جولة مفاجئة لمحافظ الدقهلية لرفع الإشغالات بشارع الجلاء    محافظ بني سويف يستقبل السكرتير المساعد الجديد ويؤكد: المرحلة القادمة تتطلب تكثيف العمل الميداني    باريس تستدعي السفير الأمريكي لدى فرنسا.. وصحيفة: يسير على خطى نتنياهو    الصحة اليمنية: ارتفاع عدد ضحايا القصف الإسرائيلي على صنعاء ل6 قتلى و86 جريحا    الكهرباء: تعرض موكب الوزير لحادث مرورى وإصابة اثنين من طاقم الحرس    أسرة "يسى" ضحية حادث الغرق بالإسكندرية تروى تفاصيل موجعة.. فيديو وصور    نجاة وزير الكهرباء بعد حادث مروري أثناء توجهه لمدينة العلمين    أعادا مبلغ 1,5 مليون جنيه..محافظ بني سويف مسعف وسائق بمرفق الإسعاف تقديرًا لأمانتهما    وكيل الصحة ببني سويف يتفقد وحدة الإسكان الاجتماعي الصحية بمنطقة ال 77 فدانًا شرق النيل    فلسطين.. مستعمرون يهاجمون قرية سوسيا في مسافر يطا    وزير الرياضة يوجه طلبا لمجلس الزمالك بشأن أرض 6 أكتوبر    خالد جاد الله: كل الفرق ستدافع أمام الأهلي باستثناء الزمالك وبيراميدز    جيرو يقود ليل للفوز القاتل على موناكو في الدوري الفرنسي    يوفنتوس يفتتح موسمه بانتصار ثمين على بارما بثنائية    تكلفة عالية لإعادة إحيائه .. خبراء: استعادة مصنع الحديد والصلب وتشغيله خطة بلا جدوى    جامعة قناة السويس تبحث الخطط الدراسية واستعدادات انطلاق العام الجامعي الجديد    استشهاد المعتقل محرم فؤاد .."منصات حقوقية تدين استمرار نزيف الأرواح بسجون السيسى    رئيس الأركان الإسرائيلي لنتنياهو: احتلال غزة يشكل خطرًا كبيرًا على الرهائن    عاجل - إصابة وزير الكهرباء وزوجته و3 من أفراد الحراسة في حادث سير    كدمات وكسر، التقرير الطبي للحالة الصحية لوزير الكهرباء بعد انقلاب سيارته    السياحة والآثار تحسم الجدل حول أول يوم لدخول الجماهير المتحف المصري الكبير عقب الافتتاح الرسمي    الأونروا: سكان غزة يعيشون الجحيم بكل أشكاله    وزير الاتصالات يشهد فعاليات إطلاق منظومة مصرية بالكامل للكشف المبكر عن سرطان الثدى باستخدام الذكاء الاصطناعى بمستشفى بهية فى الشيخ زايد    11 نشاطا محظورا على الجمعيات الأهلية بقوة القانون، تعرف عليها    94.2 % صافي تعاملات المصريين بالبورصة خلال تداولات جلسة بداية الأسبوع    سموتريتش: لا طعام ولا مياه ولا وقود لغزة.. وجانتس يرد: التطرف اصطدم بالواقع    الدوري الإيطالي.. يوفنتوس يتفوق أمام بارما.. وأتالانتا يسقط في فخ التعادل    النيابة تطلب التقرير الطبي لجثة سيدة قتلها زوجها في المرج    "رحل عن الفريق".. مصدر ليلا كورة: المترجي فسخ عقده مع فاركو بالتراضي    عرض "رحلة إلى كوكب السلام" ضمن المهرجان الختامي لمسرح الطفل    حدث بالفن | وفاة ممثل والتطورات الصحية ل أنغام وأزمة شيرين وياسر قنطوش    حفل هيفاء وهبي في بيروت.. نجاح جماهيري وإبهار استثنائي    "رحلتي إلى كوريا الشمالية: زيارة محاطة بالحرس ومليئة بالقواعد"    موعد مباراة ليفربول ونيوكاسل يونايتد والقنوات الناقلة في الدوري الإنجليزي الممتاز    أخبار × 24 ساعة.. وزارة التعليم: تسليم الكتب للطلاب دون قيود أو شروط    وصول طائرة تقل 146 عسكريا روسيا محررين من أسر أوكرانيا إلى مطار قرب موسكو    «كنتوا موجودين وغلطتوا».. شوبير يوجه