أجمع خبراء العلوم السياسية علي ان المصالحة الفلسطينية خطوة جيدة لتوحيد الصف والقضاء علي الانقسام لابطال حجة اسرائيل في تعطيل عملية السلام لعدم وجود طرف فلسطيني موحد للتفاوض متمنيين نجاح الوساطة المصرية في اتمام المصالحة معه. الا ان نجاحها يتوقف علي جدية الفلسطينيين أنفسهم. أكد الدكتور جمال سلامة أستاذ العلوم السياسية جامعة السويس ان المصالحة الفلسطينية التي تجري حاليا تعتبر فرصة جيدة في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها الدول العربية وعدم اهتمام العالم بالقضية الفلسطينية خاصة مع دخول الجانب المصري كطرف ضاغط علي حركة فتح وحماس من أجل اتمام المصالحة والتي تبشر بالنجاح الا ان ذلك يتوقف علي الفلسطينيين أنفسهم. فالمصالحة ساهمت في عودة ممارسة السلطة الفلسطينية سلطاتها علي قطاع غزة. انما مازالت باقي القضايا ومنها أوضاع الموظفين أو العمل الاداري أو الأجهزة الأمنية لم يتم حسمها لذلك سيكون هناك مفاوضات في القاهرة الأسبوع القادم لمناقشة ذلك علاوة علي بحث ما يتعلق بالانتخابات التشريعية أو الرئاسية مشيدا بالدور المصري في تحقيق المصالحة. خطوة مهمة وقال الدكتور اكرام بدر الدين أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة ان المصالحة خطوة مهمة جاءت كنتيجة لجهود سابقة كثيرة بذلت منذ عدة سنوات كما انها بمثابة خطوة أولي لدفع عملية التفاوض للوصول لحل بين الطرف الاسرائيلي والطرف الفلسطيني. وأكد بدر الدين ان تحقيق المصالحة فيه فائدة كبيرة للشعب الفلسطيني متوقعا دفع عملية التفاوض والتوصل لحلول مرضية لجميع الأطراف كما ان مصر لها دور كبير في هذه القضية وهو أمر ليس بجديد فدورها قديم سواء علي المستوي الدبلوماسي أو المعلوماتي أو بارسال الوفود للتفاوض. وقال د.جمال زهران أستاذ العلوم السياسية بجامعة قناة السويس ان المصالحة بين الفضائل الفلسطينية شيء جيد جدا حيث يعيد للسلطة الفلسطينية لممارسة سلطاتها علي الأراضي المحررة حتي الآن في الضفة الغربيةوغزة مشيدا بالدور المصري في انهاء الانقسام الفلسطيني وتحقيق المصالحة خاصة بعدما فشلت كل من السعودية والامارات وقطر في تحقيق تلك المصالحة من قبل وما يثبت قوة الدور المصري في القضية الفلسطينية الا ان هناك مجموعة من الأسئلة مازالت تنتظر الاجابة عليها أولها مستقبل القضية الفلسطينية وماذا عن الدول الفلسطينية وعاصمتها القدس وحق عودة اللاجئين وازالة المستوطنات. وهل سوف تحقق صفقة القرن ذلك الي اننا سنكون أمام سلام منقوص يخدم اسرائيل وليس العرب؟! نتمني أن يجيء وقت السلام العادل. "مصر ودورها الضامن في المصالحة" أكد د.طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية جامعة القاهرة ان مصر بهذه الخطوة سوف تتحول من وسيط بات بين الطرفين الي ضامن لتنفيذ الاتفاق بصورة كاملة حيث ان مصر سيكون لها دور لتسليم المهام والصلاحيات للحكومة الفلسطينية مع عقد اللقاءات والاجتماعات المستمرة بين غزةوالقاهرة حتي يكتمل الاتفاق تماما. وأضاف ان أسباب نجاح هذه المصالحة يرجع الي القيادة السياسية واقتناع الرئيس السيسي بنموذج السلام الشامل بين طرف النزاع بفلسطين وأيضا نجاح الأجهزة الأمنية المصرية وخاصة جهاز المخابرات المصرية للوصول الي هذه المصالحة بقدرة ومهنية عالية.. مما يؤكد علي امكانيات ومكانة الدولة المصرية في الوطن العالم كله بل في دول العالم جميعا.. وستشارك مصر في هذه الاتفاقيات بشكل مباشر وسيكون لها دور بين فتح وحماس بمجموعات عمل ادارة المعابر والجهاز الاداري حتي تتم المصالحة بشكل متكامل يرضي جميع الأطراف. "دور مصر الريادي.." قال مصطفي بكري عضو مجلس النواب ان دور مصر المنحازة دوما للوحدة الفلسطينية والاشادات التي خرجت من الكثيرين من أبناء فلسطين تشيد دائما بدور مصر الريادي في هذه القضية.. وهو خير تعبير عن هذا الدور الذي حدث بهدوء حتي تكلل بهذا الانتصار العظيم الذي حقق مصالحة لم تكن متوقعة بين طرفي احتدت الأزمة بينهما لسنوات طويلة.. وذلك في الوقت الذي رفض الفلسطينيون كل التدخلات من قطر لشعورهم انه لا يتوافق مع الثوابت الوطنية. وأكد بكري ان دور مصر لا أحد يزايد عليه لجمع الفرقاء علي مائدة واحدة.. ولذلك ستشهد الأيام القادمة المزيد من الاتصالات والمباحثات لصدور اعلان موحد يكون بداية بمواجهة العالم بموقف فلسطيني موحد ومتفق عليه وسيكون هو بداية لحل القضية الفلسطينية.