تحالفات وتقلبات واحوال لا معالم لها ولا ملامح الا المصالح التي رغم التنافر والتضاد تتصالح وتتمالح وتتهاجن و تتلاقح . تلك هي صورة ما تشير اليه الاحداث في ايامنا هذه علي المستوي الدولي وليس فقط الاقليمي بل ان ما يحدث علي مستوي المنطقة العربية وحدها يشكل مسرحا لاغرب الروايات القادمة من الخيال الي الواقع بصورة مذهلة. دول تنهار واخري خلف الستار والبعض يعترض والاخر في الحريق وغيره لا يضار واقنعة تسقط في وضح النهار لتكشف حقائق كان ولايزال البعض يريد طمسها وياتي علي راسها حقيقة الحقائق " بقاء مصر " لأنها كانت وستظل باذن الله حضنا رحيما وجانبا لينا لكل من يلجأ اليها فرارا من القهر والهدم والضرب والعدوان . ونستضيف نحن المصريين بين ظهرانينا اكثر من خمسة ملايين من بني العرب الفارين من نيران الهدم وبراكين العدوان و وابل القنابل و زلازل الانقسام سواء في سوريا او ليبيا او العراق او اليمن . واننا بفضل من الله لا نشعرهم باي شئ الا برحابة الصدر وحسن المعاملة ولين الجانب رغم ما نعانيه من شتي انواع الاعباء والاحمال. وما تقوم به هو جزء لا يتجزأ من دورها العربي والاقليمي الذي يؤكد دوما انها الأم والاخت الكبري بلا منازع تتحمل ما يفوق طاقة اي دولة مهما بلغت قدرتها الاقتصادية فاقوي الدول الاوروبية تستضيف اعدادا من اللاجئين هي في كل الاحوال محدودة ومقيدة بشروط المكان والمساعدات وليس الانصهار الكامل في المجتمع كما هو الحال في مصر.