بالتأكيد لست شامتا في ايران.. فالشعب الايراني شعب مسلم شقيق مغلوب علي أمره مثل كثير من الشعوب العربية والاسلامية.. وبالتأكيد أتمني أن يتخلص هذا الشعب المنحوس من حكامه الذين خدعوا العالم الاسلامي كله بالشعارات الدينية ثم اتضح أنهم لا علاقة لهم بالاسلام الذي يدعو الي التضامن والوحدة ويحث علي التسامح والتعاون ويدعم كل قيم الرحمة والعفو والتكافل بين المسلمين علي اختلاف مذاهبهم. الآن.. تحترق ايران بالنيران نفسها التي أشعلتها وغذتها في العالم العربي بهدف السيطرة علي دوله واحدة بعد الأخري. فالدول العربية كانت ولا تزال هدفا لملالي ايران الذين يحملون كراهية للمسلمين السنة أكثر من كراهيتهم لأمريكا واسرائيل. الآن.. تشرب ايران من الكأس الذي شربت منه بعض البلاد العربية بدعم ومساندة منها وهي تحاول بكل أساليب القهر اخماد ثورة الشعب الايراني الذي يعاني من الفقر ويفتقد كثير منه لمقومات الحياة الكريمة فظل يكبت مشاعر الحسرة والألم وهو يعاني من شظف العيش بينما يعيش رجال الدين الشيعة في رغد من العيش ويمتلكون ثروات طائلة دون أن يسألهم أحد "من أين لكم هذا؟". غباء النظام الحاكم في ايران جعله يتجاهل معاناة شعبه ويقدم-پ بأوامر مباشرة من المرشد- كل صور الدعم المادي والعسكري للمليشيات الشيعية التي تسعي الي التخريب في عدد من البلاد العربية.. ويكفي أن نعلم أن ثمن الصاروخ الواحد- من عشرات الصواريخ التي قدمتها ايران لميلشيا الحوثي الشيعية في اليمن لتطلقها علي السعودية- كفيل بحل مشكلات مئات الأسر الايرانية الفقيرة. ******* عندما قامت الثورة الايرانية رحبت الشعوب العربية حتي في مصر التي كانت تتمتع بعلاقات جيدة مع ايران.. لأن هذه الشعوب كانت متعطشة لنظام حكم خال من الفساد. بعد أن ابتلينا في العالم العربي والاسلامي بأنظمة حكم فاسدة حتي النخاع ونخرج من نظام فاسد الي نظام أكثر فسادا.. وأذكر أنني في لقاء مع الكاتب الصحفي پالكبير "مصطفي أمين" سألته عن دوافع مطالبة الخوميني بعدم تولي الحكم في مقال بعنوان" لا تحكم يا سيادة المرشد" قال"ينبغي أن يتنحي رجال الدين عن الحكم بعد ثورتهم الناجحة ويظل توجيههم لمن يحكم من بعيد دون تدخل في تفاصيل نظام الحكم حتي لا تتحول الدولة من "مدنية" الي "دينية". طبعا لم يلتفت أحد الي نصيحة كاتبنا الكبير ولا الي نصائح غيره من خبراء السياسة وأنظمة الحكم في العالم. وحكم الملالي ايران وأظهروا مشاعر كراهية تجاه الكثير من دول العالم تحت شعارات دينية. حتي الدول العربية والاسلامية بادرتها ايران بمشاعر كراهية غير مبررة.. وأصبح للمرشد في الدولة الايرانية الجديدة سلطة تفوق أية سلطة في نظام الدولة.. ومات الخوميني وحل محله تلميذه علي خامنئي وانطلقت الدولة الايرانية في عهده توزع أحقادها علي الدول العربية السنية وتنفذ مخططا شيعيا للسيطرة علي دول المنطقة واحدة بعد الأخري واستخدمت في ذلك عناصر وجماعات وفصائل شيعية كانت تعيش في أمان مع اخوانهم السنة في كل الدول العربية فأخذ النظام الايراني يغذيهم بالكراهية ويحيك المؤامرات للتغلغل في الدول السنية في محاولة للسيطرة علي ما بها من ثروات ومواقع استراتيجية تحقق أحلام الامبراطورية الشيعية الكبري. كان بامكان حكام ايران أن يقيموا علاقات طيبة مع كل الدول العربية وأن يتخلوا عن دوافعهم في نشر مذهبهم الديني في البلاد السنية. ويستفيدوا من مشاعر الود لدي الشعوب العربية والاسلامية. ويقنعوا حكام الدول العربية بتعاون حقيقي بعيدا عن الأطماع السياسية في توسيع دولتهم علي حساب الدول المجاورة.. ولكن ركبهم الغرور وزينت لهم شياطينهم أن بامكانهم أن يسيطروا علي العديد من البلاد العربية ويستعيدوا الامبراطورية الفارسية من جديد. ******** واضح أن انتفاضة الفقراء ومحدودي الدخل في ايران والذين يشكلون أغلبية الشعب الايراني في طريقها للتصعيد.. وهذه الانتفاضة لم تحركها أية قوي خارجية من القوي المعادية لايران كما يحلو لعشاق المؤامرات الخارجية أن يرددوا. فالشعب الايراني عنيد للغاية ولا يقبل أن تفرض عليه قوي خارجية ثورة أو انتفاضة ضد حكومته.. ثم ان هذه الثورة بلا زعامة سياسية وانتشرت كالهشيم بمجرد اندلاعها في بعض القري والمدن مما يعني أن هذا شعب يعاني بالفعل ومن الحماقة أن يواصل الحرس الثوري الايراني سياسة القمع التي يتخذها الآن ضد المحتجين.. وعلي الرئيس الايراني أن يعلن عن اصلاحات حقيقية ترفع المعاناة عن الفقراء لو كان رئيسا بالفعل وله صلاحيات. *********** نعلم أن انهيار ايران يصب في صالح اسرائيل ويحقق أقصي أماني الراعي الرسمي لارهابها"أمريكا" لذلك لا نتمني أن تنهار ايران كما انهارت العراق وسوريا والعديد من الدول التي كانت تخشاها اسرائيل.. لكن كل ما نتمناه أن تشهد ايران اصلاحات سياسية تحافظ علي كيان الدولة. وأن يتخلص نظامها من الأحقاد الدفينة ضد الدول العربية. وأن يتوقفوا عن مؤامراتهم ضد المسلمين السنة. وأن تتوقف طموحات حكام ايران عند تطوير دولتهم ورفع المعاناة عن شعبهم. وأن يمدوا أياديهم بسلام حقيقي مع كل الدول المجاورة. الشعب الايراني ليس عدوا للعرب.. مشاعرنا تجاهه كشعب مسلم كلها مشاعر ود وتسامح وعفو ورحمة.. لكن عليه أن يختار حكاما يديرون الدولة وهم يحملون نفس مشاعرنا تجاههم. وأن يدرك الجميع في ايران- حكاما ومحكومين- أننا القوة التي تساندهم وقت الأزمات وتقف الي جوارهم في المحن. فهل يتجه الايرانيون بثورتهم في الاتجاه الصحيح؟