في زمن الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي هناك شعار إعلامي يجب أن نضعه نصب أعيننا وهو "ليس كل ما يقال صحيحاً"..!! من السهل ان ينتشر خبر كاذب.. ولو تضمن هذا الخبر جزءاً صحيحاً فإن انتشاره وتصديقه يكون أسهل وإذا كان مصاحباً له صورة أياً كانت فإن تصديق الخبر يصبح أمراً حتمياً.. خاصة إذا بدأ الناس في نشره هنا وهناك وما أكثر المجموعات التي تتلقف الأخبار خاصة المثيرة أو المسيئة ولا أحد يريد أن يصدق أنه ليس كل ما يقال صحيحاً. بعض المسئولين بقصد أو بدون قصد.. بنية أو بسوء نية.. يساعدون علي انتشار ما ليس صحيحاً ويساهمون في تشويه صور كثيرة بما فيهما صورهم هم أنفسهم وللأسف.. وبرغم ان الفارق بين الصواب والخطأ حرف واحد أو عدة كلمات!! أتذكر الآن قصة هدهد سيدنا سليمان عليه السلام عندما أخبر نبي الله أنه أي الهدهد أتي إليه "من سبأ بنبأ يقين".. هنا لآن الهدهد يثق في النبأ الذي اتي به لأنه شاهده ورأه رأي العين.. وصف النبأ بأنه يقين..!! في المقابل وفي سورة الحجرات يحذرنا الله سبحانه وتعالي من الأخبار غير الصحيحة "إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا".. فالله يطالبنا بأن نتيقن ونتبين صحة النبأ قبل ان نقوله إذا جاءنا من أحد لا نثق في صدقه بينما في حالة الهدهد فإن الخبر يتحدث به صاحبه نفسه أي من رأي وشاهد هو الذي نقل الخبر.. علي العكس من الفاسق الذي ينقل الخبر من ناقل إلي ناقل.. وهكذا كما يحدث علي مواقع التواصل الاجتماعي. من ناقل إلي ناقل.. ولم يهتم أحد باليقين والتبين قبل إعلانه فهذا حرام شرعاً.. حتي لو ادعي أحدهم ان ناقل الكفر ليس بكافر.. فإن ناقل الخطأ جريمة في حق الآخرين. نحن نقرأ كل يوم اتهامات في حق بشر قد يكونون أبرياء وقد تبرئهم المحكمة بعد ذلك لكن بعد ان تكون أسرهم قد انتهكت كرامتهم وضاعت الأسرة.. وأصبح هذا المتهم مجرما في عيون الآخرين. في الأيام الأخيرة تابعنا أنباء القبض علي مسئول كبير بتهمة الرشوة وقرأنا علي الجانب الآخر بيانات من زملاء وأصدقاء لهذا المسئول يقسمون انه شريف وانه ضحية.. ولا أحد يعرف الحقيقة. المتهم أيها السادة.. برئ حتي تثبت ادانته المتهم مثله مثل أي إنسان آخر ما لم يتم القبض عليه بقرار تضامني من النيابة متلبساً أما غير ذلك فهو متهم مجرد متهم لم يصبح مجرما ولا يكون مدانا إلا بعد حكم قضائي نهائي بات!! حقائق كثيرة مهمة نحتاج إلي رد فعل صادق من أصحاب الشأن.. وتوضيح ضروري من كل جهات الاختصاص عن كل ما يقال ويتردد هنا وهناك لقد اصبحت مواقع التواصل الاجتماعي ساحات لجرائم حقيقية في حق اناس كثيرين ولابد ان يكون هناك ضوابط لحماية سمعة وشرف أناس كثيرين خاصة أنك عندما تتهم شخصاً ما فإنك لا تصيبه هو فقط بل تصيب أسراً وعائلات واقارب بل وأصدقاء.. فاتقوا الله أيها السادة ما استطعتم!! دروس كأس العالم.. محلياً ساعات ويسدل الستار علي كأس العالم الذي شهد دروساً ومفاجآت وحكايات كثيرة مع كل المنتخبات بلا استثناء.. غير ان أهم دروس المونديال بالنسبة لمنتخب مصر هو ان العشوائية هي سيد الموقف.. واننا اعتبرنا ان التأهل للمونديال بعد غياب 28 سنة هو كل