أخرجت وزارة الأوقاف كتاباً يقدم لمن أراد أن يحج مراحل هذا الركن الخامس من أركان الإسلام خطوة خطوة وبأسلوب يسير وشرح يفهمه أبسط الناس ثقافة ويفي بالغرض والأهم من ذلك أنها راعت تجنيب الحجاج المشكلات التي تحدث كل عام بسبب بعض الفتاوي التي تجعل من المشقة منهجاً رغم أن القاعدة الذهبية التي رفعها رسول الله- صلي الله عليه وسلم- في حجته: افعل ولا حرج حيث كان التيسير هو شعار هذه الفريضة التي بها من المشقة ما بها فضلا عن أن التيسير هدف للشريعة الإسلامية كلها يقول تعالي: "يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر". والكتاب لم يتجاوز 120 صفحة شارك في إعداده نخبة من العلماء المتخصصين هم كل من: الدكتور عبدالله النجار العميد الأسبق لكلية الدراسات العليا وعضو مجمع البحوث الإسلامية والدكتور محمد إبراهيم الحفناوي أستاذ أصول الفقه المتفرغ بكلية الشريعة والقانون بطنطا والأستاذ الدكتور محمد عبدالستار الجبالي رئيس قسم الفقه السابق بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة والدكتور محمد سالم أبوعاصي عميد كلية الدراسات الإسلامية والعربية للبنات بمدينة السادات والدكتور علي محمد منصور عليوة رئيس قسم الفقه بكلية الشريعة والقانون بالقاهرة والأستاذ الدكتور بكر زكي عوض عميد كلية أصول الدين السابق والأستاذ الدكتور أحمد عجيبة الأمين العام للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية والأستاذ الدكتور عبدالحكم صالح سلامة مستشار رئيس جامعة الأزهر فضلا عن نخبة من علماء الأوقاف. قدم الكتاب كل من الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف والدكتور أسامة العبد رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب وعميد جامعة الأزهر السابق. خطوات الحج تبدأ أعمال الحج بالنية أي أن ينوي المسلم أن يحج وله أن ينوي حجا فقط وهو ما يسمي "حج الإفراد" أو عمرة ثم يتحلل ثم يحج ويسمي التمتع أو ينوي حجا وعمرة باحرام واحد ويسمي "القارن" وهو يذهب محرما فيؤدي العمرة ثم يظل في لباس الإحرام من دون أن يتحلل ويظل ممتنعاً عما يمتنع عنه المحرم حتي يأتي وقت الحج فيذهب إلي مني في اليوم الثامن ثم إلي عرفات ويؤدي الحج. أما من تمتع فعليه هدي أو يصوم ثلاثة أيام في الحج وسبعة بعد أن يعود إلي بلده. قبل الوصول إلي مكة من أراد الحج قبل كل شيء عليه أن يتوب إلي الله مما عسي أن يكون قد وقع فيه من ذنوب وأن يبادر إلي طلب الصفح ممن أساء إليهم وأن يؤدي ما عليه من ديون للعباد وأن يسعي للتزود بفقه الحج أي يحاول معرفة ما يجب عليه فعله في أداء المناسك لأن المسلم العادي إذا وجب عليه أمر أصبح العلم بأحكامه واجبا بل هو واجب وشرط لصحة العبادة. في مكة إذا وصل الحاج إلي مكة ووقع نظره علي البيت الحرام فليستقبله بالتكبير والتلبية والدعاء بما تحبه نفسه وقد أثر عن الرسول- صلي الله عليه وسلم- دعاؤه لحظة رؤية الكعبة: "اللهم زد هذا البيت تشريفاً وتعظيماً ومهابة وزد من حجه أو اعتمر تكريماً وتشريفاً وتعظيماً وبراً". فإذا كان الحاج قد نوي حجاً مفرداً أي دون عمرة طاف بالبيت ويسمي طواف القدوم ثم يستمر علي احرامه إلي يوم الثامن من ذي الحجة حيث تبدأ أعمال الحج حيث يذهب الحجيج إلي مني ويظل في إحرامه حتي تنتهي مناسك الحج يوم النحر ويطوف بالبيت الحرام وهو ما يسمي طواف الركن. حج المتمتع فإن كان الحاج قد نوي التمتع أدي العمرة وهي الطواف بالبيت والسعي بين الصفا والمروة ثم التحلل بحلق شعر الرأس أو تقصيره ويحل له كل شيء يحل للانسان العادي أي يخلع ملابس إحرامه ويتصرف عاديا حتي يأتي يوم الثامن من ذي الحجة فيحرم بالحج ثم يمضي إلي مني يبيت بها إن كان قادرا وبدون مشقة فإن بات بمني لا يخرج منها إلا بعد شروق شمس اليوم التاسع حيث يتجه إلي عرفات حسب التنظيم المعمول به في تفويج الحجاج. وللحاج أن يتوجه مباشرة إلي عرفات دون أن يذهب إلي مني يوم الثامن من