تحولت مزاراتنا السياحية وخاصة المساجد الدينية إلي مقالب قمامة . واوشكت علي الانهيار بعد ان تصدعت وتشققت جدرانها بفعل المياه الجوفية . في الوقت التي تخلت فيها وزارتا الاثار والاوقاف عنها وتركت مسئولية الترميم والحفاظ عليها للاهالي الذين اكدوا ان هناك بعض المساجد اغلقت تماماً لخطورتها علي المصلين. يقول سامح ابراهيم "محاسب" إن منطقة الخليفة تحتوي علي العديد من الاثار الاسلامية التي يعود بناؤها الي العصر الفاطمي والمملوكي وتشمل مساجد اسبلة واضرحة ورغم قيام وزارة الاثار بتطوير وترميم بعض المساجد الأثرية المتواجدة بالمنطقة إلا أن هناك العديد من المساجد مهددة بالإنهيار بعد تأكل جدرانها بسبب المياه الجوفية والصرف الصحي. ويؤكد عادل زهران "صاحب محل" أن مسجد أحمد ابن طولون يعتبر من أكبر المساجد في مصر لتصميمه الفريد للمئذنة مما يجذب السياح من كافة بلاد العالم لمشاهدته الا انه مهدد بالانهيار بعد تسرب المياه الجوفية إلي الاعمدة والاساسات ولايفتح إلا لإقامة شعائر صلاة الجمعة فقط بعد أن تخلت عنه وزارتا الاثار والاوقاف ومع ذلك يرفضون تولي الاهالي مسئولية الصيانة والاصلاحات اللازمة ليفتح الجامع ابوابه للصلاة وزيارة السائحين. ويشكو محمد الاسطمبولي "بالمعاش" من اغلاق مسجد "اسبك" منذ شهرين بحجة انه ايل للسقوط ويمثل خطرا علي المصلين رغم ان حالته جيدة ولا يوجد به سوي شرخ منذ زلزال 1992 وكانت تقام به شعائر الصلاة يومياً ويقوم أهالي المنطقة بأعمال الصيانة والاصلاح اللازمة ويشترون جميع مستلزماته من سجاد وتكييف علي نفقتهم الخاصة وقد قامت وزارة الاثار بمناشدة الاوقاف لتعيين عمال مخصصين للجامع فما كان من الاوقاف الا ان قامت بغلق المسجد!! ويضيف أحمد زكي "من سكان منطقة الصليبة" ان الاهمال اصاب اغلب مساجد المنطقة مثل مسجد "ثغري بردي" الذي لم تقم وزارة الاوقاف بتعيين عمال للحفاظ عليه مما يضطر الاهالي لتنظيفه من الداخل والخارج وصيانته علي حسابهم وقد سمعنا عن شركات خاصة ستدير تلك المواقع الأثرية وتهتم بها وبنظافتها وحتي الان لم يحدث شيئ. يشير محمد عثمان "معاش" إلي أن منطقة الصليبة تحتوي علي الكثير من الاثار الاسلامية والمملوكية لكن لايوجد اهتمام بها سواء من قبل وزارة الاوقاف او الاثار فكلا منهما يلقي المسئولية علي الاخر رغم انهما اذا تعاونا معا لترميم الاثار من مساجد وقصور وصيانتها لجذبت المنطقة علي اعداد كبيرة من الزائرين والسياح العرب والاجانب. ويوضح أحمد عبدالحميد "مرشد سياحي" ان مصر تحتوي علي أكثر من ثلثي أثار العالم من الاثار الاسلامية والفرعونية لكن الاهمال طال معظمها فمثلاً شارع السيوفي بمنطقة الحلمية الجديدة يحتوي علي 565 اثراً القليل منها بحالة جيدة يستطيع السائح زيارتها والاستمتاع بالابداع الفني لنقوشها ورسوماتها كقصر "الامير طاز" وعلي بعد خطوات منه تجد سبيل "أم عباس" مغلق وتغطي الأتربة الكتابات والنقوش الاثرية. يشاركه الرأي سليم محمد أحد سكان منطقة الخليفة قائلاً : إن سبيل "ام عباس" يعد من اهم المعالم الأثرية المعروفة في المنطقة وقد قامت وزارة الثقافة خلال الاعوام الماضية بتطويره وترميمه الا ان الأمر لم يظل طويلاً وتحول إلي مقلب للقمامة!! ويطالب مدحت خطاب "مهندس" المسئولين في وزارة الثقافة الأثار والأوقاف بالإلتفات للأثار التاريخية وخاصة الدينية التي تعبر عن حضارتنا العريقة والمتواجدة وسط الكتل السكنية وبالمناطق الشعبية نظراً لعدم وجود الوعي الكافي لدي المواطنين بأهمية الأثر الذي يعيشون حوله. شركات قابضة الدكتور مختار الكسباني أستاذ الأثار الإسلامية والمستشار الإعلامي لوزارة الأثار يقول إن معظم المساجد الأثرية تخضع اللإشراف الأثري طوال فترات العمل الرسمية وبعد ذلك تكون المسئولية علي وزارة الأوقاف بخلاف ان المساجد الأثرية تقع وسط الكتل السكنية ونتيجة عدم الوعي الثقافي للمواطنين يجعلها عرضة للاهمال سواء الباعة الجائلين الذين يفترشون امامها وتراكم القمامة والمخلفات مما يؤثر علي البناء الأثري مطالباً بتوقيع بروتوكول تعاون بين وزارتي الأثار والأوقاف لاستغلال عائدات تلك المساجد في ترميمها وصيانتها بشكل دوري يحافظ عليها. ويوضح كسباني أن اقتراح استلام الشركات القابضة للمواقع الاثرية جيد لإدارة المواقع السياحية فهي شركات متخصصة في مجال السياحة تقوم بالاشراف علي الاماكن الاثرية والترويج للسياحي لها مع احتفاظ وزارة الاثار بملكية الأعمال الفنية بالاثر وهناك العديد من البيوت والوكالات الاثرية التي تصلح ان تكون فنادق اثرية تراثية ولدينا تجربة متواجدة بالفعل مثل فندق "ماريوت" وغيره من الفنادق التي تديرها شركات متخصصة وتدر عائدا كبيرا تستفيد به وزارة للآثار.