المرأة دائما في مرمي الجماعات والتنظيمات المتطرفة. فهي الوسيلة الأساسية لتلبية نزواتهم الحيوانية.. وهي أداة من أدواتهم الحقيرة حيث يتم عمل غسيل مخ لها لتفجر نفسها وتزهق أراوحاً بريئة انتظارا للجنة الموعودة من عناصر إجرامية مصيرها جهنم وبئس المصير. وهي أيضا الخادمة المطيعة والجارية التي لا تعرف إلا السمع والطاعة لشيوخ التطرف والارهاب. لذلك يحرص التكفيريون علي الاستحواذ علي أكبر عدد من النساء لتحقيق كل هذه الأغراض الدنيئة لتستمر جرائمهم ضد حواء في كل مكان يدنس بهم. ما روته الفتاة الأزيدية "منال" أمام منتدي شباب العالم في شرم الشيخ وسمعه العالم كله عن جرائم تنظيم داعش الارهابي ضد النساء ليس غريبا علي هؤلاء المجرمين رغم أنه كان صادما ومؤلما لمشاعر الكثيرين فقد وصل الارهابيون الذين يرفعون شعارات دينية الي درجة لا تصدق من الانحطاط الفكري والسلوكي وامتهان المرأة التي كرمها الإسلام وأحاطها بكل ما يوفر لها الحياة الكريمة في كنف رجال يعرفون معني الرجولة ويعرفون كيف يوفرون الحماية للمرأة والتقرب الي الله بالإحسان الي نسائهم. والواقع أن الأدلة والبراهين علي ما ترتكبه الجماعات المتطرفة من جرائم ضد النساء كثيرة ومتنوعة أحدثها تقرير نشرته مؤخرا صحيفة "ألموندو" الإسبانية ألقت من خلاله الضوء علي قصة فتاة إزيدية أخري تدعي "هيام " تبلغ من العمر 25 عاما"اختطفت من قبل تنظيم داعش الإرهابي وقضت ما يقرب من 3 أعوام تحت سيطرة التنظيم وكشفت عن وجود مئات من النساء يعشن بالاكراه في فراش عناصر التنظيم. لم تجد "هيام" حرجا أن تكشف للصحيفة الأسبانية أنها كانت من "عبيد الجنس" الذين نجوا من تنظيم داعش. وقالت: "مررت بلحظات من الرعب. ولا أستطيع أن أنسي كل ما حدث معي وما شاهدته مع أخريات. رغم محاولاتي نسيان ما حدث. فأنا أحاول أن أغير الأماكن للنسيان دون جدوي". هيام اختطفت في 2014 في بلدة سنجار حيث تم قتل 300 رجل وتم اختطاف جميع النساء. واستطاعت أن تهرب من أيدي داعش عن طريق وسيط. قالت هيام للصحيفة الإسبانية: انتقلت إلي أتباع ابو بكر البغدادي في مقر الخلافة. بعد أن تم اختطافنا. ثم أخذونا إلي مزرعة بالقرب من الرقة. حيث كان يمر بها الكثير من الناس. وغالبيتهم من اليزيدين المختطفين علي أيدي التنظيم. ثم أخذوني إلي شخص يدعي "أبو أحمد" وكان سوري الجنسية وقالوا لي أنه قام بشرائي. وبعد أن مكثت معه لمدة 15 يوما وأخذ مني ما يريد انتقلت إلي "أبو يحيي". وقالت: التنظيم اختطف في حدود 3000 إمراة وكنا جميعا نتعرض للاغتصاب الوحشي والضرب اليومي لكل من تقاوم.. وأختي ما زالت مفقودة وأعتقد أنها تحت سيطرتهم. قصة كل من "هيام" و"منال" مجرد نماذج لما تعرضت له مئات النساء من امتهان علي يد الجماعات التكفيرية التي تتشدق بالإسلام وتفرض علي النساء تعاليم شكلية صارمة وهم في معسكراتهم وفي أسواق النخاسة التي نصبوها لمئات من ضحاياهم من النساء ارتكبوا أبشع الجرائم ضد المرأة. السؤال المهم هنا: كيف ينظر علماء الإسلام لهذه الجرائم التي ارتكبت ولا تزال ترتكب بإسم الإسلام ضد المرأة؟ سلوك منحرفين د.شوقي علام مفتي الجمهورية يؤكد أن المرأة دائما مستهدفة من جانب جماعات التكفير والضلال. فهناك ثالوث يسيطر طوال الوقت علي عقول التكفيريين وهو "النساء.. المال.. السلطة" وكل عملياتهم الإجرامية تستهدف ذلك. ويضيف: استغلال جماعات التطرف والتكفير للنساء وامتهان كرامتهن له صور متعددة. وأبشع صور هذا الاستغلال والامتهان هو استخدامها وسيلة للمتعة وقضاء الشهوة دون زواج شرعي فهم يبيعون النساء ويتبادلوهن فيما بينهم ويقدموهن هدايا كما روت الفتيات اللاتي تعرضن للاختطاف علي يد هؤلاء المجرمين ويضيف: استغلال الجماعات المتطرفة للنساء وتجنيدهن لأداء أدوار في تنظيمات العنف والارهاب التي يمارسونها تحت شعارات دينية خادعة أمر واضح فقد رصدنا من خلال مرصد الفتاوي التكفيرية والمتطرفة امتهان هذه الجماعات التكفيرية لكرامة المرأة وإهدار إنسانيتها. وكافة حقوقها الشرعية والتعامل معها كما كان يفعل أهل الجاهلية بل أبشع مما كان يفعل الجاهليون بالمرأة من استغلال جنسي. واعتبارها وسيلة لامتاع الرجل في الفراش وبيعهن للرجال ومعاشرتهن بالإكراه سواء من خلال زواج صوري لا يعترف به الشرع. أو من خلال اعتبارهن سبايا وملك يمين. مما أدي الي ارتكاب هذه الجماعات المتطرفة والتكفيرية لجرائم وحماقات ضد المرأة لا يقرها شرع ولا عرف. ويعاقب عليها القانون. ويشير مفتي الجمهورية الي التقارير العديدة التي صدرت مؤخرا عن مرصد دار الإفتاء للفتاوي التكفيرية حول انتهاكات التنظيمات الإرهابية لحقوق المرأة تحت غطاء الإسلام. حيث سجلت هذه التقارير الجرائم التي يرتكبها التكفيريون بحق المرأة بدعوي الالتزام بتعاليم الإسلام وأحكامه. وفندت ما يستند إليه هؤلاء الجهلاء من أدلة وبراهين لشرعنة أفعالهم. وأكدت مخالفتها لأبسط مباديء وتعاليم الإسلام. وقال: لقد كشفنا جرائم وانحرافات هؤلاء الجهلاء الذين يدعون أنهم يطبقون شرع الله. وهم أبعد الناس عنه. ويصفون أنفسهم بأنهم - دون غيرهم- الذين يقيمون دين الله في الأرض. ويرفعون شعار "الدولة الإسلامية" وهم يمتهنون المرأة ويستغلونها أبشع استغلال لتحقيق مآرب وأهداف دونية لا تمت للإسلام بأدني صلة» حيث يتم خطف النساء أو التغرير بهن واستغلال عاطفتهن للانضمام لتلك التنظيمات الشاذة ثم يفعلون بهن ما سمعنا بعضه من خلال الهاربات من جحيم داعش وغيره من التنظيمات الارهابية. جرائم ضد النساءپ د.عمر عبد العزيز أمين الفتوي بدار الإفتاء يؤكد من جانبه أن التنظيمات المتطرفة ارتكبت كل الموبقات ضد المرأة وأهدرت حقوقها وهي ترفع شعارات الإسلام. والجرائم التي ارتكبها هؤلاء المنحرفون ضد النساء تكفي لتطبيق حد الحرابة عليهم فهم مفسدون في الأرض معتدون علي حدود الله يرتكبون كل الجرائم الأخلاقية ضد النساء والرجال معا ولا علاقة لهم بالإسلام من قريب أو بعيد. ويضيف: كفار الجاهلية لم يفعلوا بالنساء ما فعله هؤلاء المجرمون. وهم لا يستغلون النساء لقضاء شهواتهم فقط.. بل يستغلونهن أسوأ استغلال في الحروب ومعسكرات التدريب فهن جاريات بلا أي حقوق ويتم الاعتداء الوحشي عليهن بدنيا وجنسيا وتدميرهن نفسيا لكي ينفذن الأوامر بلا مناقشة ثم يقتلوهن بلا رحمة بعد أن تنتهي مهمتهن. ويؤكد د.