رغم كل التقارير والاحصاءات أو التحذيرات.. يتواصل زواج القاصرات ويستمر.. والحصيلة اكثر من ربع مليون طفل يولدون سنوياً مجهولي النسب ووفيات أكثر بين الأمهات الصغار وأطفالهن وأقصر الطرق للإدمان والاكتئاب والهيسيتريا.. وحتي الانتحار. ..ولأنها تدر عائداً لدي "قومسيونجية" الزواج فقد تكونت طبقة من المستفيدين الفاسدين.. بداية من الخاطبة "الآثمة" إلي أسرة تتعطش للثراء السريع ولو بيع احدي بناتها.. وسمسار يوهم الجميع بشرعية العقد.. ويظل التوثيق حلماً مؤجلاً يتحول إلي كارثة لا حل لها إن تعثر الزواج وحاول أحد الطرفين "الخلع" أو الطلاق.. ويتحول إلي كارثة أعظم لو أن طفلاً جاء ثمرة هذه التجارة أو العلاقة عندئذ يكون البحث عن جدار تلوذ به "قطعة اللحم" لعلها تجد منقذاً أو جمعية لمجهولي النسب كي يلقي في النهاية مصيراً مجهولاً ايضا!!. ..وتتعاظم ازمة المجتمع وتتعقد.. ورغم الجرس الذي دقة بقوة رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والاحصاء.. ونداء رئيس الجمهورية.. فإن الجمهورية لاتزال تدرس وتدرس وتدرس.. ومجلس النواب من قبلهم ومعهم لا يزال هو الآخر يفكر ويفكر ويفكر.. ورغم صريح التجريم في رأي علماء الدين وصحيح الضرر في رأي الاطباء.. تتواصل الظاهرة وتستمر. "الجمهورية".. تدق ناقوس الخطر.. لعل وعسي!! دموع.. ووجع قلب دموع الصغيرات تنهمر وقلوبهن تدمرت وفقدن الثقة في الأهل وعدم الشعور بالأمان مازلن في عمر الزهور وكل واحدة تلعب بعروستها وتمشط شعرها وتلعب مع الأطفال وضحكتها الصافية تملأ المنزل بهجة وفرحة ودائماً تسارع الأمهات بعد ظهور علامات الأنوثة علي الصغيرة بتحذيرها من اللعب مع الصبيان وعدم لعب عريس وعروسة وتقولها "انتي كبرتي وبقيتي عروسة" وفجأة تدخل عليها الأم وتقولها فرحك قرب وهنشتري فستان الفرح ونجد الصغيرة نفسها أمام براثن رجل ولا تملك الدفاع عن نفسها أمامه وأصبحت زوجة وأما لأطفال في مثل عمرها وتكبر قبل آوانها وتصاب بالشيخوخة المبكرة ويزداد إحساسها بالكره يوماً بعد الآخر الصغيرات والأمهات يروين قصتهن ومآساتهن بصوت حزين مخنوق والدموع تنهمر من عينيها تكلمت بصعوبة شديدة ب.ر من مدينة طوخ بمحافظة القليوبية وهي ترفع يديها إلي السماء "منه لله ابني" أحب فتاة صغيرة لن يصل عمرها إلي 15 عاما وقرر الزواج منها عرفياً ومع ظهور أعراض الحمل اسودت الدنيا في عيني وكاد عقلي يطير من الصدمة فما مصير الطفل القادم وبعد الولادة من المفترض أن أشعر بالفرحة لقدوم حفيدي إلي الدنيا ولكن عجزت عن الحركة لتصبع دقائق ووقفت اضرب كفاً علي كف وأسرعت إلي ابني وأخذت أضربه علي وجهه القلم تلو الآخر هكتبه ونسجله إزاي وأمه صغيرة وبدأت ابحث عن حل للخروج من الورطة وصمت عن الكلام وانهارت بالبكاء وقالت غصب عني خالفت الشرع كل الطرق اتقفلت أمامي وأشار علي بعض الأقارب بنسب حفيدي إلي وتقدمت بقسيمة زواجي إلي الصحة وسجلت المولد في خانة الأم باسمي وفي خانة الاب باسم جده وللمرة الثانية تسكت وتصمت وراحت تصرخ أنا غلطانة ولكن غصب عني فأنا أعمل