للعملة كما للتعامل وجهان ثالثهما منظور جانبي منه يتشكل الجسم الذي بدونه لا وجود للعملة ولا للتعامل. أما الحقيقة فعلي خلاف ذلك أحادية الوجه. ورغم هذا البعد الأحادي للحقيقة فإنه من الصعب الحفاظ عليها. ولأن الحقيقة جزء من التاريخ ولأن التاريخ يكتبه دائما المنتصر كما قال نابليون, لذلك فما نعلمه عن الوقائع غالبا ما يكون وجهة نظر أحادية. ورغم أن هذا النهج قد غرس أظافره في أغلب وقائع التاريخ فإن إعمال الفكر في بعض وقائعه يمكن أن يؤدي إلي كشف أستار الحقيقة التي طمست لما غشاها من رؤية مغايرة. والأمثلة علي ذلك عديدة منها ما أصاب بعض المعابد في شمال مصر من عوامل التعرية لتسقط مقولة إنها رومانية حيث إن الجزء الروماني عليه غشاوة حاولت طمس أصلها. هذا الذي يحدث من تشويه للواقع المادي يحدث في الوقائع والأفكار بصورة أكبر وأسهل حيث تلعب النوايا والأهداف دورا مؤثرا في الوقائع وتداعياتها. وهنا يحضرني ما حدث في نيويورك في11 سبتمبر2001 م خاصة وأن تداعيات الحدث مازالت مستمرة كالحرب في أفغانستان وفي العراق وغيرهما. ولو كان الأمر مجرد نزهة كما أشيع لانتهت ولطمست معالم القضية ولكتب المنتصر تفاصيل الحدث. ولكن الأمر قد اختلف فاحتلال أفغانستان والعراق لم يكن كما تصورت دول التحالف, فمازال الجرح ينزف أرواحا وأموالا وتنمية. واللافت للنظر أن الرواية الرسمية لما حدث من تدمير لبرجي مركز التجارة العالمي بنيويورك أنه نتيجة اصطدام طائرتي بوينج يقودهما متدربون علي الطيران, التي صدقها بعضنا للأسف, قد ضادها روايات وأبحاث أخري تشير إلي وجود مادة الثرمايت في رماد الانهيار وهي ذات درجة انصهار أعلي من درجة انصهار الأعمدة الحديدية المكونة لهيكل البرجين علما بأن درجة اشتعال وقود الطائرات لا تصل إلي درجة انصهار الحديد, تلك المادة قوضت الأعمدة الداخلية للمبنيين وجعلتهما ينهاران بصورة مطابقة لما يمكن أن يحدث حال رغبتنا في تدمير المبني بصورة متحكم فيها. إضافة إلي أن انهيار البرج السابع من المركز والذي لم تصطدم به أي طائرة قد انهار بنفس الأسلوب! كما أن ما لحق بمبني البنتاجون! أكثر الأماكن تحصينا علي وجه الأرض, لا يتناسب مع ما يمكن أن يحدثه ارتطام طائرة بالمبني فقطر الثقب الذي أحدثته الطائرة بالمبني أصغر من قطر مقدمة الطائرة التي قيل أنها ارتطمت به. ووسط هذا أعلن البعض أن الرواية الرسمية للحدث لا تتماشي مع منطق الأمور ومنهم الرئيس الإيطالي الأسبق فرانسيسكو كوسيجا الذي أعلن أن ما حدث في11 سبتمبر هو عملية قامت بها المخابرات الأمريكية بالتعاون مع الموساد. لقذ ضجر المواطن الأمريكي من استمرار هاتين الحربين ومن التكلفة المالية والبشرية الأمريكية والتي تعدت آلاف القتلي الأمريكان وما أدي إليه ذلك من الأمور المقيدة للحريات داخل أمريكا. ثم تغير المشهد السياسي الأمريكي وبدأ العد التنازلي لكشف الحقيقة بتحقيقات جرائم التعذيب. ولكن هل تسير الأمور إلي أبعد من مصير قضية اغتيال الرئيس كيندي واغتيال شقيقه واغتيال أوزوالد واغتيال مالكوم إكس؟! لقد اعترفت أمريكا وبريطانيا بعدم صحة معلومات مخابراتهما التي علي أساسها تم تجهيز المسرح السياسي العالمي لاحتلال العراق بحجج عديدة منها علاقته بتنظيم القاعدة وأسلحة الدمار الشامل, وهو ما دفع الرئيس الأمريكي أوباما أن يقرر أن حرب العراق كانت خيارا وليست ضرورة. لقد تم اتهام العرب والمسلمين بعد الحادث بسرعة تثير الشك, وتلقفت الأنظمة العربية الأمر لضرب تحالفات داخلية دون التساؤل عن حقيقة الأمر. كيف لقيادة عمليات من جبال تيرابورا أن تقوم بعمليات بهذا الشكل المتناغم والدقيق؟ أليس من المؤكد أن العرب والمسلمين الذين اتهموا بأنهم دبروا ونفذوا تلك الهجمات لا يملكون التقنيات التي تمكنهم من إتيان ما روج لاحتلال العراق وأفغانستان؟ ألا تتبوأ جميع الدول العربية والإسلامية مراتب متدنية في سلم التنمية العلمية والبشرية؟ ومن المدهش في هذا السياق أن الحدث رغم زخمه علميا ساكن إعلاميا, كما أن ربط الحدث بأسوأ أزمة اقتصادية في أمريكا منذ الأزمة العالمية التي بدأت عام1929 م بات هامشيا في الإعلام رغم أن تكلفة الحرب في أفغانستان وحدها تبلغ حاليا ثلائمائة مليون دولار يوميا حسب تقدير البنتاجون!