رسالة نارية لهؤلاء بسبب حارس الأهلي    «الأرصاد» تحذر المصيفين من ارتفاع الأمواج في البحر المتوسط (فيديو)    التنمية المحلية: تمويل 23 ألفا و900 مشروعا بسوهاج بقروض 4.6 مليار جنيه    بشرى سارة.. تسليم 30 عقد عمل لمجموعة من الشباب بالقليوبية    بحضور جماهيري تخطي 4000 شخص.. فريق "جدل" الأردني يشعل مسرح مكتبة الإسكندرية ضمن فعاليات مهرجان الصيف الدولي 22    مهرجان القاهرة الدولي للطفل العربي يطلق ورشة عصام السيد لتأهيل موجهي المسرح المدرسي    أحمد خالد صالح: «ما تراه ليس كما يبدو» يحمل رؤية فلسفية عميقة    وكيل وزارة الأوقاف: المولد النبوي فرصة للاقتداء بأخلاق وتعاليم النبي    هل يجوز نقل الموتى من مدفن لاخر؟.. أمين الفتوى يجيب    هل يحرم استخدام ملابس المتوفى أو الاحتفاظ بها للذكرى؟.. أمين الفتوى يوضح (فيديو)    الجالية المصرية في النمسا ترفض محاولات الضغوط الخارجية على مصر.. صور    دراسة: ارتفاع استهلاك الملح يسبب التهاب الدماغ ويزيد ضغط الدم    وزير المالية: مصر تمتلك الأدوات والقدرات الكفيلة بمساندة وتعزيز صادراتها الطبية وتحقيق قيمة مضافة للاقتصاد الوطني    أفضل أدعية تعجيل الزواج.. تعرف عليها    هل يحق للمطلقة رجعيًا الميراث من زوجها؟.. أمين الفتوى يجيب    الجالية المصرية في فرنسا: المصريون بالخارج متمسكون بهويتهم ويفتخرون بوطنهم    انطلاق مبادرة القضاء على السمنة بعدد من الوحدات الصحية في قنا    «شلاتين» تستهدف رفع إنتاج الذهب إلى 6 أطنان خلال 5 سنوات    هيفاء وهبي تشعل مسرح فوروم دي بيروت بحفل كامل العدد | صور    وظائف بنك القاهرة 2025.. اعرف التخصصات المطلوبة وأهم الشروط    استمرار فعاليات برنامج التبادل الطلابي بكلية الطب جامعة حلوان    وزارة الصحة تعلن قرارا مهما بشأن صندوق التعويض عن مخاطر المهن الطبية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الإفتاء": النساء تعتبر عنصرًا مهمًا بالنسبة للتنظيمات الإرهابية
نشر في المصريون يوم 07 - 12 - 2014

أعلن د.إبراهيم نجم -مستشار مفتي الجمهورية- أن مرصد الفتاوى التكفيرية التابع لدار الإفتاء المصرية أصدر تقريرًا جديدًا يرصد فيه ما يرتكبه تنظيم منشقي القاعدة التكفيري- الذي يُطلق عليه إعلاميًّا تنظيم داعش- من جرائم بحق المرأة تحت غطاء أوامر الإسلام وأحكامه، وذلك بتفنيد ما تستند إليه من أدلة وبراهين لشرعنة أفعالهم رغم مخالفتها لأبسط قواعد الإسلام.
وأوضح نجم أن التقرير يؤكد أن شرذمة ممن يدعون الإسلام ويصفون أنفسهم -دون غيرهم- بأنهم من يقيمون دين الله في الأرض يمتهنون المرأة ويستغلونها أبشع استغلال لتحقيق مآرب وأهداف دونية لا تمت للإسلام بأدنى صلة؛ حيث يتم التغرير بالنساء والفتيات المسلمات- كما الرجال والشباب- للانضمام لتلك التنظيمات الشاذة فكريًّا والمنحرفة عقديًّا وإنسانيًّا من أجل بسط نفوذها على رقعة من الأرض، والادعاء بإقامة دولة الإسلام وتنصيب أنفسهم أوصياء على المسلمين في العالم، وذلك من خلال طرق ووسائل تخالف الشريعة الإسلامية وتتناقض مع قواعد الإسلام ومبادئه التي جاءت إنصافًا للمرأة وتكريمًا لها ورفعة لمكانتها حيث أعطى الإسلام المرأة قيمة إيمانية تعبدية، فضلًا عن قواعد تنظيمية حياتية تحقق مصالح المجتمع.
