اعتزل اللعب دوليا، ففجر الكثير من التساؤلات داخل الشارع الكروى الجزائرى، يلعب للموسم الثانى على التوالى بالسد القطرى قادما من بورتسموث الإنجليزى، نجح فى الوصول مع السد، الموسم الماضى، إلى مونديال العالم للأندية، وحصل معه على المركز الثالث. يرفض منذ اعتزاله اللعب دوليا الحديث مع أى جهة إعلامية غير محلية، شعر بمرارة الهجوم عليه من وسائل الإعلام الجزائرية ففضل الصمت.. وبعد فترة طويلة وثقة منه فى «الوطن» ومصداقيتها، خرج من صمته وتحدث معنا.. نذير بلحاج نجم الكرة الجزائرية فى حوار خاص.. * نذير.. لماذا اعتزلت اللعب دوليا؟ - أرفض الخوض فى تفاصيل هذا الأمر فى الوقت الراهن، وسبق أن أكدت السبب المبدئى، وهو ترك الفرصة للاعبين الشباب بالوجود مع المنتخب لتجديد الدماء، أما غير ذلك فلا يمكن الحديث. * نفهم من ذلك أن هناك أسبابا أخرى لكن التوقيت غير مناسب للحديث عنها! - سامحنى.. لا أريد الاستطراد فى هذا الموضوع. * هل هناك ربط بين قرارك وقرار عنتر يحيى وكريم مطمور بالاعتزال أيضاً؟ - قرارات الاعتزال شخصية بحتة، ولا يمكن لأحد أن يتدخل فيها، وبالتالى فإن كل لاعب هو صاحب القرار.. ويكفى الحديث فى هذا الموضوع من فضلك. * فيما يخص مصر والجزائر، هل أصبحت الأمور الكروية بين البلدين على ما يرام؟ - من المؤكد، هذا حقيقى، ما حدث من مشاكل على المستويين الكروى والشعبى، تسبب فيه الإعلام غير المسئول، والحمد لله العلاقات بين الشعبين عادت لطبيعتها بل وأفضل مما كانت. * وماذا عن العلاقات بين اللاعبين فى المنتخبين؟ - لو كانت الأمور متوقفة على اللاعبين فقط، لما كانت هناك مشاكل من أصله، كلا المنتخبين يضم نجوما على أعلى مستوى من الخلق والاحترام، وبالتالى فإن العلاقات بين اللاعبين لم تتأثر إلا فترة قصيرة فقط، والدليل على ذلك أننى عندما أقابل أى لاعب من المنتخب المصرى أصافحه دون مشاكل ولا نتذكر الماضى أبدا، لأننا أعقل من ذلك بكثير. * كيف ترى فرصة المنتخبين المصرى والجزائرى فى الصعود إلى مونديال البرازيل المقبل؟ - رغم التغييرات الكثيرة التى حدثت فى المنتخبين، فإن الثابت أن لهما شخصية قوية ويضمان لاعبين على أعلى مستوى وحظوظهما قوية فى الصعود للمونديال رغم صعوبة المهمة. * ماذا تقصد بصعوبة المهمة؟ - يجب أن نعترف جميعا بأن المنتخبات الأفريقية تعملقت، وأصبحت قوية، ولا يوجد حاليا منتخب ضعيف فى أفريقيا، لكن بالعراقة والتاريخ تعتبر فرصة المنتخبين المصرى والجزائرى قوية فى حالة احترام جميع المنتخبات التى سيلعبان معها فى التصفيات. * توقف النشاط الكروى فى مصر، هل يؤثر على مسيرة المنتخب فى هذه التصفيات؟ - إلى حد ما، خاصة أن لاعب الكرة يجب أن يشارك فى المباريات باستمرار، ولا بد أن يكون صافى الذهن والتركيز دون التفكير فى أى مشاكل، وأتمنى أن يستطيع المنتخب المصرى التغلب على مثل هذه الظروف المعاكسة. * بالطبع سمعت عن مجزرة بورسعيد.. كيف تراها؟ - أى لاعب كرة يرفض تماما أحداث الشغب فى أى مباراة؛ لأن كرة القدم هى وسيلة للاستمتاع وليس القتل، وأقولها بكل صراحة: كنت مصدوما مثل الجميع بسبب هذه الأحداث، وما حدث محزن جدا وبشع لكرة القدم فى العالم كله، ولا يمكن لأى رياضى فى أى مكان أن يوافق على ما حدث. * وكيف ترى الطريقة المثلى للخروج من هذه الأزمة؟ - أحب أن أوضح أن مثل هذه الأزمات قابلة للحدوث فى جميع الدول وليس فى مصر فقط، خصوصا بعد الثورات، وبالتالى فإن الشغب الجماهيرى بشكل عام لا بد أن نجد له حلولا جذرية، وأعتقد أن زيادة وسائل الأمن والأمان بشكل صارم هى الطريق لتحقيق ذلك، فى الوقت نفسه أتمنى أن يعود النشاط الرياضى فى مصر قريبا، خصوصا فى كرة القدم؛ لأن ما حدث درس قاسٍ جدا، ولا بد من تدارك الأخطاء وأن تكون هناك صرامة فى التعامل مع مثل هذه الأمور التى هى بالأساس أمنية بحتة. * بعيدا عن الأزمة.. من فى اعتقادك من اللاعبين المصريين يصلح للاحتراف الخارجى؟ - بكل صراحة منتخب مصر يضم عددا من اللاعبين المميزين جدا.. وأغلبهم قادر على الاحتراف الخارجى بسهولة أمثال عمرو زكى وحسام غالى وغيرهما الكثير. * وماذا عن محمد أبوتريكة؟ - (ابتسم قليلاً): أبوتريكة لاعب من طراز فريد فنيا وخلقيا.. وهو الوحيد القادر على الاحتراف بأى دولة فى العالم وفى أفضل الدوريات الأوروبية. * اللاعب المصرى بشكل عام هل يتوافق مع الدورى القطرى؟ - الدورى القطرى قوى للغاية، على عكس ما يتردد من لاعبين غير موجودين هنا فى الدوحة؛ لذلك كان قرارى فى الموسم الماضى الاستمرار مع السد رغم العروض الأوروبية التى وصلتنى، وأعتقد أن هناك أكثر من لاعب مصرى يستطيع الاحتراف هنا ويصنع الفارق للأندية القطرية، ولست أدرى لماذا لا يحترف اللاعب المصرى بشكل كبير فى منطقة الخليج ويفضل الاستمرار فى الدورى المحلى أو الاحتراف الأوروبى. * ماذا تعرف عن الأمريكى بوب برادلى؟ - بصراحة أنا لا أعلم عنه أى شىء، سوى أنه كان مديرا فنيا للمنتخب الأمريكى، لكن فى الوقت نفسه أعتقد أن منتخب مصر لا يتعاقد إلا مع مدرب كبير يتوافق مع حجم ومكانة هذا المنتخب على المستوى الأفريقى وأتمنى له التوفيق وتحقيق حلم الوصول للمونديال مع الفراعنة. * أخيرا.. ماذا تقول لجماهير الكرة المصرية خاصة أنها تعرفك جيدا؟ - رسالتى إلى جماهير الكرة المصرية تتلخص فى التأكيد أن الأزمة التى كانت بيننا كمصريين وجزائريين انتهت تماما، وأصبحت ماضيا، وأتمنى لكم التوفيق بوصول منتخبكم إلى المونديال، كما أتمنى أن يعود النشاط الرياضى والكروى لبلدكم فى أسرع وقت، وألا يتكرر ما حدث فى بورسعيد مرة أخرى.