الرأي الآخر

الأخطاء واضحة.. والسقطات قاتلة!!

* نحن لا نتعلم من الدروس أبداً. نسمع ونردد المثل القائل "التكرار يعلم الشطار". لكننا لا نعمل به ولا نطبقه. بل نسير عكس التيار ونكرر الأخطاء. ونقع في المحظور ولا نتعلم!!
الدليل أن مشاكل الأندية واحدة. وفي كل مرة نخرج من تصفيات كأس العالم.. نسمع نفس الكلمات والأسباب والمبررات. بل حتي عناوين الصحف تتكرر ونكتفي بالبكاء والنحيب دون بحث القضية بشكل علمي لتحديد الأخطاء وتلافيها!! بعد كل سقوط نستعمل الشماعة الجاهزة وهي فشل الجهاز الفني وإقالته ليكون الضحية. فتهدأ الصحافة وينام الإعلام وينشغل الجميع في المدرب القادم.. وحادي بادي.. شوقي غريب.. ولا حسام البدري وكانت قضية الفشل المصري الكروي هو اسم المدرب!!
لكن الأسباب كثيرة لهذا الفشل والتراجع. ولكي نحدده لابد أن ننظر إلي الآخرين.. كيف وصلوا هم إلي المونديال.. ولماذا خرجنا كالعادة؟!
هل تملك الاتحادات الأفريقية دوريات أقوي من الدوري المصري!!؟ بالطبع لا!!
هل يملكون الملايين التي نصرفها نحن علي المنتخبات والأجهزة الفنية واللاعبين والاعداد؟! بالطبع لا.. لأن مصر هي الأغني وتصرف الملايين!!
هل تفتقد مصر اللاعب الموهوب صاحب الإمكانات الفنية والبدنية والعقل الكروي؟! بالطبع لا.. لأن مصر تملك أفضل المواهب وأشهرها في القارة.. رغم أننا نعتبر احتراف اللاعبين في أوروبا.. مشكلة كبري!!
إذا الفارق الوحيد الذي يرجح كافة الأفارقة علينا هو احتراف نجومهم خارج بلادهم واللعب في أوروبا وفي دوريات قوية تصنع فكر اللاعب الأفريقي وتطوره فينعكس ذلك علي المنتخبات التي وصلت سريعا إلي كأس العالم وحققت الميداليات الأولمبية.. بينما نحن محلك سر.. نتحدث عن الخطأ ونتوقعه ثم نسقط فيه ولا نتعلم كيف نصححه ونطوره!!
الأمثلة كثيرة.. دوري مصر متوقف والأندية تحتضر ماديا ورغم ذلك ترفض احتراف لاعبيها في الخارج. ومنتخباتنا لن تتقدم دون حالة الانفتاح الاحترافي علي أوروبا حتي ولو باعت الأندية لاعبينا بنصف الثمن.. لأنها ستستفيد ماديا وستستفيد المنتخبات. حتي الصغيرة.. لأن الأندية ستصبح مجبرة علي إعداد الشباب. وإمداد الفرق الأولي بالأندية.
ودور طاهر أبوزيد الذي يعتبر أول لاعب كرة حقيقي يتولي الوزارة.. كبير في حل هذا اللوغاريتم الذي أغلق عقول الأندية واغتال الاحتراف. لابد من تسهيل عملية الاحتراف حتي ولو تعوض الوزارة الأندية ماديا مقابل احتراف لاعبينا في الخارج.. ها هو محمد صلاح لو لعب حتي سن الستين في مصر ما سمع عنه أحد وما تغير فكره الكروي من لاعب هاو إلي محترف متألق تسعي إليه كل أندية أوروبا.. حتي حازم إمام أو محمد إبراهيم يرفض الزمالك تركهما للاحتراف لأن النادي يفضل مصلحته علي مصلحة مصر والمنتخب!!
أبوزيد.. لابد أن تحل هذا اللوغاريتم الذي أوقف وعطل مسيرة المنتخبات دون أن ندري. وللأسف الشديد لا أحد في مصر خاصة في اتحاد الكرة يبحث ويدقق في أزمة الفشل المصري في المونديال رغم أن الاسباب واضحة!! هل من مجيب!؟