أن نور الله يشرق أمامنا حيث كان ، سواء في الجحور السفلى أو في الظلمات ، فلا يخشى من يتبعه أن يضل طريقه، إلهي زدني حكمة وعلما حتى أكون شعلة تضئ لمن يضرب الحجاب عليهم فأجنبهم طريق الظلمة والجهالة ليحيا في نور شمسك الساطع كل ما هو خير ينزل من السماء وكل ما هو شر يصعد من الارض ، تلك الكلمات النابعة من روح سامية متجردة من المادة ومنطلقه في عمق النعمة لم تكن من صلوات او اقوال احد القديسين او اولياء الله الصالحين او من احد علماء الدين الاجلاء. بل كانت كلمات اخناتون او ( أمنحوتب الرابع ) وهو فرعون من الأسرة الثامنة عشر وحكم مصر مع زوجته نفرتيتي لمدة 17 سنة منذ 1369 ق.م ، نعم ايها السادة هكذا كانت عظمة اجدانا الذين استنارت البشرية بنور ايمانهم واعمالهم ، نعم ايها السادة هؤلاء هم اجدادنا الذين وصلت انسانيتهم الى تجسيد كرامة الانسان كما خلقه الله ، تجلي ذلك في تجليس سيدنا يوسف العبد العبراني غريب الجنس ملكا علي كل ارض مصر، نعم ايها السادة هؤلاء هم اجدادنا العظماء الذي لم تكتمل عظمة ملك سليمان الحكيم الا بمصاهرة فرعون مصر ، اعظم ملوك الارض حينذاك ،وايضا قال الكتاب المقدس في العهد القديم وتهذب وتعلم موسي بكل حكمة المصريين ، هؤلاء هم اجدادنا اعظم سلالة بشرية في تاريخ الانسانية والتاريخ شاهد علي ذلك والسيد المسيح وامه اكثر شهودا. يقول الانجيل إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِي حُلْمٍ قَائِلاً: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هيرودس مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَه ، اذ هناك حكمة الهية في اختيار مصر لاحتماء الطفل يسوع وامه فيها من بطش ملك اليهود هيرودس ، لان هناك اهل الكرم والمحبة والتسامح والنيل والغذاء وكل العوامل التي تساعد علي حماية يسوع وامه امنيا ونموه روحيا وصحيا وثقافيا ، ولكن السؤال الذي يتجول في بداخل الكثرين كيف يكون احفاد هؤلاء هم من شكلوا مشهد الهمجية في قرية اطفيح يوم الجمعة الماضي وامام كنيسة المسيح الذي ارسله ملاك الرب ليحتمي عند اجداد هؤلاء. لقد تأثرت وللغاية وكان المنظر مؤلم ومحزن ومحبط ليس لما فعلوه في الكنيسة او اعتدائهم علي الناس المسالمون بداخلها ، ولكن الحزن علي انحدار احفاد عظماء العالم الي قاع التخلف والرجعية والهمجية ، رسالتي هنا للسيد الرئيس اعلم ان الموروث ثقيل عليك وليس لك من معين ولكن ادعوك ان تدخل التاريخ من اوسع ابوابه استرجع هوية اجدادك واقضي علي همجية الرعاع ، فبجانب البندقية هناك الكتاب والمصباح .