كان حنونا ومتواضعا.. نال الشهادة صامدا وضحي بحياته من أجل الوطن وسلامة المواطنين اخطاره ببلاغ عن وجود عبوة ناسفة داخل كيس بلاستيك زرعها ارهابيو الجماعة الاخوانية بجانب بنزينه بشارع الهرم بالقرب من قسم شرطة الطالبية وكان من المفترض ان هناك زميلا آخر هو الذي سيذهب لتفكيك العبوة الناسفة. فقد كان يمارس عمله ويمشط شارع الهرم واستشعر بخطورة الموقف حيث ان العبوة بمكان حيوي واذا استخدم المعدات ستكون الخسائر فادحة لذا اصر علي تفكيكها يدويا حرصا علي سلامة الأرواح والمباني ووسط كردون امني مشدد وفور دقائق معدودة من التعامل معها انفجرت وقتل بدم بارد علي يد الجماعات الارهابية أعداء الوطن. الحاجة نجاة والدة النقيب الشهيد ضياء فتحي خبير المفرقعات بادارة الحماية المدنية بالجيزة تروي شهادتها للجمهورية تقول: قبل الاستشهاد كان قلبي مقبوضا لدرجة لاتعرفها الا كل أم قلبها انفطر علي ضناها وجاءني اتصال من ابن شقيقتي وقال لي ان ضياء مصاب وصورته بالفضائيات قلت له يبقي استشهد وذهبت علي الفور لموقع الحادث بعد محاولات من الاهل والجيران لمنعي ووجدته عريسا في صورة ملاك وكأنه نائم لم يمت والملائكة بتزفه فقمت باطلاق الزغاريد واحتسبناه عند الله شهيدا. تستكمل الحاجة نجاة حديثها مؤكدة انه كان مثال التفاني والجد والاخلاص للعمل لايعرف في حياته الا عمله واسرته. وفي تنهيدة مصحوبة بالبكاء تستكمل تقول: يوم الحادث كان الجو شديد البرودة وعواصف واتربة وكان حذاؤه مغسولا وسقط فنجان القهوة الخاص به عندئذ شعرت ان ابني في خطر وقبل يوم الاستشهاد بشهر كان عيد ميلاده والذي حرصت علي عمله واحضار أجود وافخر انواع الحلويات وكأني علي يقين بأنه اخر عيد ميلاد له وكان يتمني ان يعيش لتربية ابنته الوحيدة سلن التي كانت لاتتعدي ال4 اشهر ونصف وقت استشهاده فكان يقول انه عندما يفكك اي عبوة ناسفة كان يري صورتها امامه وكان يقول لي لا اريد الموت بدم بارد وجثتي تتناثر حتي استطيع تربية بنتي.. كنت اقول له انقل المباحث مرة ثانية حيث كان تعيينه بقسم شرطة رفح بمحافظة شمال سيناء وعندما كان معاون مباحث اثناء مداهمة احد الاوكار الاجرامية اصيب بطلق ناري ورغم خطورة العمل الا انه كان يقدس شغله وكان يتقدم العساكر في كل مأمورية. وتستأنف حديثها وسط بكاء متذكرة اصعب ايام حياته قائلة تعرض ضياء لمضايقات واحباطات نفسية علي يد زملائه من الاخوان فكانوا يضايقونه بالقول اثناء عمله في محاولات لاهتزازه نفسيا ونزع ثقته بنفسه لكن ايمانه بالله وحبه للوطن جعله يتغلب علي تلك المهاترات ويتفوق. وبالرغم من وفاته الا انه يعيش معي اتحدث اليه ويفضفض معي كسابق عهده وحتي الان محتفظة بملابسه كلها وهو صغير حتي البدل الرسمية وجميع مستلزماته التي كانت بمقر عمله كلها في حضني بها احي واعيش معه قائلة "قلبي وربي راضين عنك ياضيا عيني" ولد يوم المولد النبوي الشريف وتوفي في نفس المناسبة لدرجة ان حقيبته يوم الاستشهاد بها قطعة حلوي المولد. كان يهوي تربية الطيور التي حزن عدد كبير منها ومنعت الاكل بعد وفاته وماتت ولكن والده العميد فتحي يواصل مسيرته في تربية الطيور. عاش الشهيد محبا لاصدقائه الذين يحرصون علي زيارته والسؤال عني واصطحابي للتنزه معهم. فالشهيد كان ينعم بحب اصدقائه.