بائعة وأفترش الأسواق وظل حفيدي لسنوات لم تستخرج له شهادة ميلاد ولا يأخذ التطعمات في موعدها وكنت أحضره للجلوس معي حينما تكون حملات تطعيم الأطفال تمر بالشارع ليأخذ تطعيماته وراحت تبكي وجلست علي الأرض وشردت في التفكير ولن تستطيع اكتمال الحديث إلا بعد مدة وصرخت تقول إنه بعد بلوغ الفتاة السن القانونية أجبرت ابني علي الزواج منها رسمياً وبالفعل تم ذلك وحملت مرة أخري وولدت طفلاً صغيراً وبعدها تم الطلاق وإلي الآن لن تصدر شهادة ميلاد للطفل والذي يبلغ عامين لعدم ذهاب ابني إلي المستشفي للحصول علي إخطار المولود لتسجيله بالصحة. بنبرة صوت حزين وأنفاس مكتومة تحدث الحاج ن من طوخ بمحافظة القليوبية تقدم عريس لابنتي وكان عمرها 17 سنة ونصف السنة وذهبت بشهادة ميلادها وبطاقة الرقم القومي للمأذون ورفض عقد القران لعدم بلوغها السن ولتمسك العريس بها اقترح فكرة الزواج العرفي ولكني أخشي علي ضياع حقوق ابنتي الشرعية فرفضت بشدة وطالبت منه تأجيل الزواج لحين بلوغها السن وصمت فترة ثم عاود مرة أخري وأخبرني أنه اتفق مع مأذون آخر علي كتابة العقد وتم الزواج وبعد عدة شهور نشبت الخلافات الزوجية وقررت الابنة الانفصال وذهبت إلي المحكمة المختصة للحصول علي نسخة أصلية من قسيمة الزواج وكانت الكارثة والتي أفقدتني الوعي وأصابتني بالذهول فلا وجود لشهادة قسيمة الزواج ولا أي أوراق تثبته وقمت أنا بالبحث عن المأذون الذي عقد القران ولكن لم نعثر عليه واكتشفنا أنه ينتحل صفة المأذون والبنت والطفل في انتظار رصاصة الرحمة بتوثيق عقد الزواج وكتابة شهادة الميلاد. كسرة وحسرة وألم وعلامات حزن تكسو الوجه وتعطيه سنا أكبر من سنه الحقيقي لفتاة صغيرة من القاهرة م.ف تزوجت عرفيا لعدم بلوغ السن بعد إجبار الأهل لي وتقبلت الوضع وقلت نصيبي لا مفر منه وبعد الاستعداد لإقامة الأفراح والليالي الملاح وشراء فستان الفرح ذهبت مع عريسها لقضاء أسبوع شهر عسل بالغردقة. وفي الطريق توفي الزوج في حادث سير وترملت وأنا في الخامسة عشر من عمري ولا يوجد معي إثبات زواج سوي الورقة العرفية وإذا فكرت في الزواج مرة أخري فأمام الدين سيب أما القانون يعتبرها بكر طالما لا توجد وثيقة زواج رسمية والزوج توفي. "باب مفتوح" علي الاكتئاب والانتحار طفلة صغيرة تلعب وتلهو والبراءة في عينيها وضحكتها الصافية تملأ أركان البيت جسمها صغير وملامح وجهها تشبه الملائكة وفجأة وبدون سابق إنذار ولن تبلغ بعد يقرر الأب زواجها فتتحول هي إلي لعبة في يد عريس يكبرها بأعوام ونتيجة الضغط النفسي والبدني وعدم معرفتها بالأمور الزوجية تدخل في دوامة المرض النفسي ومن داخل عيادة الطب النفسي كانت الحالات تطرق الباب لمساعدتها في العلاج بعد أن عرف الأهل أنهم ارتكبوا جريمة في حق بناتهن يقول دكتور جمال فرويز استشاري الطب النفسي بالأكاديمية الطبية أن أكثر المرضي الذين يصابون بالاكتئاب ويقبلون علي الانتحار من القاصرات التي يتزوجنه في سن صغير يبدأ من 12 سنة فصاعدا ما يؤثر علي الحالة النفسية للفتاة والتي ليس لديها أي خلفية عن الحياة