عمارة يطالب بمسايرة العالم المتقدم.. وأبو زيد يتحدث عن تعظيم دور أصحاب المصالح لماذا وصل أحمد غانم سلطان لمرحلة المراوغة والمماطلة في مفاوضات ناديه للتجديد معه بعدما كان يبحث عن مكان أساسي في صفوف الزمالك ؟ لماذا عاد عمرو زكي لإبداء الندم علي فعلته بالرحيل من ناديه وترحيبه الآن بتقديم الغالي والرخيص من أجل العودة من جديد لصفوف الزمالك ؟ ما هو سر عدم اعلان عماد متعب تجديد عقده مع الأهلي حتي الآن رغم ما يحدث في الكواليس من عمليات ضغط ؟ ما هو السبب الذي جعل النجم الصاعد في عالم الأضواء محمد جدو يضحي بنفسه ويوقع لناديين مرة واحدة ؟ كل هذه الأسئلة و القضايا والملفات تدور في فلك واحد هو جهل اللاعب لحقوقه وعدم قناعته أحيانا بتقديم واجباته كاملة وشعوره بأنه صار نجما يشار له بالبنان وأن استمراره مع النادي الذي صنع نجوميته يقلل منه لأنه علي قناعة بأنه في حاجة الي ناد أكبر يتناسب مع ما آل له من نجومية. الحقوق والواجبات هي لب العملية الإحترافية وعندما يلتزم كل أطراف المنظومة بها أعتقد أن الساحة الرياضية لن تشهد مثل هذه المهاترات التي يتسبب فيها اللاعبون مع حدوث خلل في أي عنصر من عناصر المنظومة الإحترافية . طرحنا السؤال علي نخبة من الخبراء والمتابعين والمحلليين لما يجري علي الساحة المصرية الكروية وجاءت اجاباتهم متباينة ومختلفة لكنهم اتفقوا علي أننا مازلنا بعيدا عن الإحتراف الحقيقي لوجود قصور وسلبيات واضحة وخلل في غالبية أطراف المنظومة إن لم تكن المنظومة بالكامل وجاءت الأراء علي النحو التالي : في البداية تمني د. عبد المنعم عمارة رئيس المجلس الأعلي للشباب والرياضة سابقا أن تنقل وتحاكي مصر في احترافها ما يجري علي الصعيد العالمي المتقدم لأن علاقة اللاعب بناديه والعكس هي جزء من الموضوع وليست الموضوع الحقيقي للإحتراف الذي يحتاج الي مقومات وعوامل مساعدة علي النجاح منها الملاعب الجيدة والحكام والثقافة والمنظومة البشرية التي تحول هذه العناصر الي واقع ورفض د. عبد المنعم عمارة جلد اللاعبين الطامحين في الإرتقاء بمستواهم باعتبار أن اللعبة مصدر رزقهم وحياتهم وفي النهاية الإحتراف عرض وطلب ما دام اللاعب حر وضرب عمارة مثلا بمقولة الراحل صالح سليم أنه كان يتحتم عليه أن يصور اللاعبين وهم قادمين للإختبار بقطاع الناشئين والي أي مدي يتغير اللاعب مع استمراره وانضمامه لناديه مؤكدا أن ذلك من سنة الحياة وأن الإنسان استحالة أن يبدأ نجوميته كبيرا لأن أي عمل فيه تدرج واللاعب مثل ذلك تماما ووضح عمارة أن سبب التناحر بين النادي واللاعب هو الإختلال الواضح في المنظومة الإحترافية بالكامل بالإضافة الي تكالب الأهلي والزمالك علي اللاعبين وانعدام الثقافة الكروية عند غالبية اللاعبين وهو نفس الشئ عند الوكلاء ومن جانبه أعرب د. طه اسماعيل الخبير الكروي المعروف عن أسفه لغياب الإنضباط والإلتزام عن المنظومة الإحترافية بالكامل في مصر وهو ما يولد بداخل اللاعبين البحث عن الثغرات والإستثناءات لاستغلالها كأدوات ضغط واجبار الأندية علي الرضوخ لطلباتهم وأضاف طه اسماعيل أن التزام اللاعب بحقوقه وواجباته مع ناديه والعكس لن يحدث إلا اذا تغيرت طبيعة اللاعب نفسه وكذلك يجب علي الأندية الإنفتاح علي العالم بمعني عندما نتكلم عن الإحتراف لابد أن نتحدث عن النواحي الزمنية السابقة في حياة اللاعب ففي الخارج اللاعب يولد في تربة محترفة شعارها الإنضباط والإلتزام وعندما يصل الي مرحلة الإحتراف وكتابة العقود يكون قد وصل الي مرحلةالإبداع في الإنضباط تجعله ليس بحاجة الي العقود الورقية للإلتزام مع ناديه ويعود طه اسماعيل للحديث عن الإحتراف المصري قائلا نحن عرفنا الإحتراف بالورق ولم نعرفه بالفطرة وهذا هو الفارق بيننا وبينهم الإحتراف عندهم جزء لا يتجزأ من السلوك والثقافة والطبيعة وهو عكس ما يحدث عندنا كما أن الإحتراف يحتاج لمنظومة احترافية في تطبيقه والإلتزام بها وبجرأته المعروفة تحدث مارادونا النيل طاهر أبو زيد أحد أبرز المحللين الكرويين حاليا مؤكدا أن الخلل الحادث في اللوائح والقوانين الكروية المصرية فيه من الثغرات والتجاوزات ما يعظم من دور أصحاب المصالح القادرين علي نسف أي منظومة مهما كانت قوتها وأضاف طاهر أبو زيد أنه لا يوجد نظام احترافي هنا في مصر لأن النظام الإحترافي دائما يكون ملزما وهو مالا يحدث في المنظومة المصرية وأشار طاهر أبو زيد الي أن مايزيد الطين بل هو حالة الجهل التي تعيشها الأندية المفترض أنها صاحبة قرار في صناعة اللوائح وكذلك جهل القائمين علي المنظومة الإحترافية بالأندية وانعدام الثقافة لدي اللاعبين أنفسهم كل هذا وراء حالة الخلل الإحترافية في مصر وأشار طاهر أبو زيد الي أشياء مؤسفة منها أن هناك أندية لاتعترف بنظام الإحتراف وتتعامل مع الأمور بالعرف ونظام شيلني وأشيلك لدرجة أنه لا يوجد بها شئون قانونية ويري أبو زيد ضرورة تدخل الجهات المعنية للإرتقاء وتحسين المنظومة قدر المستطاع واتفق د.عمرو أبو المجد الخبير الكروي المعروف مع د. طه اسماعيل في أن نظام الإحتراف يحتاج لإعادة صياغة دولاب المنظومة بالكامل ووضع الأشخاص المناسبة في الأماكن المناسبة ولابد من الإعتراف بدور المدرب في المراحل الأولي من عمر الناشئ وأنه أهم عنصر في هذه المرحلة المؤثرة في مشوار اللاعب الإحترافي لأنها تعرفه حقوقه وواجباته مبكرا حتي أنه عندما يصل الي المراحل الأعلي يكون الإلتزام قد أصبح جزءا من ثقافته وسلوكه وحياته وهذا هو محور المنظومة الإحترافية.