ما فعله ترامب باعتبار ان القدس عاصمة أبدية لحليفته ودلوعته إسرائيل ونقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلي القدس في سابقة هي الأولي من نوعها لم يجرؤ عليها أحد من الذين سكنوا البيت الأبيض قبله. لأن القرار مخالف لكافة الاعراف والقوانين والقرارات الدولية وسينسف عملية السلام برمتها ورسالة بأن مخطط الشرق الأوسط الجديد ماض في سبيل تحقيقه. وصفقة القرن في طريقها للتوقيع بمداد الخيانة. وعلينا كعرب ومسلمين التنبه لذلك وبأن المسألة ليست مجرد القدس وإنما الأبعد منها خاصة ان القرار الصادم صادر من دولة طالما لهثنا خلفها كالمجاذيب وصدقناها كالمهابيل علي انها المنقذ والوسيط النزيه.. ليبقي السؤال؟ وهو لماذا جاءت اللطمة من ترامب؟ أقول لأنه يحمل جينات يهودية أكثر من سابقيه الرؤساء ولأنه شخصية متناقضة ومثل حامل هذه الشخصية لا يمكن فهمه ولا يعول عليه مثل مرضي الانفصام "الشيزوفزينيا" الذين لا يعاقبون علي تصرفاتهم لذا دفع به الحزب الجمهوري للترشح للرئاسة عل وعسي بتناقضاته وصخبه واندفاعه وغروره وقل ما شئت من صفات يتم تمرير مثل هذا القرار الذي وعد به سابقوه وارجأوه لحين تجيء الفرصة المواتية.. وقد كان علي يد ترامب! والحقيقة خلال مشاهدتي وغيري لترامب وهو يمتطي لعبة داخل حضانة للأطفال قلت في نفسي.. أمثل هذا الرجل يصلح لقيادة أقوي وأغني دولة في العالم؟ انه أحمق مندفع ومغرور ولا يشعر بما يفعله بدليل ان حارسه الشخصي حاول أكثر من مرة أن يثنيه عن ذلك خاصة ان الملايين تشاهده علي الهواء إلا انه أصر علي تشبثه باللعبة كالأطفال لدرجة ان الحارس "مرمط به الأرض" في شكل كوميدي هزلي كما تأكدت وغيري أكثر بعدما شاهدنا أيضا في فيديوهات وهو علي حلبة المصارعة يتلقي الوعيد من المصارعين بل يقوم أحدهم بطرحه أرضا وأخذ لمس اكتاف بلغة المصارعين وقلت مثل هذا الرجل لابد من الكشف عن قواه العقلية ولا يترك هكذا يتصرف ليس بعفوية وإنما بخبل لا يجوز أن يصدر من رجل قد يقود العالم بتصرفاته تلك إلي كارثة وانه لا يقل طيشا واندفاعا عن رئيس كوريا الشمالية. ولقد حاول المسئولون في البيت الأبيض احتواء القرار وتجميل صورته بأن الادارة الأمريكية ماضية في سعيها لحل القضية بشكل جذري وانه لن يتم التخلي عن حقوق الفلسطينيين وهذا نوع من الخداع الاستراتيجي وضحك علي الذقون لامتصاص غضب العرب والمسلمين ولمنع التصعيد وخوفا من قيام بعض الدول الأخري بحذو حذوهم خاصة أوروبا التي صدمت وامتعضت من القرار وعبرت المستشارة الألمانية ميركل عن كل ذلك بأن أوروبا لا يمكنها الاعتماد علي أمريكا التي كشفت عن نواياها السيئة وعن وجهها القبيح وأثبتت بقرار القدس ان واشنطن غير نزيهة وان اللوبي الصهيوني ساكن في عقول الكثير من المسئولين وأنها تراوغ لتمييع القضية ووضعها في الثلاجة ولاعطاء المزيد من الفرص لإسرائيل كي تلتهم المزيد من الأراضي داخل القدسالشرقية نفسها والحقيقة كما قالها تراب نفسه أثناء توقيعه وثيقة العار وتلعثم خلالها لأنه كاذب ان الواقع حاليا في القدس هو الذي قاده إلي ذلك وصدق الرجل فشهريا نسمع عن بناء المئات من المستوطنات حتي تغيرت بالفعل هوية القدس كما ان العرب وحتي الفلسطينيين أنفسهم يؤكدون كلام ترامب وهو ان القدسالشرقية عاصمة فلسطين وهذا اعتراف من أصحاب البلد بأن القدسالغربية هي عاصمة إسرائيل لذا كان من ضم القدسالشرقية أو ما تبقي منها أمراً طبيعياً. عموما شكرا لترامب لأنه جاب من الآخر وجعل العرب والمسلمين يجتمعون علي كلمة سواء ويهبون لنصرة الأقصي ويتوعدون بالمزيد إذا لم تتراجع واشنطن عن قرارها الذي لم يعترض عليه الكونجرس ولا حتي الشيوخ وكأنه أمر دبر بليل. ** وأخيرا: * مصيبة لو مفهمناش أمريكا المراوغة بعد كل ده! * واشنطن وسيط غير نزيه وغير موثوق به بعد تلك المخالفة القانونية. * ما فعله ترامب وحزبه الجمهوري رمز الفيل. لم يفعله الديمقراطي رمز الحمار.. عجبي! * الشجب لا يكفي.. ولا الحجارة تقتل.. لابد من الكفاح المسلح الفلسطيني والمقاطعة والدعم من العرب للفلسطينيين.. لأنه باختصار القضية ضاعت!!