ذي الحجة ويستمر في عرفات يوم التاسع ابتداء من ليلة الثامن ويدعو ربه حتي موعد النزول من عرفات "النفرة" بعد مغرب يوم عرفة وفقا لما هو معمول به ثم يكمل بقية أعمال الحج في مزدلفة ومني ومكة إلي أن ينتهي من رمي الجمار وتنتهي أيام التشريق. حج القران فإذا كان الحاج قد نوي قرانا أي قرن العمرة بالحج في احرام واحد دون تمتع طاف طواف القدوم فإن سعي بعده بين الصفا والمروة يكون سعيه للحج والعمرة معا ويكفيه هذا السعي عن السعي بعد طواف الركن ثم تستكمل أعمال الحج دون أن يتحلل من احرامه. إلي المزدلفة والتحلل الأصغر يتجه الحجيج بما يسمي نفرة عرفة إلي مزدلفة وعندما يصلون إليها يصلون المغرب والعشاء جمعا وقصرا ومن أراد أن يبيت بها بات حتي تشرق شمس النحر ثم يتحرك إلي مزدلفة بعد منتصف الليل ليبدأ أعمال يوم النحر. وللحاج أن يطوف طواف الركن بعد منتصف ليلة يوم النحر ثم يحلق ويقصر وهنا يخلع ملابس الاحرام ويسمي التحلل الأصغر الذي يباح له فيه كل شيء إلا النساء والتحلل الأكبر يرمي جمرة العقبة وله أن يستريح بعد الطواف ويذهب إلي مني ليؤدي باقي أعمال يوم النحر. في أيام التشريق أول أيام العيد وثانيه وثالثة ورابعة عليه أن يبقي في مني وله أن يقيم في مكان قريب منها وله أن يكلف غيره برمي الجمرات إذا لم يستطع بنفسه وله أن يرمي كل الجمرات في يوم واحد تفاديا للزحام أو إذا كان مسافرا مضطرا ومن استطاع المبيت بمني دون مشقة له أن يبيت بها. * ماذا يفعل من أراد السفر بعد أعمال الحج؟ ** من أراد أن يغادر مكة فيستحب له أن يطوف طواف الوداع إن استطاع فإن لم يستطع بسبب الزحام فيجوز ترك هذا الطواف ويجوز أن ينويه مع طواف الافاضة أو الركن. * ماذا لو شك الحاج في شيء مما يفعله من أعمال الحج؟ ** إذا طرأ علي الحج شك في منسك بعد أدائه فعليه طرح الشك وتكون ذمته بريئة أمام ربه وإن شك أثناء الأداء يبني علي الأقل أي لو شك ان طاف ثلاثة أم أربعة يعتبرها ثلاثة وكذلك في رمي الجمرات وأيام النحر يومان لمن أراد أن يتعجل وثلاثة لمن يريد أن يتأخر. * متي يحرم الحاج؟ ** يحرم الحاج الذاهب إلي مكة من مصر بالطائرة من جدة لأنها ميقات القادمين منها فتصبح كما اجتهد الشيخ عطية صقر ميقاتاً لكل من يمر بها.. وهو ما افتت به دار الافتاء المصرية. * هل يجوز تقديم السعي علي الطواف؟ ** الطبيعي ان يكون السعي بعد الطواف لكن في حاجة الضيق الاضطرار بسبب الزحام أو الوهن البدني أو الجهل والنسيان يجوز تقديم السعي علي الطواف وذلك ان أسامة بن شريك قال خرجت مع النبي حاجا فكان الناس يأتون فمن قال: يا رسول الله سعيت قبل أن أطوف أو قدمت شيئا أو أخرت شيئا فكان يقول: لا حرج. لا حرج. * هل المبيت بمني فرض أو واجب؟ ** المبيت بمني أي يوم الثامن من ذي الحجة "يوم التروية" وليلة عرفات سنة وليس فرضا أو واجبا فإذا لم يستطع الانسان أو خاف التخلف عن الوقوف بعرفة أو حتي التخلف عن رفقائه فليس عليه المبيت بمني. كما يجوز ترك المبيت بمني بعد عرفة أي أيام التشريق ويمكنه المبيت خارجها قريبا منها بحسب قدرة الحاج ولا فدية عليه. * ما مقدار البقاء بالمزدلفة؟ ** مقدار صلاة المغرب والعشاء جمعا وقصرا في أي وقت من ليلة النحر. * ما هي الأعمال التي يؤديها الحاج يوم النحر؟ ** رمي جمرة العقبة الكبري والنحر لمن يجب عليه والحلق والتقصير وطواف الركن أو الإفاضة.. ولا يشترط الترتيب في فعل هذه الأعمال. * ماذا عن الرمي؟ ** يجوز رمي الجمار قبل الزوال في الأيام كلها أي قبل أن تصبح الشمس في كبد السماء "وسط السماء" وقت صلاة الظهر أن يصبح ظل الانسان تحت قدمه وقد افتي العلماء يجوز الرمي طوال اليوم لأن المشقة تجلب التيسير وإذا ضاق الأمر اتسع. * هل يجوز الجمع بين طواف الركن وطواف الوداع؟ ** طواف الإفاضة يستحب تعجيله يوم النحر ويجوز تأخيره إلي آخر أعمال الحج وفي تلك الحالة يقوم طواف الوداع مقام طواف الوداع أي يكفي طواف واحد بشرط النية للاثنين.