أنت يا أكثر الرجال وسامة.. إن رغبتي هي أن أسهر علي ممتلكاتك كربة بيت.. وأن تستريح ذراعك فوق ذراعي.. وأن يغمرك حبي.. إنني أسر إلي قلبي برغبة العاشقة. فهل يمكن أن أحصل عليه كزوجة هذه الليلة؟! كلمات تجسد أمنية عذراء فرعونية أن تصبح زوجة لها بيتها الخاص وتنجب أطفالاً.. قلبها تتسارع دقاته عندما تفكر في حب الرجل الذي تتمناه زوجاً.. فالحبيب يسكن قريباً من بيتها. لكنها لا تعرف كيف تذهب نحوه.. ربما تستطيع أمها مساعدتها فتبوح لها بسر القلب. وكيف أصبحت عاشقة تتوسل ربة النساء الذهبية أن تجعله من نصيبها. يتحقق الحلم. ويلتقي العاشقان عند شجرة الرُمان. فهي أجمل الأشجار لأنها في كل الفصول تبقي أبداً شاهدة علي حبهما الأبدي. يأمر العاشق خادمه بإعداد الفراش من كتان رقيق. وملاءات معطرة. وثمرة العشق أطفال صغار صبيان وبنات. يعيشون في الهواء الطلق. يتم تدريبهم علي التفاهم والألفة مع الحيوانات والطيور الأليفة. وكانت البنات الصغيرات يمارسن التمرينات الرياضية مثلهن مثل الصبيان. كما كُنَّ يشاركنهم لعبة الحطة نطة. وغيرها من الألعاب. في المدرسة يهتم المنهج بالإلمام بالكتابة الهيروغليفية وقواعد اللغة والنصوص الأدبية وبحوث الحكمة والحكايات والقصص الخيالية الأسطورية. والتعليم في البيت كان واجباً أساسياً للآباء الذين يعلمون أبناءهم احترام مبدأ "الماعت" أي الخضوع لقواعد السلوك التي تحمي من المخالفة والعقاب. وكان أساسياً أن يتم إعداد البالغ لحياة أسرية واجتماعية. تتسم بالمثالية. كما كان تأهيل البنات يتصف بالحزم ويعطي ثماراً طيبة. ففي أواخر عهد الأسرة الوطنية أعلن "بتوزيريس" كبير كهنة الإله تحوت في الأشمونيين قائلاً بخصوص زوجته بأنها نهجت تماماً علي نهج ما وصف به "برونر" زوجته حبيبته. ربة الحسن والجمال. ذات الأحاديث الطيبة والمفعمة بالحب للجميع.. والبيت. كان من أعز الأشياء لقلب الفرعوني يفكر فيه دائماً. كلما ابتعد عنه وإن طالت رحلته. فإن الحزن والأسي كانا يستوليان علي مشاعره.. لذلك قال الثعبان الكبير متنبئاً للغريق. الذي رمت به أمواج البحر الأخضر للجزيرة المسحورة: "سوف تحتضن أبناءك فوق صدرك. وتقبل زوجتك. وسوف تعود إلي بيتك الذي كنت تعيش فيه بين أهلك". البيت الفرعوني كانت له قدسية خاصة. فلم يكن يسمح للغرباء بدخوله. وكان يضم غرفة جلوس صغيرة. يمضي فيها الزوجان أغلب أوقاتهما. ثم غرف النوم ودروس الموسيقي واللعب. وكانت الحديقة جزءاً أساسياً من البيت. تضم بحيرة صغيرة يزينها نبات اللوتس والأسماك السابحة فيها. وكان المكان المفضل للزوجين حالما يعود الربيع. فترتدي الزوجة رداء من التيل الملكي الرقيق بخلاصة العطور الملطفة الشافية. تنزل إلي الماء. بينما زوجها يتأمل جمالها. ثم تخرج وهي تمسك بسمكة حمراء تضعها فوق نهدها هامسة: أنت يا زوجي يا حبيب قلبي تعال انظر وعانقني". مجرد ترنيمة غزل زوجة فرعونية بعلم الوصول!!