وأكد تقرير دار الإفتاء في رده على أن الإسلام نهى عن قتل النساء في الحرب، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: "وُجدت امرأة مقتولة في بعض مغازي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنهى الرسول الكريم عن قتل النساء والصبيان".
كما حثَّ الإسلام على معاملة الأسرى معاملة كريمة لا تهان فيها كرامتهم ولا تنتهك حرمتهم، دون اعتبار لاختلاف الجنس أو الدين أو كونه من الأعداء، وعَدَّ تلك المعاملة من صفات الأبرار، حيث قال الله عز وجل: "وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا"؛ حيث وضع الإسلام القواعد والأسس التي يحمي بها الأسير ويصون كرامته وإنسانيته ويرفع الظلم عن المظلومين وينشر العدل والرحمة بين الناس، وينقل الإنسان- كل الإنسان- من تلك المعاملة المهينة الهمجية التي يعامل بها أخاه الإنسان ليرقى به إلى السلوك الإنساني القويم الذي لا فضل فيه لعربي على أعجمي إلا بالتقوى.
وأضاف التقرير أن التنظيم الإرهابي خالف جميع أحكام الإسلام ومبادئه في معاملة المرأة في الحروب، فقد قتل وسبى النساء وأعاد إحياء فصل كريه من فصول التاريخ البشري الذي أجمعت دول العالم على تحريمه وتجريمه، حيث أعاد إحياء الرق ليخرق المواثيق التي أجمع عليها العالم كله، واتخذ من النساء سبايا، ليستأنف من جديد الفتنة والفساد في الأرض، والفحشاء باستئناف شيء تشوَّف الشرع إلى الخلاص منه بل وأمر به.
ولفت التقرير إلى أن النساء تعتبر عنصرًا مهمًّا بالنسبة للتنظيمات الإرهابية في جذب مزيد من الأعداد المنضوية تحت لوائه، حيث نجد انتشار ظاهرة سبي النساء واستعبادهن مما يؤكد استغلال هذا التنظيم للنساء بغية تحقيق أهدافه من خلال تفسيرات خاطئة لمفهوم الجهاد في الإسلام ليلبس على قليلي العلم والعقل من شباب المسلمين دينهم؛ حيث حول النساء إلى سبايا وعبيد جنس يتم بيعهن لمن يدفع أكثر.
وفي إطار رصده لانتهاكات التنظيم التكفيري الإرهابي، أكد مرصد دار الإفتاء على أن هذا التنظيم يشكل خروجًا عن المألوف، عند الحديث عن وضع المرأة داخل التنظيمات الإرهابية التكفيرية، حيث عمد إلى تغيير الصورة المرسومة عن حجم العنف الذي يمارس ضد المرأة داخل هذه التنظيمات الإرهابية، ليحولنا إلى النقيض تمامًا حيث العنف الذي تمارسه المرأة، وأن هذا التنظيم الإرهابي عمد إلى تجنيد النساء منذ اللحظة الأولى لظهوره، حيث أنشأ عدة كتائب تحت مسميات مختلفة، يستغل فيها النساء كمحاربات ضد النساء أو كميليشيات إلكترونية تهدف إلى جذب مزيد من العناصر النسائية للتنظيم حول العالم.
وتعد كتيبة الخنساء هي النموذج الأبرز لدور المرأة داخل ذلك التنظيم التكفيري الإرهابي، حيث لا يحق للمرأة أن تخرج دون محرم أو أن تكشف عن وجهها أو كفيها، وتتولى المرأة الداعشية بنفسها عمليات الاعتقال والتعذيب التي تمارس ضد النساء اللاتي خرجن عن قواعد التنظيم.
كما كشف التقرير أن تأسيس كتيبة الخنساء- إضافة لدور الرقابة الديني الذي تلعبه- يبرهن على حجم التحولات التي تحدث داخل التنظيمات الإرهابية، فقد ابتكر تنظيم داعش إجراءات وأساليب جديدة تختلف عما كان معهودًا في تنظيم القاعدة- التنظيم الأم الذي انشق عنه- حيث سمح تنظيم داعش للنساء بلعب المزيد من الأدوار التنفيذية، مما يمثل عنصر جذب للنساء والفتيات اللاتي قد يجدن فيه أحد أشكال تحرر المرأة داخل تلك المجتمعات المتطرفة شديدة الانغلاق.
