كشف المركز القومي للبحوث عن اصابة اكثر من 45% من العاملين بمصانع الألبان والخضراوات واللحوم والدواجن ببكتيريا "العنقود الذهبي" السمة والتي تسبب وفاة الأطفال المصابين بالأراض مزمنة بسبب تقاعس مسئولي وزارتي الصحة والتموين وعدم التفتيش المستمر علي مصانع الأغذية واجراء التحاليل اللازمة للعاملين بها. الدكتور حسن حسان رئيس قسم تصنيع الألبان بالمرزك القومي للبحوث يوكد أن هناك أكثر من 30 نوع من البكتيريا العنقودية الذهبية من الممكن أن تصيب الانسان سواء في الأنف أو علي الجلد وتتسبب في انتشار الدماميل والخراريج وتنتشر عن طريق العدوي واكثر المصابين منها الرضع والاطفال بسبب ضعف الجهاز المناعي الخاص بهم وغالباً ما تنتشر عندالعاملين في مجال الصناعات الغذائية لعدم اتباعهم طرق النظافة الآمنة. حيث يكتفون بغسل الأيدي بالماء فقط دون استخدام مواد مطهرة أو حتي الصابون العادي. وارجع إلي أن الاطعمة سريعة التحضير وحفظ الأغذية لفترة طويلة يساعد علي نمو الميكروبات المسببة لأمراض التسمم الغذائي وساهم نقص الوعي الصحي للعاملين في مجال تصنيع الأغذية وعدم تمتعهم بالمهارات والتدريبات الوقائية علي زيادة انتشار تلك البكيتريا. ويضيف حسان إلي أن ظهور تلك البكيتريا ينتشر في أماكن معينة مثل داخل تجويف الأنف ومنطقة الأبطين وبقية الجهاز التنفسي والجروح المفتوحة وتتسبب في أنواع من العدوي التي يصعب معالجتها وخاصة المقيمين في أماكن مغلقة مثل المستشفيات والسجون والمدارس وهناك أشخاص اكثر عرضة مثل المصابين بمرض السكري وكل من هو ضعيف المناعة مثل الحوامل وصغار وكبار السن. د.عادل شطا استاذ الكبد والجهاز الهضمي بمستشفي الحسين الجامعي يقول إن ميكروب العنقود الذهبي له اكثر من 30 نوعا ومعظمها خطير علي الكبد والجهاز الهضمي وتتسبب في رفع الانزيمات وتدهور حالة الكبد وقد تصل للموت عند مريض تليف الكبد وبالنسبة للجهاز الهضمي فاذا كان المريض مصابا بجروح أو دماميل وخراريج فقد يصل الميكروب للجهاز الهضمي ويتسبب في التهابات شديدة به وعفونة بالبطن واسهال أو امساك شديد وقد يصل عن طريق الدم إلي كافة انحاء الجسم. ويؤكد شطا أن الموضوع خطير ويجب أن يأخذ أهمية خاصة عند وزارة الصحة والتفتيش المستمر علي العاملين في مجال الأغذية وفي حالة وجود مصاب يجب عزله في غرفة حتي يتم الشفاء تماماً مع تطهير ادواته الشخصية وكذلك الكشف علي منتجات اللحوم والدواجن وتعقيم الاجهزة والادوات المستخدمة في المصانع. د.عبدالرؤوف سامي طبيب باطنة واطفال يؤكد أن بكتيريا العنقود الذهبي سامة ومعظم المصابين بها من الاطفال ويتم تشخيصها عن طريق الكشف الظاهري وفي بعض الحالات نحتاج لعمل مسحة من الأنف وفحصها في المعمل بعد ظهور بعض الأعراض مثل احمرار وتورم الجلد وتكوين خراج وكذلك ارتفاع درجة الحرارة وانخفاض ضغط الدم وتنتقل البكتيريا عن طريق المخالطة وكذلك علي الاسطح الملساء والاشياء الشخصية ولذلك يجب عزل المريض عند ظهور إصابته في غرفة مستقلة والاهتمام بأن تكون له أدواته الشخصية التي لا يستخدمها غيره والعمل علي تهوية البيت وتطهيره بصفة مستمرة وفي الغالب نطلب تحليل دم للمريض لمعرفة نوع البكتيريا المصاب بها ولتحديد المضاد الحيوي المناسب لها واستخدام مواد مطهرة اذا كانت الاصابة بالجلد. ويحذر عبدالرءوف من انتشار هذا النوع من البكتيريا التي قد تتسبب في حالة تفاقمها إلي عفونة تنتشر بالدم تؤدي إلي الوفاة خاصة ونحن في موسم الشتاء وكذلك الدراسة والتي قد تتسبب في انتشار المرض وزيادة عدد ضحاياها ويجب من الدولة أن تكون لها دور في الرقابة علي مصانع الأغذية وذلك بعد الدراسة التي اثبتت أن نسبة العمال المصابين تخطي 45% وهذه نسبة كبيرة جدا تدل علي عدم وجود رقابة علي هذه المصانع ففي السابق كانت تستخرج الشهادة الصحية كل سنتين والآن اصبحت تستخرج كل سنة ومع ذلك نسبة انتشار الأمراض بين العاملين في زيادة مستمرة. وتؤكد سعاد الديب نائب جهاز حماية المستهلك: أن نتيجة الدراسة كارثة بكل المقاييس فلا يعقل أن يكون أكثر من 45 من العاملين مصابون بمرض جلدي مع العلم بأن الدراسة صادرة من جهة حكومية وهي المعهد القومي للبحوث وتمت علي مرض واحد فإذا قمنا بعمل كشف كامل علي العاملين سنجد كاثرة أكثر. وعن دور جهاز حماية المستهلك تقول دورنا هو متابعة المشكلة وتصعيدها لاجبار الجهات المختصة بالتفتيش علي مصانع الاغذية مثل وزارة الصحة والتموين بعمل كشف علي جميع العاملين وعلاج المرضي ومنعهم عن العمل حتي الشفاء لأن دورنا توعوي ولكن الدور الرقابي علي وزارتي الصحة والتموين.