المراد من رب العباد وانه غاية المني.. وتلك آفة مصرية أو ثقافة شعب يتوقف طموحه عند محطة ما بينما لديه القدرة علي الوصول إلي محطات أبعد وأفضل!! غياب الاحتراف الحقيقي عن الكرة المصرية هو الآفة الثانية وضرورة وجود احتراف كامل في كل عناصر اللعبة بما فيها الادارة بل وأولها الادارة أمر مهم جداً.. لأننا وللأسف نعيش حالة عشوائية كروية لا مثيل لها ولا أحد يفهم ماذا يحدث في كل اللجان وكل الأندية. الاحتراف الحقيقي الذي عرفه العالم المتطور والمتقدم كروياً لم نعرفه بعد وعلينا ان نتعرف عليه ونبدأ فوراً من حيث انتهي الآخرون.. مصر تملك المواهب الكبيرة في كل عناصر اللعبة لكننا لا نجيد الاحتراف بدليل نجاح المحترفين أو بالأدق معظم المحترفين في معظم المجالات في بلاد أخري تعرف كيف تطبق الاحتراف من بداية السلم الكروي حتي القمة.. وتلك هي الحقيقة فنحن لا نطبق الاحتراف إلا في المجالات أو علي العناصر التي نريدها ونترك العناصر الأخري. هل لدينا احتراف كروي في الدوري؟ هل لدينا احتراف إداري؟ هل لدينا احتراف تدريبي وتحكيمي؟ هل لدينا احتراف في الاعلام الرياضي والتعليق الرياضي؟ الاحتراف منظومة متكاملة من بداية السلم وصولاً إلي الاحتراف الخارجي.. والمشاركة في المونديال أو أي ارتباطات أخري خارجية السؤال الأهم الآن.. من هو صاحب القرار؟ من يملك ان ينفذ الاحتراف وهل هناك مصالح يمكن ان تعطل هذا الاحتراف؟ ما يحدث في الشارع الكروي الآن يحتاج وقفة جادة مع النفس إذا كنا نريد فعلاً ان نستعد للسنوات المقبلة ونريد ان نكون تأهلنا للمونديال أمراً عادياً ونتفرغ للاعداد والاستعداد لكي نتأهل لدور ثان و ثالث ولا تكون في ذيل قائمة منتخبات المونديال أو بالأدق المنتخب قبل الأخير في القائمة.. ما يحدث محليا ينعكس سلباً وايجاباً عي مشاركاتنا الخارجية حتي لو كنا نعتمد فقط علي المحترفين خارجياً.. ودعونا ننتظر الايام المقبلة لأن الكرة أكدت عالمياً انها ليست لعبة فقط بل هي سياسة واقتصاد واجتماع وانتماء قبل ان تكون رياضة!! المستشفيات والمدارس ما يتردد عن قرار وزاري من وزيرة الصحة عن ضرورة عزف السلام الجمهوري وقسم الاطباء يومياً في الاذاعة الداخلية للمستشفيات ليس عيباً ولا يحتاج إلي كل هذه السخرية علي الفيس بوك.. ولكن في نفس الوقت كنت اتمني لو ان الوزيرة أعلنت رؤيتها الحقيقية لتطوير المستشفيات.. فالسلام الجمهوري والقسم يعبران عن الولاء والانتماء وبشكل جميل ولكن هناك ايضا الاهتمام بنظافة المستشفيات.. بل ان يكون في المستشفيات أطباء.. وان يكون هناك علاج.. ان تكون هناك معاملة آدمية للإنسان المريض. بعض المستشفيات أصبحت مجرد مبان بلا خدمة صحية وبعض المستشفيات تحتاج مستشفي آخر.. والخدمات الصحية في بعض المستشفيات الخاصة تحولت إلي تجارة وسبوبة وأكل عيش.. لا اتحدث هنا عن جرائم ترتكب في بعض المستشفيات لأن الجريمة لا مكان مخصص لها.. وتحدث في أي مكان وكل مكان حتي دور العبادة ولكني اتحدث عن دور ومهمة أي مستشفي كمكان للعلاج والفحص وخدمة المريض.. ومدي الوصول بهذه الخدمات إلي درجات غير منطقية في عدم الاهتمام وعدم النظافة بل وغياب منظومة العلاج بشكل نهائي!!