قررت لجنة الرؤساء الأفارقة المعنية بالتغيرات المناخية في اجتماعها أمس برئاسة الرئيس الجابوني علي بونجو علي هامش الدورة الثلاثين للقمة الافريقية المنعقدة في أديس أبابا اختيار مصر عضوا دائما في اللجنة نظرا لما بذلته من جهود في توحيد الموقف الافريقي أمام المحافل الدولية فيما يتعلق بالتغير المناخي ودفاعها عن مصالح الدول الافريقية في قمة باريس للمناخ وفي الاجتماعات الدولية الأخري الخاصة بالمناخ. صرح بذلك د.خالد فهمي وزير البيئة عقب انتهاء الاجتماع وقال ان مصر جددت الدعوة لاستضافة سكرتارية مبادرة المناخ الافريقية ومنحها مقرا دائما في القاهرة. وأوضح الوزير ان الرئيس عبدالفتاح السيسي كان يشغل منصب رئيس لجنة الرؤساء الأفارقة المعنية بالتغيرات المناخية اثناء مؤتمر باريس للمناخ عام 2015 وان قرار اختيار مصر لتكون عضوا دائما في اللجنة جاء نظرا لما قامت به من جهود لتوحيد كلمة افريقيا فيما يتعلق بالتغيرات المناخية في المحافل الدولية وهو ما أشاد به الرئيس الفرنسي السابق فرانسو أولاند وايضا لما قامت به مصر للتقدم بمبادرة التكيف مع التغيرات المناخية والتي تشمل الحد من الانبعاثات الغازية والعمل علي تجنب الآثار السلبية لهذه التغيرات مثلما ما فعلته مصر من اقامة حواجز لحماية شواطيء البحار من التآكل أو تربية الماعز النوبي الذي لا يحتاج إلي كميات كبيرة من المياه. قال ان مصر قادت المطالب الافريقية بأن تتحمل الدول الصناعية الكبري المتقدمة تكاليف التكيف مع هذه التغيرات المناخية باعتبار ان هذه الدول هي السبب الرئيسي فيها نتيجة الانبعاثات الغازية الهائلة التي تنتج عن كثافة عمليات التصنيع ومن هنا فإن هذه الدول الصناعية مطالبة بدفع فاتورة التلوث المناخي وما يحدثه من تغييرات علي البيئة. واضاف ان مصر اخذت علي عاتقها وضع دراسات فنية توضح الأضرار البيئية التي تسببت فيها التغيرات المناخية مما دفع الدول الافريقية إلي مطالبة الدول الصناعية بدفع 50 مليار دولار للانفاق علي سبل التكيف مع هذه التغيرات التي لم تتسبب فيها ومن بين هذه السبل اقامة وسائل للانذار المبكر من نتائج التغيرات المناخية وفي هذا الصدد استقدمت مصر مجموعة من الخبراء الفنيين من سويسرا لاعداد الدراسات الخاصة بتكلفة هذه التغيرات وتدريب نظرائهم الأفارقة علي خطة مواجهة هذه التغيرات. ذكر فهمي انه شارك السبت الماضي في اجتماع لمجلس ادارة المبادرة الافريقية للطاقة الجديدة والمتجددة علي هامش القمة الافريقية وهي المبادرة التي أعلنها الرئيس السيسي في قمة باريس للمناخ وهي مبادرة مهمة لاتاحة الخدمة الكهربائية لسكان افريقيا حيث تشير الدراسات إلي أن 30 في المائة من هؤلاء السكان محرومون من الكهرباء وفي نفس الوقت ليس هناك مبرر لاستخدام الوقود الحفري وقطع الأشجار لما يسببه ذلك من أضرار علي البيئة. وقال انه يجب التوسع في استخدامات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في افريقيا خاصة وان التقدم التكنولوجي أدي إلي انخفاض تكاليف الطاقة الجديدة والمتجددة التي أصبحت أمل القارة الافريقية مشيرا إلي أن اجتماع المبادرة ناقش كيفية تحويل المبادرة إلي مشروعات ملموسة وتقرر ان يكون البنك الافريقي مسئولا عن ادارة التمويل بينما يكون اختيار المشروعات مسئولية الرؤساء. واضاف ان المانيا اتاحت ثلاثة مليارات دولار لتمويل مشروعات المبادرة بينما اتاحت فرنسا ثلاثة مليارات أخري وكان نصيب مصر من التمويل الفرنسي ما نسبته 40 في المائة لمشروعات الطاقة الشمسية وما نسبته 50 في المائة لمشروعات الرياح من بينها محطة جبل الزيت التي ستكون اكبر محطة لتوليد الطاقة من الرياح في العالم.