* نعم هو الفلاح الذي نشأ في ريف مصر الطيب وبالتحديد في إحدي قري المنوفية "ميت أبو الكوم" هذا النبت الذي خرج من هذه الأرض الطيبة وشق طريقه في الحياة ليكتب التاريخ اسمه بأحرف من نور ويسجل إنجازاته في صفحات التاريخ لتكون دليلاً دامغاً علي شجاعة الرجل وإخلاصه لشعبه المصري وأمته العربية.. إنه الزعيم القائد "أنور السادات" بطل الحرب والسلام معاً الرجل الذي بدأ منذ بواكير شبابه مجاهدا بكل ما تعني الكلمة من معني فمنذ العصور الملكية هو يكافح الاحتلال الانجليزي من أجل استقلال وطنه مصر.. حتي انه اضطهد كثيراً ودخل غياهب السجون بل والأكثر من ذلك تم استبعاده كلية من الخدمة في القوات المسلحة وصار مطارداً.. عاني الرجل الأمرين.. وعاد للخدمة مرة أخري وقدر له التعرف علي مجموعة الضباط الأحرار الذين قادوا حركة الجيش في الثالث والعشرين من يوليو في العام 1952 وكان من حظ الرجل أن تلا علي جماهير الشعب المصري بيان الجيش في صبيحة يوم الثورة.. عاني الرجل بعض الشيء خلال وجوده بين ضباط مجلس قيادة الثورة فآثر الرجل الابتعاد عن الأضواء قليلاً.. حتي استدعاه الزعيم ناصر لأداء اليمين كنائب للرئيس وهي المفاجأة التي لم يتوقعها السادات ذاته.. ليتولي قيادة البلاد بعد وفاة الرئيس جمال عبدالناصر في مرحلة كانت مصر فيها خارجة لتوها من أحزان نكسة 67 في حرب الأيام الستة منهكة عسكرياً واقتصادياً واجتماعياً وكان العبء علي الرجل ثقيلاً ولكن بالإيمان والصبر والثبات والعزيمة وقبل كل ذلك التوكل والاعتماد علي الله.. استطاعت مصر بقيادة السادات تخطي المحن وتم بناء الجيش المصري من جديد رغم الصعاب التي واجهها بطل الحرب والسلام داخلياً وخارجياً ولكن بحكمة القائد وحنكة المقاتل عبر بمصر إلي بر الأمان قهر "الفلاح المصري الفصيح" جيش الصهاينة ولقنه درساً قاسياً في فنون القتال والخداع الاستراتيجي حيث فوجئ الإسرائيليون في ظهيرة السبت الموافق السادس من أكتوبر بزلزال سماوي من خلال مئات الطائرات المصرية التي دمرت مراكز قيادته ثم الأسود الزائرة التي عبرت القناة بل وحطمت خط بارليف وأسقطت نظرية الأمن الإسرائيلية التي خدعت بها العالم أجمع. استعادت مصر العزة والكرامة العربية وكتبت تاريخاً مجيداً للعسكرية المصرية بل للعرب جميعاً الذين وقفوا متحدين في مواجهة صلف اليهود ومنعوا البترول العربي عن أمريكا وأوروبا وأمدوا الجبهة المصرية والسورية بالمال والعتاد حتي كلل الله جهودنا بنصر سوف يقف التاريخ أمامه طويلاً محللاً هذه الأحداث وتلك الخطط وكذا البراعة التي قاد بها السادات ورجاله هذه المعركة التي مهدت لإقامة سلام دائم بين مصر وإسرائيل فيما بعد من خلال اتفاقية كامب ديفيد. رحم الله السادات الذي نال الشهادة في يوم انتصاره السادس من أكتوبر عام .1981