ازداد الجدل مؤخراً حول الارتفاع الملحوظ فى ظهور حالات الغيبوبة المصاحبة بارتفاع شديد فى درجة حرارة الجسم، التى تم تعريفها من وزارة الصحة بحالات «الإجهاد الحرارى أو الغيبوبة الحرارية»، الأمر الذى تطور إلى سقوط حالات وفاة صاحبت هذه الحالة الجديدة على مستشفياتنا. الكثير من الأسباب فى قفص الاتهام، والكثير من اللغط ما زال يدور بشأن بيان وزارة الصحة، الذى أرجع سبب سقوط هذه الوفيات لموجة الحر الشديدة وغير المسبوقة التى تتعرض لها البلاد الآن، ولكن فى المقابل تظهر الكثير من المخاوف. ما هو «الإجهاد الحرارى»؟ ■ فى البداية ينبغى أن نعرف المتهم الرئيسى فى هذه المشكلة الكبيرة وهو الإجهاد الحرارى، الذى حصد وما زال يحصد العديد من الأرواح فى معظم محافظات مصر، حيث يُعرف الإجهاد الحرارى طبياً بأنه فقدان الجسم لقدرته على ضبط درجة حرارته الداخلية عن طريق مركز ضبط الحرارة الموجود فى المخ، ما يؤدى إلى ارتفاع مطرد فى درجة حرارة الجسم. «الصحة» تصر على إنكار وجود سبب آخر.. وتأخر الإسعاف يؤدى للموت ويحدث الإجهاد الحرارى نتيجة فقدان الجسم كمية كبيرة من السوائل والأملاح عند التعرض للجو الحار لمدة طويلة، مثل: العمل فى الأفران، وأمام النيران لفترة طويلة، خاصة عند بذل مجهود شاق، ما يؤدى إلى اضطراب فى وظائف الجسم، وربما غيبوبة كاملة، ويعتبر الأطفال وكبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة، مثل مرضى القلب والسكر، أول المعرضين لخطر الإصابة بالإجهاد الحرارى. كيف يحدث المرض؟ ■ بالرغم من المدى الواسع لاختلافات الحرارة بالبيئة التى نعيش فيها، فإن الإنسان يحتفظ بدرجة حرارته ثابتة من خلال الموازنة بين اكتساب الجسم للحرارة وفقدانها، وعندما يتغلب اكتساب الجسم للحرارة على آليات الجسم للتخلص من الحرارة الزائدة ترتفع درجة حرارة الجسم وينشأ المرض، والحرارة الزائدة تغير من طبيعة بروتينات الجسم، وتفقد استقرار الدهون الفسفورية والبروتينات الدهنية، وتسيل دهون الأغشية، مسببة انهيار القلب والدورة الدموية، وفشل أعضاء متعددة بالجسم، وفى النهاية تحدث الوفاة، والحرارة المحددة التى يحدث عندها انهيار القلب والدورة الدموية تختلف من شخص لآخر حسب وجود أمرض مصاحبة، وقد لوحظ شفاء تام لحالات تعرضت لحرارة وصلت فى الارتفاع إلى 46 درجة مئوية، كما أنه قد حدثت وفيات لحالات تعرضت لحرارة أقل من تلك الدرجة بكثير، وبصفة عامة فإن تخطى الحرارة لدرجة 41.1 مئوية يكون نكبة أو كارثة، ويحتاج ذلك إلى علاج مكثف وفورى. الأعراض: يعانى مريض الإجهاد الحرارى من أعراض الصداع وعدم الاتزان والغثيان، مع عرق شديد وشحوب وبرودة فى الجسم، بجانب تقلص وألم حاد بالعضلات، بالإضافة إلى ضعف عام، مع سرعة النبض والتنفس واضطراب فى الرؤية، وعطش، مع انخفاض معدل ضغط الدم، وقد تظهر على المصاب أعراض بداية الصدمة، وعلى الرغم من خطورة الحالة، فإن مريض الإجهاد الحرارى فى الأغلب يكون واعياً معظم الوقت، كما يستجيب سريعاً للإسعافات الأولية التى ينبغى أن تتم بأقصى سرعة عن طريق: ■ الراحة التامة، مع تناول سوائل وعصائر خافضات للحرارة عن طريق الفم، وإعطاء المحاليل التى تحتوى على الأملاح