انضم عقار "سيمنت" المخصص لمرضي الشلل الرعاش إلي قائمة الأدوية الناقصة من السوق أكد الصيادلة تلاعب شركات الأدوية وتأخرها في طرح العقار لرفع سعره وزيادة أرباحها علي حساب المرضي. ومن جانبها أكدت شعبة الأدوية أن سبب الأزمة بطء وزارة الصحة في انهاء إجراءات التعاقد علي استيراد الشحنات الجديدة. يقول سليمان يوسف - صيدلي - إن عقار "سيمنت" الذي يعالج مرض الشلل الرعاش غير متاح بالصيدليات منذ حوالي شهرين واختفت بدائله مثل "ليكارديو" و"شاتو" بعد زيادة إقبال المرضي علي شرائها ونحاول التواصل مع مندوبي شركات الأدوية لتوفير أي عدد ممكن من العقار دون جدوي. وتضيف نهي عمر - صيدلية - أن هذا النوع بالتحديد من الدواء يعتبر حياة أو موت لكثير من المرضي. ولا يجب اختفاؤه بهذه الطريقة. حيث يساعد المريض علي الحركة بسهولة بدلا من التشنجات وتصلب الأطراف. وتؤكد ماري صبري - صيدلية - وجود لغز وراء الاختفاء المفاجئ لهذا النوع خاصة أنه دواء مهم جداً ويعالج مشكلات مرضي الأعصاب وتحد من الرعشة التي تحدث لهم بالأطراف وفي حالة عدم تناوله يتعرض المريض لتشنجات وانتكاسة كبيرة وإعادة "كورس" العلاج من جديد. ويري مايكل سعد - صيدلي - إن عدم وجود رقابة من الجهات المعنية علي سوق الأدوية هو سبب الأزمة. حيث يتم بيع هذه الأدوية علي الإنترنت بشكل علني دون أي تحرك من المسئولين بوزارة الصحة. فعلبة الدواء التي يبلغ سعرها 24 جنيها تباع في السوق السوداء 100 جنيه وللمعارف فقط. ويشير محمود خليفة - صيدلي - إلي قيام بعض مستوردي الأدوية باستغلال الأزمة وطرح كميات من عقار مجهول المصدر كبديل لعقار "سيمنت" ويباع ب230 جنيها ولا يناسب جميع الحالات وله آثار جانبية سلبية. يشاركه الرأي الدكتور باسم حليم - صيدلي - قائلا: إن السبب في اختفاء العقار هو رغبة شركات ومصانع الأدوية في زيادة سعره. ورفع نسب المبيعات فعند وقف البيع لفترة كبيرة سيكون السوق في حاجة إلي هذا الدواء وبالتالي ستسارع الصيدليات لشرائه بأي سعر. ويؤكد طارق وديع - صيدلي - أنه عاجز عن توفير العقار لشقيقته التي تحتاج إلي علبة كل ثلاثة أيام. حيث امرها الطبيب المعالج بعدم التوقف عن تناوله واستخدامه طوال حياتها. موضحاً أن سبب الأزمة هو رغبة الشركات في زيادة سعر العقار لأنه لم يدرج ضمن الاصناف التي زادت في الفترة الماضية. ويوضح جابر محمد - صيدلي - أن عدم توفر دواء الشلل الرعاش أضر بالكثير من المرضي واغلبهم من كبار السن مطالبا طوارئ وزارة الصحة بتوفير بدائل للعقار لمساعدعتهم علي الحركة بسهولة. تلاعب الشركات الدكتور عبدالوهاب هيكل - رئيس قسم الاعصاب بمستشفي المنيرة سابقاً - يقول إن سوق الدواء المصري يعاني من نقص شديد في العديد من الاصناف وخاصة أدوية الامراض المزمنة حيث تتلاعب الشركات بالكميات المطروحة بهدف زيادة الطلب علي العقار وبالتالي زيادة سعره ويعتبر عقار "سيمنت" من أهم الأدوية التي توصف لمرضي الشلل الرعاش. فبدونه لا يستطيعون الحركة وقد يؤدي عدم تناوله بانتظام إلي حدوث شلل. وقد كان يتم صرف هذا العقار وبدائلة بالتأمين الصحي ولكن منذ شهرين وهناك نقص حاد في المخزون وبالتالي توقف صرفه. مما يضطر المريض إلي اللجوء إلي شراء نوع مستورد موجود بصيدليات معينة يبلغ سعره 230 جنيهاً. ويؤكد الدكتور مجدي خلف - رئيس قسم المخ والأعصاب بمستشفي المطرية التعليمي - أن أزمة نقص دواء شلل الرعاش بدأت منذ 3 أشهر وهناك أدوية مستوردة تحتوي علي نفس المادة الفعالة لكن بأسعار مرتفعة. مضيفا أن هناك شركة مصرية انتجت دواء بديل يسمي "شاتوو" نأمل أن يتم طرحه بكميات كبيرة ليغطي العجز الموجود حالياً. ويري الدكتور محمود فؤاد - رئيس المركزي المصري للحق في الدواء - أن المشكلة بدأت حينما تأخر الجانب المصري في إجراءات استيراد الدواء من الخارج. أما عن إنتاج بديل فهذا أمر صعب. حيث نحتاج من 3 إلي 6 أسابيع لاستيراد المادة الفعالة وإنتاجه. روتين ويوضح الدكتور علي عوف - رئيس شعبة الأدوية - باتحاد الغرف التجارية - أن السبب في نقص عقار "سيمنت" من الأسواق المصرية والعالمية هو اندماج الشركات المصنعة له. مع تأخير التصنيع في ظل زيادة الاقبال عليه لذا تم الاستعانة بموردين آخرين لحل الازمة ولكن الاجراءات الروتينية التي تتخذها وزارة الصحة لتسجيل الموردين الجدد والتي تستغرق من 3 إلي 4 شهور تسببت في تعطل حل الأزمة.