42 عاماً قضاها الموسيقار الموجي الصغير ابن العملاق محمد الموجي الذي سار علي خطا والده في خدمة الفن المصري ورفض التلحين إلا لتليفزيون وإذاعة بلده. حيث لحن الموسيقي التصويرية ل 25 فيلماً سينمائياً وعشرات الألحان لعمالقة الطرب كصباح وهاني شاكر وعلي الحجار وغيرهم حتي أصيب قلبه مرتين.. الأولي منذ خمس سنين حيث "جمع اللي وراه واللي قدامه" وأجري عملية قلب مفتوح. أما الثانية فينتظر رحمة السماء وعطف الدولة علي فنان ابن فنان.. يحتاج جراحة عاجلة قبل نهاية العام حسب رأي الأطباء تكلفتها مليون جنيه. وهو ما لا يحتمله قلب ولا ميزانية الموسيقار الكبير الذي ورث جينات الفن والوطنية من والده الذي رفض 3 ملايين جنيه من إسرائيل في الستينيات قيمتها الآن حوالي أكثر من 3 مليارات من أجل مصر. فهل يستجيب المسئولون في الدولة لإجراء العملية بأسرع ما يكون علي نفقة الدولة؟. الإجابة ننتظرها مع الملحن الكبير الموجي الصغير الذي يفتح قلبه للجمهورية وبصوت واهن ضعيف يملؤه التفاؤل تسللت كلماته وهو يرد علي سؤالنا الأول عن حالته الصحية ويقول: الحمدلله. ولكني حزين علي صمت المسئولين في الدولة عن مرضي. وليس من السهل علي القول إني أحتاج لعملية تركيب صمام بالقسطرة في القلب تكلفتها عالية جداً تصل لمليون جنيه. وأطالب الدولة بتحمل نفقاتها لأنه يجب إجراؤها في أسرع وقت. وقبل نهاية العام الحالي علي الأكثر كما أخبرني طبيبي المعالج د.حسام الحصري وإلا حدث ما لا يحمد عقباه. لا قدر الله. * ألم تحاول الاستعانة بنقابة الموسيقيين للمساعدة في إجراء الجراحة؟ بصراحة صديقي وأخي الفنان هاني شاكر نقيب الموسيقيين يتابعني باستمرار وأخذ مني التقارير الخاصة بحالتي ووعدني بالسعي لإجراء العملية علي نفقة الدولة وأن يصل صوتي للمسئولين. لإجراء الجراحة العاجلة سواء وزير الصحة أو رئيس الوزراء أو حتي مكتب الرئيس السيسي باعتباره أب لكل المصريين. * هل أنت حزين بسبب تجاهلك بعد مشوارك الفني الحافل؟ الحزن ليس من المسئولين فقط الذين تجاهلوا مرضي وكأني من كوكب آخر وإنما من وزارة الثقافة التي تتجاهل تكريمي. وأنا غاضب من مسئولي مهرجان الموسيقي العربية الأخير الذين أغفلوا تاريخي الموسيقي والفني وكأني هواء. وكأنهم لا يقرأون تاريخ الآخرين بدقة. وأقول لهم ولغيرهم ان والدي ظل يخدم بلده كملحن أكثر من 52 عاماً وكان رجلاً وطنياً رفض مبلغ 3 ملايين جنيه من إسرائيل لتوزيع ألحانه بالعبرية في إسرائيل عام 1968 وهي تساوي أكثر من 3 مليارات الآن. وأنا خدمت الموسيقي أكثر من 42 عاماً لحنت خلالها عشرات الألحان لمعظم نجوم الطرب في مصر ومنهم هاني شاكر والمرحومة فايدة كامل ومحمد الحلو ومحمد ثروت والمرحومة صباح وعلي الحجار وفوازير الفنانة نيللي وسمير غانم وقدمت عشرات الألحان الوطنية والعاطفية ورفضت عمل شرائط كاسيت وفضلت عليها تقديم الألحان في راديو وتليفزيون بلدي كما أشارت رسالة الماجستير التي قدمت عني. أي اني لم أقصر في حق الوطن ومما يؤلمني ان يتم تجاهلي سواء في علاجي أو تكريمي. وما آخر الأغنيات التي قمت بتلحينها قبل مرضك؟ منذ خمس سنوات عندما تعب قلبي وكان آخر ما قدمته أغنية الدنيا بخير للفنان محمد ثروت وبعدها أجريت عملية القلب المفتوح الأولي. * لماذا لا تجري عملية قلب مفتوح مرة أخري؟ لأن قلبي لا يحتمل عملية أخري وإلا تعرضت للموت لا قدر الله والأنسب لحالتي هو تغيير صمام بعد أن أكد الأطباء أنه مسدود تماماً وإني معرض للموت في أي لحظة لو لم يتم إجراء العملية قبل نهاية العام الحالي 2017 أي أن أيام قليلة متبقية علي المهلة التي حددها الأطباء والأعمار بيد الله سبحانه وتعالي. * هل هناك تواصل بينك وبين الفنانين؟ لقد أفرزت التجربة الأخيرة.. المعادن الأصيلة للناس فهناك من تجاهلني تماماً وهناك من يحرص علي الاتصال بي ومنهم المطرب الصديق هاني شاكر والفنان علي الحجار وحسن فكري ونادية مصطفي والفنان محمد ثروت والملحن محمد سلطان. * وبعيداً عن المرض.. سألناه من أطلق عليك لقب الموجي الصغير؟ الفنان الراحل والعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ الذي شاهدني في برنامج النادي الدولي وطلب أن يلتقي بي وأكد أن ألحاني تعجبه وأنه مستعد أن يغني من ألحاني شرط أن يعجبه اللحن ووعدني باللقاء بعد عودته من رحلته الأخيرة للعلاج بلندن ولكن لم يمهله القدر. وفي البداية طلب مني أن يكون اسمي عبدالحليم الموجي. ثم اختار لي اسم الموجي الصغير مثل نجاة الصغيرة وغيرها وأنا أسمي الحقيقي الموجي محمد قنديل الموجي. وأتركه وهو مازال يخلط الأحلام بالآلام وهو يستمع للكوبليه الأخير من أغنية للصبر حدود لكوكب الشرق أم كلثوم.