اتسعت رقعة الاحتجاجات في إيران لتصل إلي العاصمة طهران. وسط استياء عارم من تردي الوضع الاقتصادي في البلاد وانشغال نظام الملالي بإثارة القلاقل بالخارج بدلا من معالجة الأزمة المستفحلة داخليا. ولم يغير النظام الإيراني نهج تعامله مع المتظاهرين إذ لجأ مجددا إلي اعتقال عدد من المحتجين. فضلا عن إطلاق الغاز المسيل للدموع والمياه لتفريق الغاضبين. ذكر متحدث في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية الموجود في المنفي. بأن السلطات تعاملت بصورة عنيفة مع المحتجين الذين رددوا شعاراتهم بسلمية حتي يوصلوا صورة عن الوضع الصعب الذي يعيشونه. أشار موقع "فوكس نيوز" الأمريكي إلي تغريدة لأحد النشطاء قال فيها "لا غزة ولا لبنان. حياتي لإيران". معربا عن استيائه من انصراف بلاده إلي أزمات الخارج عوضا عن الاهتمام بالشباب العاطل عن العمل والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية الأخري التي تعصف بالبلاد. ويري الباحث المختص في الشؤون الإيرانية بمؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات. بنهام بن تاليبو أن الشعارات التي رفعها محتجو إيران خلال الفترة الأخيرة لها دلالة كبيرة. وتؤكد إدراك الناس لما تسبب به نظام البلاد. أضاف أن المحتجين في منطقة نجف آباد بأصفهان وهي معقل تاريخي للنظام. رددوا شعارات تدين الزج بالشباب في الحرب السورية. وهو ما يعني أن الشعب بدأ يتذمر من استنزاف موارد البلاد لأجل إرضاء طموحه الإيديولوجي في الخارج. فيما تحاول طهران الالتفاف علي غضب الشارع الإيراني. إذ تصور الاحتجاجات الشعبية علي أنها مؤامرات خارجية تهدف إلي النيل منها. دون أن تركز علي الأزمة نفسها وتجد حلا لها.