المعدنية عن طريق الحقن بالوريد، وعدم التعرض للجو الحار أو أشعة الشمس المباشرة. «ضربة الشمس».. «الأسباب والأعراض»: «ضربة الشمس» هى حالة طارئة حادة تحدث نتيجة التعرض المباشر لحرارة الجو، خاصة أشعة الشمس المباشرة فى فصل الصيف، وسببها اختلال فى المراكز الحساسة بالمخ، وبصفة خاصة مركز تنظيم الحرارة «Heating Regulating System»، فيعجز عن حفظ الحرارة عند معدلها الطبيعى، وتحدث أكثر لدى الأطفال وكبار السن، ومرضى القلب والسكر، الذين لم يألفوا تلك الأجواء عالية الحرارة. إذا لم يسعَف المصاب فوراً، فإنها قد تؤدى إلى هبوط يؤثر على جميع أنسجة وأعضاء الجسم المختلفة، خاصة الحيوية من خلايا المخ، وتتوقف خطورة الحالة ومضاعفاتها على سرعة إسعاف وعلاج المصاب، التى تعتمد أساساً على تبريد الجسم، وإعطائه السوائل الوريدية لمنع حدوث الوفاة. يعانى مريض «ضربة الشمس» من الأعراض الآتية: ■ ارتفاع فى درجة الحرارة إلى أكثر من 40 درجة مئوية، مع صداع ودوخة واحمرار لون الجلد وتوقف العرق، وقوة النبض ثم سرعته وعدم انتظامه، خاصة مع تقدم الحالة، وإجهاد فى التنفس، مع ارتفاع ضغط الدم فى المرحلة الأولى، ثم انخفاضه فى المرحلة المتقدمة، وضيق حدقتى العينين، مع إعياء شديد، ثم إغماء وتشنجات عصبية، وترجع خطورة الإصابة بضربات الشمس إلى أن عدم إسعاف تلك الحالات سريعاً قد يؤدى إلى الوفاة بصورة مباشرة. الكثير من الإصابات تتشابه مع حالات الإجهاد الحرارى أهمها «الالتهاب السحائى والتهاب أغشية المخ والملاريا المخية والتسمم بعقار الستركنين» الإسعافات الأولية: ■ نقل المصاب إلى ظل أو إلى مكان بارد، وخلع ملابسه الخارجية، واستلقاؤه مع رفع رأسه إلى أعلى من مستوى الجسم، وعمل كمّادات باردة على الأطراف، ويمكن استعمال قطعة إسفنج أو فوطة مبللة بالماء البارد لتبريد رأس وأطراف المصاب، إلى جانب لف المصاب بفوطة مبللة بالماء الفاتر أو رشه باستمرار بالماء الفاتر، ويمكن وضعه فى مغطس يحتوى على الماء (مع تجنب استخدام الثلج خوفاً من حدوث تقلصات فى الأوعية الدموية، ويمكن عمل حقنة شرجية باستخدام الثلج مرة واحدة. ■ يمكن استخدام مروحة هوائية لتهوية المصاب. ■ ملاحظة العلامات الحيوية (التنفس، والنبض، والحرارة) مع إعطاء المحاليل الوريدية إذا أمكن ذلك. ■ إعطاء الأكسجين عند اللزوم، وفى حال توقف التنفس يجرى له التنفس الاصطناعى على الفور، مع ملاحظة العلامات الحيوية كل 5 دقائق. ■ عدم التعرض للجو الحار أو أشعة الشمس المباشرة مرة أخرى، مع نقل المصاب إلى أقرب مركز طبى لاستكمال العلاج. كيف نقى أنفسنا؟ ■ تجنب التعرض لأشعة الشمس بلا ضرورة، خاصة وقت الظهيرة. ■ وضع قبعة أو غطاء على الرأس أو استخدام مظلة شمسية. ■ ارتداء ملابس خفيفة فضفاضة لونها فاتح، ويفضل أن تكون قطنية. ■ الإكثار من شرب الماء (8 أكواب يومياً) وقد يلزم الأمر شرب 5 لترات من الماء المضاف إليه 3 ملاعق من ملح الطعام. ■ تناول وجبات طعام صحية (خضراوات وفواكه وحبوب)، لأن 50% من وزن الطعام تحتوى على سوائل. ■ تجنب وضع الزيوت والكريمات على الجلد، لأنها تمنع التعرق وبالتالى ترتفع درجة حرارة الجسم. ■ تأكد أن المكان الذى توجد فيه يوفر لك تهوية جيدة وبرودة معتدلة ورطوبة قليلة جداً. ■ حافظ على وزنك. ■ قلل من القهوة والمشروبات المنبهة التى تحتوى على الكافيين. ■ امتنع عن شرب الكحوليات. ■ نَم جيداً وخذ قسطاً وافراً من الراحة. ■ اهتم بصحتك العامة وعالج نفسك من أية أمراض باطنية، خاصة أمراض الجهاز الهضمى والأمراض التى يصاحبها ارتفاع فى درجة الحرارة. كيف تعاملت وزارة الصحة مع الحالات؟ اتهامات عديدة طالت وزارة الصحة من المواطنين وبعض الأطباء بشأن قصور التعامل مع حالات الإجهاد الحرارى وضربات الشمس، كما أثيرت شكوك عديدة حول وجود وباء غامض وراء تلك الحالات التى تم رصدها فى معظم مستشفيات الجمهورية. أعداد الوفيات التى تم الإعلان عنها أقل بكثير من الحقيقية، فالوزارة استندت إلى البيانات التى صدرت من المستشفيات التابعة لها فقط، ولم تذكر الأعداد التى سجلت بالمستشفيات الجامعية والمستشفيات الخاصة، ما يجعل العدد الحقيقى للوفيات ومعدلات الإصابة أعلى بكثير مما تذكره الوزارة فى بياناتها الرسمية. لم تتحرك إدارة الطب الوقائى أو مكافحة العدوى للكشف عما إذا كان هناك متهم آخر فى هذه الحالات أم لا، فقط اكتفت بإصدار بيان تنفى فيه وجود أى وباء. وذلك بعد ساعات قليلة من الاتهامات والشكوك التى ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعى، دون أن تبحث الأمر بصورة طبية سليمة، ودون اتخاذ تدابير للكشف عن وجود أى سبب آخر، مما جعل البيان محل انتقاد كبير بين المواطنين من ناحية بل وبين الأطباء بصورة أكبر، فمهما بلغت مهارة الوزارة، فلن تستطيع الكشف عن وجود سبب آخر بهذه السرعة، مما يجعل البيان محل شك!. لم تتحرك الوزارة إلا بالطريقة التقليدية، وأصدرت منشوراً تعريفياً يبين بروتوكول علاج مثل هذه الحالات، وقامت بتوزيعه على المستشفيات التابعة لها. هل هناك أمراض أخرى متهمة؟ هناك العديد من الإصابات الأخرى التى تتشابه مع حالات الإجهاد الحرارى بصورة كبيرة، مما يجعل الطبيب يحتاج إلى فحوصات معملية وأشعة للتأكد من أن الحالة التى أمامه هى بسبب الإجهاد الحرارى وليس بسبب آخر. ويأتى «الالتهاب السحائى» على رأس تلك الإصابات المتهمة، يليه التهاب أغشية المخ، ثم تأتى الملاريا المخية وحالات التسمم بعقار الستركنين فى دائرة الاتهام أيضاً. ويحتاج الطبيب لفحوصات معملية فورية لتشخيص الحالة واستبعاد تلك الإصابات الوبائية، مثل سحب عينات من دم المريض وعينة من السائل النخاعى وإجراء أشعة مقطعية على المخ. يحتاج المريض إلى تعامل سريع لخفض درجة الحرارة واستعادة نسبة السوائل الطبيعية فى جسده حتى تستطيع أجهزته أن تستمر فى العمل بصورة جيدة، ولكن بعد أن يتم التأكد من التشخيص واستبعاد الأمراض الأخرى المتشابهة مع الحالة، حيث إن معظم تلك الأمراض تعتبر أوبئة خطيرة وينبغى عزلها سريعاً للحد من انتشارها. وقد انتشر فى الآونة الأخيرة إشاعات عديدة تتهم «البكيتريا العنقودية» أو «MRSA» بأنها سبب فى هذه الحالات، خاصة مع انخفاض الوعى الصحى لدى الكثير وإحجام وزارة الصحة عن التعريف بها أو إصدار بيان مفصل يحدد أسباب الإصابات التى انتشرت فى مستشفيات الوزارة. ما هى «MRSA»؟ وهل تقع فى دائرة الاتهام؟ اتهامات عديدة ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعى وبين المواطنين للبكتيريا المتفوقة، أو ال«MRSA» بأنها السبب الرئيسى لحالات الغيبوبة الغامضة التى اجتاحت المستشفيات فى الأيام الأخيرة بسبب الإجهاد الحرارى، حيث تعرف «MRSA» بأنها البكتيريا المتفوقة، أو البكتيريا المقاومة التى كانت محل الشك والاتهام لمعظم الإصابات الغامضة منذ بداية هذا القرن، والتى تعد مصدر خطر حقيقياً إذا لم يتم التعامل معها سريعاً وبالعلاج المناسب، حيث إن تطور المرض بواسطتها يعد سريعاً جداً، كما أن الوفاة هى مصير معظم الحالات المصابة بها إذا لم يتم علاجها. الإصابة ببكتيريا «MRSA» السبب الرئيسى فى حالات غيبوبة غامضة اجتاحت المستشفيات مؤخراً.. والوفاة مصير معظم المصابين إذا لم يتلقوا العلاج لنبدأ من البداية، منذ العهود السحيقة، لنبحث عن تلك البكتيريا التى عاشت مع الإنسان منذ عصر الإغريق على الأقل، حيث يطلق على تلك البكيتريا اسم المكورات العنقودية البرتقالية «aureus Staphylococcus»، والحرفان «SA» الموجودان فى نهاية المصطلح المختصر «MRSA» للبكتيريا المتفوقة يعودان إلى بكيتريا المكوّرات العنقودية البرتقالية هذه. المكورات العنقودية البرتقالية لا تحيا على الحيوانات أو فى الطبيعة كمعظم أنواع البكتيريا المعروفة، ولكنها تحيا داخل أنف الإنسان، وفى أى وقت من الأوقات، فقد تتعجب إذا ما عرفت أن 30 فى المائة من الناس الأصحاء تماماً يحملون هذه الجراثيم. والطريف أن تلك الجراثيم ليست ضارة فى معظم الأحيان، إلا أنه وبعد التعرض لعدوى من الإنفلونزا، فإنها تنحدر إلى الأسفل نحو الرئتين لتتسبب فى حدوث الالتهاب الرئوى، كما أن بوسعها الانتشار من الأنف إلى اليدين والى الجلد لتتسبب فى حدوث التقرحات أو العدوى الخطيرة فى الجلد والأنسجة الموجودة تحته. ليس هذا فقط، بل هناك ما هو أسوأ، فقد تتمكن المكورات العنقودية البرتقالية من الوصول إلى الدم والتسبب فى حدوث عدوى تؤدى إلى الموت، ولحسن الحظ فإن هذه الحالات الخطيرة من العدوى أقل شيوعاً من حالات الإصابة البسيطة. والمكورات العنقودية البرتقالية شديدة المقاومة عندما تتغذى على أشياء ليست حية، ومنها الأغذية، وذلك عندما تنتقل إليها بواسطة أياد تبدو نظيفة، إلا أنها ملوثة بالبكيتريا، وهذا هو الذى يفسر المشكلة الشائعة الخفيفة المحدودة ذاتياً، لظهور تسمم غذائى بسبب وجود هذه المكورات، كما أن صلابة البكتيريا تفسر أيضاً قدرتها على الانتشار من شخص لآخر عن طريق اليد أو ملامسة شىء ملوث بها، حتى داخل المستشفيات. وحين تم اكتشاف البنسلين فى أربعينات القرن العشرين، أصبحت كل أنواع المكورات العنقودية البرتقالية مهددة بهذا المضاد الحيوى، ولكن وفى خلال عشر سنوات بعدها - ومع الاستخدام غير المتوازن للبنسلين بصورة خاصة وما تبعه من مضادات حيوية بصورة عامة- بدأت سلالات متحورة من البكتيريا فى الظهور. وفى البداية قبعت هذه السلالات المضادة للبنسلين داخل أجسام المرضى فى المستشفيات، إلا أنها أخذت تدريجياً فى الانتشار لتصبح موجودة أيضاً بين الناس خارج أسوار المستشفيات. وعلى الرغم من أن المكورات العنقودية البرتقالية قد تمكنت من تقوية نفسها والهروب