عمر عبد العزيز أن الإسلام نهي عن قتل النساء في الحرب. وهؤلاء يرتكبون أبشع جرائم القتل ضد النساء. كما حثَّ الإسلام علي معاملة الأسري معاملة كريمة لا تهان فيها كرامتهم ولا تنتهك حرماتهم. وهؤلاء ينتهكون أبسط حقوق المرأة. ويضيف: لقد قرأنا وسمعنا عما فعله تنظيم داعش الارهابي في العراق وسوريا وتنظيم بوكو حرام التكفيري في نيجيريا مع النساء من خطف وقهر واستغلال جنسي وبيع وشراء وتزويج صوري بالإكراه وغير ذلك مما يدينه الإسلام ويرفضه.. وقد ثبت أن التنظيمات الإرهابية وخاصة تنظيم داعش تخالف جميع أحكام الإسلام ومبادئه في معاملة المرأة في الحروب. فقد تم قتل وسبي العديد من النساء واستغلالهن أسوأ استغلال. حيث أعاد هؤلاء إحياء الرقپليخرقوا كل المواثيق التي أجمع عليها العالم. واتخذوا النساء سبايا ليستأنفوا من جديد الفتنة والفساد في الأرض. والفحشاء باشاعة سلوك إجرامي يدينه الشرع ويتطلع إلي تخليص البشرية منه. ضحية جماعات التطرف من جانبها أكدت الفقيهة الأزهرية د.عبلة الكحلاوي أستاذة الشريعة الإسلامية بجامعة الأزهر ضرورة حماية المرأة المصرية والعربية من فكر وثقافة التطرف التي تطاردها من خلال العديد من النوافذ الإعلامية والثقافية ومواقع التواصل الاجتماعي.. مشيرة الي المرأة في بلادنا العربية كلها كانت ضحية لثقافات ومفاهيم خاطئة جرتها بعيدا عن عطاء الإسلام في ظل تنامي جماعات التطرف والتشدد الديني حيث حرصت تلك الجماعات علي استقطابها وخداعها بمفاهيم دينية كاذبة ونجحت بعض هذه الجماعات في توظيف النساء لتحقيق أهدافهم الرخيصة. وعن أجواء بيوت التكفيريين ومدي ارتباطها بالإسلام تؤكد د.عبلة: الحياة داخل هذه البيوت كئيبة. فهي كلها تحريم وتكفير وبؤس وشقاء وحرمان للنساء والأطفال من كثير من حقوقهم في بعض البيوت. وحياة متحللة من كل القيود كما هو الحال في بيوت وحياة هؤلاء الذين يتظاهرون بالإسلام ولا يلتزمون بتعاليمه وقيمه في حياتهن. حيث تؤكد تقارير من داخل هذه البيوت أن حياة هؤلاء عبث في عبث فهم لا يبحثون إلا عن شهواتهم وملذاتهم الجسمانية ورغباتهم الشيطانية ولذلك يرتكبون كل الموبقات ويبحثون لأنفسهم مع نسائهم عن أغطية شرعية زائفة. وتؤكد د.عبلة زيف شعارات المتشددين الذين يتوهمون- بحكم ثقافتهم المغشوشة- أن الإسلام دين يفرض علي المسلم حياة جامدة. ولذلك يحرمون مشاهدة الفضائيات. ويحرمون الاستمتاع بوسائل الترفيه من مسلسلات وأفلام ومسرحيات وبرامج ثقافية وغيرها. فالعاملون في مجال الفن- في نظرهم- كفرة. أو علي الأقل فسقة. ومشاهدة أهل الكفر أو الفسوق والعصيان تجلب لصاحبها غضب الله وعقابه.. مؤكدة أن هؤلاء يرتكبون جرما كبيرا في حق دينهم. كما أنهم يجلبون لأنفسهم غضب الله وعقابه. لأن من يكفر مسلما موحدا بالله ولو كان من العصاة. يرتكب جرما يحاسبه الله عليه.