بقلب الأم الملهوف المتعلق بابنها.. جاءتني السيدة المكافحة مشرفة النظافة بجريدتنا تلتمس مني الدعاء لابنها وهي تخبرني بأنه علي حد قولها يحارب الإرهابيين في سيناء وانها تخشي عليه لأنه أملها في الحياة باعتباره أكبر اخوته الذي يساعدها في رعايتهم بعدما ترملت عندما غيب الموت أباهم. حاولت قدر الإمكان أن أشرح هذه المسئولية الوطنية الملقاة علي عاتق شباب مصر الذي يحظي بشرف الجندية والذود عن وطنه وأهله في هذه المهمة المقدسة.. وأنا أقدر مشاعرها كأم وأشاركها هواجسها الإنسانية قائلاً لها إن زوج ابنتي الشابة هو ضابط أيضاً في سيناء وألوف غيرهم من شباب مصر يقومون بهذه المهمة التي فرضت علينا ظروف مكافحة هذا الإرهاب الجبان أن نتحملها جميعاً حتي لا يتسلل هؤلاء الأوغاد إلي كل مكان في بلدنا يقومون بعملياتهم الخسيسة التي طالت يوماً ما الشوارع والميادين في داخل المدن وحتي دور العبادة من كنائس ومساجد كما حدث مؤخراً في مسجد الروضة بمدينة بئر العبد وكان يمكن أن تتكرر هذه الجرائم في كل ربوع مصر لولا عزم وإصرار القيادة السياسية الحكيمة الشجاعة التي اتخذت قرار استئصال هذا الشر من جذوره حتي نحمي بلدنا من مصير دول شقيقة مجاورة لنا في العراق وسوريا وليبيا واليمن وغيرها. وقلت لها لا أظنك تريدين أن يصبح المصريون مشردين في خارج بلادهم مثلما تريد وان اشقاءنا السوريين وفيهم النساء والأطفال يلتمس بعضهم المساعدة علي أبواب المساجد وفي الطرقات وهم لا يعرفون هل سيعودون إلي وطنهم مرة أخري أم لا؟! أتصور ان هذه السيدة المصرية قد تفهمت الموقف وقلبها عامر بالإيمان وبأن الله خير حافظ وهو أرحم الراحمين.. كما ان من نعم الله علينا انه منحنا هذا الجيش العظيم بقياداته الوطنية المخلصة التي أعدت العدة والعتاد لتنفيذ هذه الضربة الحاسمة ضد الإرهاب في توقيت صائب كسر شوكة الإرهابيين وأعوانهم من تلك الدول المتآمرة التي تريد أن تنال من مكانة مصر باعتبارها الدولة الإقليمية الكبري التي تحفظ استقرار الأمة العربية بأسرها. تحية لكل هؤلاء الرجال من جنود مصر وأبطالها وهم يؤدون هذا الواجب المقدس وهذه المهمة الكبري التي سيكون حصارها ليس تطهير سيناء فحسب من شر الإرهاب بل توفير المناخ الآمن المستقر في ظل أنحاء مصر لكي تكون أكثر أمناً وأماناً ولكي ينعم أهلها بالحياة الكريمة التي ستكفلها لهم كل الأيدي العاملة التي تبني وتعمر مدناً جديدة ومدارس وجامعات ومستشفيات ومصانع ومزارع وطرقاً وبنية أساسية تليق بمصر الحديثة التي يتشارك في صنعها كل أبنائها من الرجال المخلصين سواء علي الحدود وجبهة القتال أو في ميادين العمل والإنتاج.. فتحية لكل الرجال من أجل أن تحيا مصر. *** يوم الوفاء في "أ.ش.أ" أثار زميلنا الكبير الأستاذ عبدالله حسن وكيل الهيئة الوطنية للصحافة الكثير من الذكريات الجميلة مع الأصدقاء والزملاء الأعزاء كبار الصحفيين بوكالة أنباء الشرق الأوسط "أ.ش.