مع كل اعتداء صهيوني علي الأراضي الفلسطينية تتعالي الأصوات بضرورة تدخل مصر وحتمية تدخل الجيش المصري ضد قتلة الأطفال والنساء.. والكلام هنا لا غبار عليه فكلنا مع الأشقاء الفلسطينيين في دفاعهم عن أرضهم المحتلة.. ولكن.. هل يتوجب توجيه السؤال المتكرر في كل مرة إلي مصر فقط دون سائر الدول العربية التي يخرج سفراؤها وملوكها وأمراؤها ليعلنوا عداءهم للكيان الصهيوني في العلن ثم يتوجهون لقضاء المصالح المشتركة مع تل أبيب في الخفاء.. مع قضاء وقت سعيد في فنادق إسرائيل كما كان يفعل وزير خارجية قطر فيما سبق مع وزيرة الخارجية الإسرائيلية!!. يوجهون اللوم لمصر لأنها لم تتدخل عسكرياً ضد إسرائيل وتناسوا أن مصر هي الدولة الوحيدة التي تحملت مسئولية القضية الفلسطينية منذ أكثر من ستين عاماً وخاضت الحروب منذ عام 48 مروراً ب56 و67 و73 إلي جانب حرب الاستنزاف.. تناسوا أن مصر قدمت ما يزيد علي المائة ألف شهيد بخلاف المصابين قربانا للقضية الفلسطينية التي لم يحارب أهلها في سبيلها ويلومون مصر لأنها لا تتدخل عسكرياً الآن! وأتساءل الآن أين من كانوا يرددون شعار "عالقدس رايحين شهداء بالملايين"؟.. وأين من كانوا يهددون بأنهم سيزلزلون الأرض من تحت أقدام الصهاينة؟.. أين صواريخ القسام؟ وأين كتائب القسام؟.. أين جيش النصرة والجيش الحر والجيش الإسلامي؟.. وأين الدواعش الذين نشروا الرعب في قلوب المسلمين وقتلوا المسلمين والمسيحيين علي السواء وسفكوا دماءهم بقلوب مطمئنة؟.. ولم يقتربوا من حدود إسرائيل التي تنعم بالأمن والأمان الكامل في ظل منطقة مشتعلة يدعي كل من يقاتل فيها أنه يقاتل باسم الاسلام ولنصرة الشرع والشريعة؟؟ أين حماس التي تم تفريغها من مضمونها فأصبحت تصدر الإرهاب بدلا من جهاد الصهاينة.؟. وأين الخليفة التركي الذي يدعو للجهاد ضد اليهود ثم يعقد معهم الاتفاقات ويتبادل الصفقات لتنتعش التجارة بين تركيا وإسرائيل وتصل إلي أقصي حدودها.. وتصل السياحة لأعلي معدلاتها بين البلدين ثم يظهر مولانا الخليفة مرة أخري ليعلن رفضه للممارسات الصهيونية! أين المجاهد القطري وأمه موزة اللذان أنفقا وينفقان مليارات الدولارات لتسقط مصر وينتهي دورها في المنطقة العربية حتي تسود إسرائيل وتصبح هي القوي العظمي بالمنطقة العربية؟ - سابقا! أين السادة أعضاء التنظيم الدولي من كل الممارسات الصهيونية والبلطجة الامريكية والعبث القطري والتركي بالمنطقة كلها؟.. وهل هذا هو الشرع الذي تريد الجماعة تطبيقه تحت رعاية أمريكية؟؟ الجميع باع القضية وقبض الثمن ما عدا مصر هي الوحيدة التي حاربت ودفعت ومازالت تدفع ثمناً باهظاً لتبنيها القضية الفلسطينية مع مبدأ أساسي هو أن تحافظ علي أرضها وجيشها وأمنها الداخلي والخارجي.. مصر لم تفرط في القضية الفلسطينية.