من الفناء بواسطة البنسلين، فإن العلماء فى عام 1959 تمكنوا من اكتشاف عقار «ميثيسيلين» methicillin، وهو مضاد حيوى أيضاً ولكن بمقدوره القضاء على المكورات المقاومة للبنسلين، ثم تبعته عائلة كبيرة من المضادات الحيوية المماثلة. «الميثيسيلين» والعقاقير المشتقة منه أخذت فى الانتشار على نطاق واسع، مما أدى إلى انحسار الميكروب بصورة كبيرة ولكن القصة لم تنتهِ بعد، فقد تعلمت المكورات العنقودية البرتقالية كيفية مقاومة «الميثيسيلين» والعقاقير المماثلة له، فظهر مصطلح «المكورات العنقودية البرتقالية المقاومة للميثيسيلين» Methicillin-resistant Staph. aureus, (MRSA) هو الاسم الذى اشتهرت به فى الآونة الأخيرة. لقد عاشت هذه البكتيريا المتفوقة فى المستشفيات لأعوام طويلة، ولكن فى السنوات القليلة الماضية استطاعت الخروج من المستشفيات والانتشار بشكل واسع بين الناس، وهى تتصرف مثل الأنواع العادية من البكتيريا، فهى توجد عادة فى الأنف أو على الجلد دون أن تتسبب فى حدوث الأمراض، وقد تولد فى بعض الأحيان عدوى خفيفة، إلا أنها تتسبب فى أحيان أخرى فى عدوى تهدد حياة الإنسان. وعلى الرغم من أن «MRSA» شديدة المقاومة، فإن بعض المضادات الحيوية الخاصة تؤثر عليها، ويعتمد الأطباء عادة على «فانكوميسين» vancomycin لعلاج مرضى المستشفيات، فيما تعتبر «لاينوزوليد» linezolid و«دابتوميسين» daptomycin وبعض العقاقير الأخرى، أن بكتيريا «MRSA» المتفوقة مشكلة صعبة بالفعل، ولذا ففريق مكافحة العدوى فى كل المستشفيات يرتجف خوفاً كلما تم رصد حالات غير مألوفة لارتفاع درجة الحرارة للمرضى، وينصح الأطباء دوماً بغسل اليدين بانتظام، سواء بالصابون أو بالكحول، وعدم محاولة المشاركة فى استخدام المتعلقات الشخصية مثل آلة الحلاقة أو الفوط، وعدم ملامسة المصابين نهائياً، وعلى الرغم من قدرة الأطباء على احتواء بكتيريا ال«MRSA» فى أحيان كثيرة، فإن التشخيص المبكر هو مفتاح العلاج لهذه الحالات، كما أن الوقاية من الإصابة بها أفضل بكثير. إن نظافة اليدين ضرورية لكل العاملين فى القطاع الطبى، كما أن على الأطباء الامتناع عن إساءة استخدام الكثير للمضادات الحيوية، التى تعتبر المسئولة عن ظهور انتشار بكتيريا «MRSA» والأنواع الأخرى من البكتيريا المتفوقة. الأمر يختلف كلية بالطبع عن متلازمة الشرق الأوسط للجهاز التنفسى أو «MRSA» الذى ظهر منذ أعوام قليلة فى المملكة العربية السعودية وبواسطة العالم المصرى الدكتور محمد على زكريا، والذى أدى حتى الآن إلى وفاة 50٪ من الحالات المصابة به على مستوى العالم، إنه فيروس «كورونا» الشهير، ولكن بعد أن تحور ليظهر بشكل جديد ليصيب المرضى بشراسة ليؤدى إلى الوفاة سريعاً. يحمل هذا الفيروس الشرس الكثير من الغموض حول طرق انتقاله، فلا أحد يعلم سبب ولا طريقة انتشاره وإن كانت هناك دلائل على انتقاله بين البشر، كما تعتبر الخفافيش والجمال متهمة فى هذا الإطار. ارتفاع درجة الحرارة المفاجئ والشديد هو العامل المشترك لكل هذه الأمراض التى يخشاها كل طبيب فى العالم، ولذا فإن المعلومات الضرورية عن كل منها ينبغى أن تصل إلى المواطنين ليأخذوا حذرهم.. وقانا الله شر الأمراض جميعاً.