أ" وذلك في مقاله بصحيفة "أخبار اليوم" يوم السبت الماضي عن يوم الوفاء الذي أخرجه إلي النور الزميل العزيز الأستاذ علي حسن رئيس مجلس إدارة تحرير تلك الوكالة الوطنية العريقة للأنباء أقدم وكالات الأنباء العربية في المنطقة. قد لا يعرف الكثير من الناس أسماء وعطاء هؤلاء الزملاء من الصحفيين باعتبارهم الجنود المجهولين العظام وراء غالبية الأخبار والموضوعات الصحفية التي يطالعونها في الصحف أو يستمعون إليها في الإذاعة المسموعة والمرئية.. يؤدون عملهم الصحفي علي مدار 24 ساعة وتعتمد عليهم كل مؤسسات الدولة في تعريف المواطنين بأنشطتها بدءاً من رئاسة الجمهورية حتي أصغر وزارة ومصلحة حكومية أو غد حكومية في كل أنحاء مصر وكثير من العواصم العربية والأجنبية. اعتاد هؤلاء الجنود المجهولون أن يؤدوا دورهم ودون أن يعرف القارئ اسم واحد منهم مثلما اعتاد أقرانهم من الصحفيين كتابة أسمائهم علي أخبارهم وغير أخبارهم في صحفهم.. وويل كل الويل لو نسي الزملاء في المطبخ الصحفي للجريدة عن غير قصد كتابة الاسم أو حتي كتابته ببنط صغير يظنه البعض يقلل من قدرهم في الوسط الصحفي الذي يتنافسون فيه بالأخبار والموضوعات والمقالات. كان لي حظ التعامل والتعلم من هؤلاء الأساتذة الكبار الصحفيين بوكالة أنباء الشرق الأوسط علي قدر مشواري الصحفي الطويل كمحرر لجريدتي أتعرف عليهم كرؤساء في الوفود الصحفية في الزيارات الرسمية أو كمحررين مثلي يمثلون الوكالة في تغطية مواقع العمل الصحفي. تعاملت عن قرب مع الأساتذة الكبار مصطفي نجيب ونجيب البدري وسمير العجوز ومحمود أحمد وكان من حظي أن قربني منهم استاذنا الكبير زميلهم قبل رئاسته لتحرير "الجمهورية" محفوظ الأنصاري الذي رأس الوكالة بعد ذلك وكان من أمهر رؤساء التحرير وأحرصهم علي العلاقات الإنسانية رغم شدة المنافسة الصحفية. ولا أستطيع أن ألمس أفضال الزملاء الأعزاء أذكر منهم الذين زاملتهم وتعلمت منهم في بداية عملي الصحفي كمحرر لشئون الطيران في أواخر السبعينيات أيمن طلعت خالد وعز الدين أبو غنيمة وعصام صالح وأميمة فرغل وجلال حسان وإيهاب العروسي ومني الفولي وانتصار بدري ثم شاءت الظروف أن أنتقل كمحرر لشئون رئاسة الجمهورية مع بداية الثمانينيات لألتقي الأساتذة شوقي السيد وهشام الريس والدكتور رضا شتا ومحمد المنشاوي ومحمد يونس وشادية عبدالرحمن وغيرهم من شباب الزملاء ثم تعاقبوا بعد ذلك ليتعلم الجديد من القديم من هذه المدرسة الصحفية التي تميزها المهنية العالية وأخلاقيات وقيم تلك الوكالة الصحفية العريقة.. فتحية لكل هؤلاء الزملاء أطال الله عمرهم ورحم من سبقونا إلي الدار الآخرة.. وتحية للوكالة وجنودها المجهولين في الاعلام الصادق المستفيد الذي نعول عليه كثيراً في بناء مصر الحديثة. *** الإدخار العائلي ضربة أخري مفاجئة نالت من جيوب المصريين الشرفاء بقرار محافظ البنك المركزي بتخفيض سعر الفائدة علي شهادات الاستثمار من 20% إلي 17% وينتظر كما يقال تخفيضاً آخر خلال الشهور القليلة القادمة بحجة انخفاض معدل التضخم وتحسن الاقتصاد وتشجيع الاستثمار. لقد كان ارتفاع سعر الفائدة مواكباً لتعويم سعر العملة الذي خفض القيمة الشرائية للجنيه إلي النصف.. ولا أظنه عاد إلي عُشر قيمته قبل التعويم ولا أظن ان الحكومة قادرة علي ضبط الأسواق والارتفاع المطرد للأسعار. إنه بالتأكيد قرار مصرفي فني قد يكون صحيحاً ومطلوباً.. ولكنه - للأسف - في توقيت غير مناسب تتحمله غالباً الطبقة الوسطي "حمالة الأسية"..!!