"كبار العلماء": حج رئيس الوزراء باطل إلا إذا أدى طواف الإفاضة "فتوى الأزهر": حج محلب جائز بشروط "إدريس": يجب عليه العودة لمكة والطواف بالبيت إن لم يؤد "الإفاضة" "الوزراء": محلب لم يخلّ بفرائض الحج وأناب غيره لرمي الجمرات أثارت مغادرة المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، الأراضى المقدسة فجر اليوم، عقب الانتهاء من الوقوف بعرفة، لأداء صلاة العيد بالقاهرة برفقة رئيس الجمهورية، حالة من الجدل حول صحة أدائه الفريضة. قال الدكتور القصبي زلط، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر، إن وقت الوقوف بعرفة يبدأ من شروق شمس اليوم التاسع من ذي الحجة وينتهي بطلوع فجر يوم النحر، مؤكداً أن من جمع في وقوفه بعرفة بين الليل والنهار من بعد الزوال فوقوفه تام ولا شئ عليه، وإن وقف بعرفة ليلة النحر فحجه صحيح. وأضاف زلط، في تصريح ل"صدى البلد"، أن حج رئيس الوزراء باطل إذا لم يؤدِ طواف الإفاضة، فإن طاف فحجه صحيح، ويجوز له أن يفوض غيره في رمي الجمرات". وأكد أن "من ترك المبيت بمنى أيام التشريق دون عذر فقد ترك نسكًا شرعه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بقوله وفعله وبدلالة ترخيصه لبعض أهل الأعذار مثل الرعاة وأهل السقاية، والرخصة لا تكون إلا مقابل العزيمة"؛ مشيرا إلى أن "بعض العلماء اعتبروا المبيت بمنى أيام التشريق من واجبات الحج ومن تركه فعليه "دم"؛ وآخرون يرون أن المبيت بمنى سنة ولا يستوجب الذبح". وفي السياق ذاته، أوضح الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى بالأزهر سابقًا، أن أركان الحج هي "الإحرام، والطواف، والسعي، والوقوف بعرفات" ومن ترك ركناً منها فحجه باطل. وأشار إلى أن المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء لو وقف بعرفات وأدى طواف الإفاضة وسعى بين الصفا والمروة وهو محرم فحجه صحيح، موضحاً أنه يجوز التوكيل في رمي الجمار ومن تركها فيجبر بدم، مؤكداً أنه من ترك المبيت بمنى والمزدلفة وليس عنده عذر يجبر بدم أيضاً، مضيفًا أن هناك فقهاء يرون أن ترك طواف الوداع يجبر بدم، وعلى رأي المالكية فلا شيء عليه. ولفت إلى أن السعي يكون قبل الوقوف بعرفة في حالات إذا كان المسلم قد نوى الحج مفردًا أو مقرناً، أما المتمتع فيحرم في الثامن من ذي الحجة، ويذهب إلى منى مباشرة ومنها إلى عرفات ثم إلى مزدلفة ومنها إلى منى، مشيراً إلى أن السعي يكون بعد طواف الإفاضة ويجوز تأجيله حتى نهاية ذي الحجة ولو أداه في يوم النحر لكان أفضل. من جانبه، قال الدكتور عبدالفتاح إدريس أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر، إن طواف الإفاضة واجب من واجبات الحج ومن تركه بطل حجه، أن "محلب" إذا لم يؤدِ طواف الإفاضة فحجه باطل وعليه العودة إلى مكة ليؤدي الطواف مرة أخرى. وشدد على أن رئيس الوزراء لو أدى طواف الإفاضة في فجر يوم النحر قبل أن يأتي إلى القاهرة فحجه صحيح، وعليه أن يوكل غيره لرمي الجمرات، أو أن يذبح إن لم ينب غيره. بدوره، أكد حسام جاويش المتحدث باسم مجلس الوزراء، أن المهندس محلب لم يخل بفرائض الحج وأتمها بالوقوف على جبل عرفات أمس، مضيفًا أن رئيس الوزراء وكل من ينيب عنه لرمي الجمرات وهذا لا يعارض الشريعة الإسلامية.