الزوجية وتصاب بالعديد من الأمراض المختلفة من حالة إلي أخري وعلي رأسها الاكتئاب بعد أن شعرت بالملل من روتين الحياة اليومية وبعد الولادة فهي ليس لديها رغبة كأم في تربية أطفال مثلها فتترك المسئولية لوالدتها وتلجأ إلي الانترنت لتغيير الملل وتبدأ بالمحادثة والتعارف علي الشات بشاب في سنها أو يكبرها بأعوام قليلة وتقع في حبه وتشعر بالكراهية تجاه زوجها ويحدث اضطراب نفسي لها وتفقد رغبتها في الحياة وعدم الثقة في الأهل إلي جانب اضطرابات الهرومانات فهي مازالت طفلة صغيرة لم تكتمل النمو وغير مستقرة ومريضة أخري تعرضت للضرب المبرح من الزوج والذين يلجأون للعنف والضرب فالطفلة لا تعرف شيئاً عن العلاقة الحميمة وتحمل المسئولية ويحدث لها في علم النفس ما يسمي بانقباض المهبل ولن تتم الدخلة وفكر الأهل في الحلول المتعارف عليها اللجوء إلي الدجالين والمشعوذين تحت مسمي حد عاملها عمل وبعد الفشل يبدأ التردد علي عيادة الطب النفسي وحضرت العروس وعمرها 14 عاماً وتعاني من آلام نفسية واكتئاب ويذكر أن هناك قاصرا حاولت الانتحار خوفاً من زوجها بعد أن اكتشف أن لها صديق تتحدث معه عبر وسائل الاتصال الاجتماعي وحين واجهها بذلك وضربها أصيبت باضطراب هيستيري وفقدت النطق. ومريضة تزوجت وعمرها 19 سنة من رجل يبلغ من العمر 54 عاماً وأولاده من الزوجة الأولي في نفس العمر وتزوجها لخدمته هو وأولاده وإعطاؤه العلاج واشترط علي أهلها عدم الانجاب وبعد مرور 12 عاماً بدأت تشعر بالملل إلي جانب عدم التكيف مع الحياة وشعورها بالحرمان العاطفي فالزوج أصبح عجوزا ولا يقدر علي تلبية احتياجاتها العاطفية وحرمانها من الأمومة ودخلت في الاكتئاب. نائب: ظاهرة مخيفة .. وتغليظ العقوبة هو الحل أكد النائب أحمد مصطفي عبدالواحد. وكيل لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب. ونائب سنورس بمحافظة الفيوم. أن انتشار ظاهرة زواج القاصرات في مجتمعنا تسببت في قتل براءة ملايين البنات وحرمانهم من أبسط حقوقهم في التعليم وتوفير حياة سليمة تؤهلهم لمواجهة الحياة وتحمل مسئولياتهم. وطالب عضو مجلس النواب عن محافظة الفيوم. بضرورة القضاء علي هذه الظاهرة التي تسببت في العديد من المشكلات بالمجتمع. خاصة بعد مطالبات الرئيس عبدالفتاح السيسي بالحفاظ علي البنات القاصرات من ظاهرة الزواج المبكر. وأوضح "عبدالواحد" أنه لا توجد مادة قانونية صريحة بالقانون ورد فيها عقوبة تزويج القاصرات ولكن يتم توصيفها دائما تحت بند التزوير بأوراق رسمية والاحتيال والنصب علي القاصرات. ونظرا لأن هذه الجريمة عقوبتها مخففة وغير محددة فقد ساعد ذلك في انتشار زواج القاصرات. من خلال تزوير شهادة الميلاد للطفلة أو يلجأ بعض الأهالي إلي أن يكون الزواج عرفيا ويتم توثيقه عندما تبلغ الفتاة السن القانونية. وتابع "عبدالواحد" أنه بعد إعلان التعداد السكاني لعام 2017 أن عدد المواطنين المتزوجين أقل من 18 عاما في مصر بلغ 18.3 مليون نسمة. آن الأوان لإصدار قانون لتغيظ عقوبة زواج القاصرات لردع كل من يشارك في هذه الجريمة.