وحول الدور الإعلامي الذي تلعبه المرأة داخل التنظيم، أفاد التقرير أن التنظيم لم يكتف بحشد الأنصار من الشباب، ودعوة الأحداث منهم إلى تنفيذ عملياته الانتحارية، بل تجاوز ذلك إلى تحويل النساء إلى ميليشيات إلكترونية، والتي بدأ التنظيم فيها أخيرًا بشن حرب قوية، حيث تعد مواقع التواصل الاجتماعي هي ساحة الحرب لمن أسمين أنفسهن ب"المناصرات".
كذلك فقد دشنت مؤسسة جديدة خاصة بالنساء تحت اسم "مؤسسة الزوراء"، لتعليم النساء وإعدادهن للحروب وحمل السلاح، وكذلك تعليمهن كيفية الإسعاف في وقت الحروب، وتدريبهن على العمل الإعلامي؛ للعمل على استقطابِ أكبر قدر ممكن من النساء للتنظيم.
وتتضمن هذه المواد الإعلامية إرشادات للمرأة حول كيفية دعم الجهاد، ومعرفة دورها في دعم المجاهدين، وهذه تعد المرة الأولى التي يقدم فيها تنظيم إرهابي تكفيري قائم على العنف والقتل معلومات تتعلق بالمرأة.
ومن جهة أخرى، رصد التقرير أهم وأبرز الأسباب التي تدفع بالنساء إلى الانضمام لهذا التنظيم دون غيره من التنظيمات التكفيرية الأخرى، منها: محاولة التكفير عن الذنوب والحياة الصاخبة التي عاشتها في السابق، عن طريق الجهاد على حد قولهم، وهو ما دفع الكثيرات منهن لترك حياتهن الهانئة والذهاب إلى المجهول، إضافة إلى حب المغامرة، والمشاركة في قتال الكفار والدولة الإسلامية على حد زعمهم، كلها عناوين قد تغري صغار السن من الفتيات للذهاب فيما تعتقد أنه تجربة مثيرة، من دون الاكتراث بالنتائج والعواقب.
أضاف التقرير أن هناك عنصر جذب آخر للنساء في تلك التنظيمات، قد يظهر جليًّا في مدى الدعم والإعجاب المتحمس الذي يظهر بوضوح عبر شبكات التواصل الاجتماعي من نساء مسلمات أوروبيات يعبرن عن دعمهن لنساء داعش، وهذا يرجع إلى الرغبة في تحدى تلك الصورة النمطية الغربية عن المرأة المسلمة الضعيفة مهضومة الحقوق، بصورة أخرى لنساء يحملن السلاح وقادرات على تنفيذ أقصى عمليات القتل وحشية بأيديهن، وربما نوع جديد من الثقافة الناشئة التي تطلق عليها "سلطة الفتاة الجهادية" والذي غالبًا ما يأتي على حساب نساء أخريات، إضافة إلى ذلك فهناك سبب آخر، وهو تزايد حدة الإسلاموفوبيا وصعود الأحزاب اليمينية في أوروبا من الأسباب التي تدفع الفتيات الغربيات إلى الانضمام للتنظيمات الإرهابية؛ بالإضافة إلى أن طفولة تلك الفتيات أيضًا تلعب دورًا مهمًّا في ذلك، حيث تعتقد أغلبية الفتيات بأنه "ليس لهن مكان في المجتمع الذي يعشن فيه، ويشعرن بالإقصاء من جهات كثيرة، حتى من بعض المسلمين".
وأكد التقرير على أن نساء منشقي القاعدة لسن سوى أدوات تستغلها قيادات داعش لتحقيق أهدافها، في ظل رعبهن من أن يتعرضن للممارسات المتطرفة من قبل هذا التنظيم التكفيري.
وشدد على أن جميع هذه الانتهاكات والخروقات الهمجية التي يرتكبها التنظيم الإرهابي بحق المرأة لا تمت لأي دين بصلة، وهي استغلال للمرأة باسم الإسلام، حيث كانت هذه الأفعال والانتهاكات الهمجية موجودة قبل وجود الإسلام، وجاء الإسلام وحرَّمها، فهو دين الحريات، واحترام كرامة الإنسان وحريته، أما هذه الجماعات التكفيرية التي تجتاح البلاد الإسلامية تعمل على مبدأ إلغاء الآخر المختلف في الرأي والدين والجنس؛ مما يؤكد أن هذه التنظيمات الإرهابية هي أبعد ما يكون عن الإسلام وتعاليمه السمحة التي جاءت لإعلاء مكانة المرأة وصون كرامتها وتمكينها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.