعا بسد الثغرات ودرء المخاطر فلن تكون النتائج في صالح أحد. يا أيها المسئولون عن التعليم والثقافة والإعلام يجب إحداث تغيير جذري علي كل ما يجري بصورة نمطية في مجالاتكم يجب أن تستفيقوا وتستلهموا روح الحضارة وتعيدوا إحياء كل مقوماتها المهملة والمهمشة والمتجنبة والمركونة والمخزنة والملقاة في وديان النسيان يجب أن يحدث تغيير نوعي تظهر نتائجه سريعا علي فكرة وثقافة وسلوك المصريين يجب أن تصنعوا صورة مبهرة للأطفال صورة تهز وجدان الشباب وتلهم الفنانين بآفاق جديدة للإبداع وتدفع الصناع والبنائين إلي سماء الإتقان وتشحذ همم الرياضيين كي يحققوا أعلي مراكز الإنجاز صورة تبرز القيم وترفع شأن الخلوقين والعلماء والمبدعين والمحترمين والملتزمين بعهد الحضارة. يجب أن تتحد قوي المثلث الحرج التعليم والثقافة والإعلام علي قلب رجل واحد يجب أن تستفيقوا قبل أن تندثر حضارتكم التي تعتمد الآن فقط علي من يدافعون عن الأرض والعرض ليوفروا لكم مساحة زمنية من الأمان والاستقرار كي تبدعوا وتتألقوا وتتقدموا بعلومكم وصناعتكم وفنونكم فتغزون العالم بهوية واحدة راسخة تتصف بمزايا فريدة يحتاجها العالم أجمع ذلك بأنها تبهر ولا ترهب تعمر ولا تدمر تعلم ولا تجهل ترتقي بالبشرية لتستعيد الإنسانية لتكمل مسيرة من اجتهدوا وصنعوا فجر التاريخ. أيها السادة إن مستقبلنا هو حضارتنا وهويتنا تسكن داخل أروقة مستقبلنا فمن استهان بحضارته فقد فرط في هويته وأضاع مستقبله وإن لدينا الكثير لننجزه فلا تتكاسلوا ولا تتأخروا عن ركب الحضارة.