«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"الجمهورية" ترصد أزمات الاستفتاء علي استقلال كردستان العراق
الأكراد.. التقسيم مستمر
نشر في الجمهورية يوم 24 - 09 - 2017

مهما كانت نتائج الاستفتاء الذي يجري في الخامس والعشرين من الشهر الجاري بشأن استقلال اقليم كردستان عن الحكومة المركزية في العراق. وسواء تم الاستفتاء او تأجل في اللحظات الأخيرة. سيظل هذا اليوم نقطة فارقة في تاريخ المنطقة.
لم تكن تلك المرة الأولي التي يتم فيها الدعوة للاستفتاء. حتي انه اجري من قبل وخرجت نتائجه بالموافقة عليه باغلبية شعبية ساحقة.... لكن هذه المرة الوضع يختلف لانه يأتي في توقيت حرج تواجه فيه العراق تحديات كبيرة اولها القضاء علي الإرهاب وتنظيم داعش بشكل خاص.
تكمن خطورة الاستفتاء ان المحرك الاول والمؤيد الوحيد له هي اسرائيل التي تري انه "حق شرعي" رغم منعها الفلسطينيين من حقوقهم.. دور تل ابيب ينظر بمخطط صهيوني لرسم خريطة جديدة في الشرق الاوسط تقوم علي تفتيت الدول الكبري الي دويلات رخوة يسهل التحكم فيها.
ووسط التنديد الدولي والتحركات الاقليمية الرافضة لهذا الاجراء. تصر حكومة كردستان علي الاستفتاء. ضاربة عرض الحائط بالتحذيرات من تداعيات سلبية له سواء في الداخل العراقي او في المنطقة. اضافة لما قد ينتج عنه من خسائر اقتصادية فادحة.
لم يعد بوسع المجتمع الدولي فعل شيء سوي الانتظار ليوم الاستفتاء وترقب نتائجه وعواقبها.. فالاكراد اقلية "كبيرة" ولهم دور مهم في المنطقة. ولكن هل استقلالهم في دولة منفصلة سيحقق حلمهم. ام انه سيضعهم في مواجهة مصير مجهول. مثلما حدث من قبل مع حركات انفصالية حصلت علي استقلالها ولكنها لم تجن منه سوي علم ونشيد؟.
نزعات الاستقلال ترسم حدود العالم من جديد
مي خالد
تاريخيا ظهرت الحركات الانفصالية أو الاستقلالي قبل الحركات الجهادية حين وجَدت الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاءها في التوحيد بين الانفصاليين والاسلاميين قوة كبري لضرب الاتحاد السوفيتي وتفكيكه فكانت نشأة تنظيم القاعدة وحركة طالبان في أفغانستان والجماعات الأصولية في الشيشان. وصولا الي نموذج داعش وما يجري في العراق وسوريا اليوم وأيضا الحركات الاسلامية الانفصالية في مالي وأفريقيا عموما.
وادراكا لحقيقة أن الارهاب والتطرف والحركات الانفصالية تشكل تهديدا للسلام والأمن وتطوير علاقات الصداقة والتعاون الدولي. يحذّر مختصون من أن الحركات الانفصالية ستفرض. في ظل ما يجري في العالم اليوم. اقامة دويلات جديدة وحدود اضافية علي خارطة العالم. الأمر الذي سيزيد من عزل بعض الأقاليم والدول الحديثة ويكون دافعا للصراعات الحدودية والحروب علي الطاقة الموارد و عدم الاستقرار الدولي.
ويستبعد أن يعقب الاستفتاء المزعم يوم 25 من الشهر الجاري اعلان دولة كردستان. لأن استقلال أي دولة يجب أن يمر بعدة مراحل من ضمنها التفاوض مع الدولة العراقية. والمرحلة التالية موافقة الدول الكبري والأمم المتحدة. وهو أمر يتطلب بعض الوقت.
واشتدت حدّة النزعة الانفصالية حينما انفصلت كوسوفو عن صربيا سنة 2008 ثم انفصل جنوب السودان عن شماله في 2011 واليوم تتغذي هذه الحركات من الأزمات السياسية والاقتصادية التي تمرّ بها بلادها والعالم.
وقد جاء انفصال كوسوفو وجنوب السودان ليثير تساؤلات حول مدي تعميم هذين النموذجين علي بقية الحركات الانفصالية المختلفة في دول العالم وتأثير ذلك علي الاستقرار الدولي الهش وعلي الشعوب التي تعيش في تلك الدول التي لا تنعم بأي حقوق. أقلها جيش قوي يستطيع الدفاع عنها.
وفي هذا الصدد يقول الباحث السياسي السينغالي جوبيتر ندياي أنه أينما توجد حركات انفصالية توجد دول منافسة تقدم الدعم لها لأسباب تتعلق بالمكانة والموقع الجيوسياسي من خلال سياسة الارشاء والدعم المالي والعسكري واللوجستي كما هو الحال في الاستفتاء علي استقلال اقليم كردستان والدعم الاسرائيلي الأوحد الذي يحظي به.
ونجد أن مشكلة الانفصال أو الاستقلال تبدأ باضطرابات في العلاقة بين السلطة المركزية وأحد اجزاء الاقليم حيث يعمد سكانه الي مقاومة سلطات الدولة في ذلك.
وهنالك اربع احتمالات لنتائج هذه الاضطرابات أولها أن تعمد السلطة المركزية الي أجهاض الحركة الانفصالية بكل الوسائل بما في ذلك استخدام القوة المسلحة لأعادة الأمور الي طبيعتها. مثل الحرب التي شنتها القوات الفدرالية الأمريكية سنة 1961 ضد الانفصاليين في الجنوب والتي انتهت ببقاء الاتحاد الفدرالي. والحرب التي شنتها القوات الحكومية اليمنية في سنة 1994 ضد انفصال الجنوب في اليمن وانتهت بتثبيت الوحدة.
والاحتمال الثاني أن يخفق الانفصاليون في استكمال العناصر اللازمة لقيام الدولة اما نتيجة رفض الدولة الأم منحهم حق تقرير المصير أو بسبب عوامل داخلية تتعلق بانعدام التجانس والانجسام بين المكونات الاجتماعية
والاحتمال الثالث أن توافق السلطة المركزية علي منح ذلك الجزء حق الاختيار بين البقاء ضمن وحدات الدولة أو الاستقلال مما يؤدي الي نشوء دولة معترف بها مثل انفصال سلوفاكيا عام 1992 بعد أكثر من ثلاث سنوات من المفاوضات بين التشيك.
أو أن يسيطر الانفصاليون علي جزء بفعالية مثل انفصال الجزء الشرقي من باكستان عام 1970 ليتحول بعد انفصاله الي دولة جديدة هي بنجلاديش .
والاحتمال الرابع أن يتمكن طالبي الاستقلال من السيطرة علي زمام الأمور في ذلك الجزء من الاقليم ثم يعلنون الانضمام الي دولة أخري. كما فعلت الاقلية التركية في قبرص التي انضمت الي تركيا وكذلك سكان أوقادين في اثيوبيا بالانضمام الي الصومال. كما ظهرت حركة انفصالية في جزر القمر تطالب بالانضمام الي فرنسا.
في ذات السياق. تؤكّد الدراسات والتحاليل الخاصة بقراءة ظاهرة تصاعد النزعات الانفصالية اليوم علي أن المصالح الاقتصادية والاستراتيجية بصدد رسم حدود العالم من جديد. وذلك وفق خطّتين رئيسيتين» الخطة الأولي عبر تغذية الصراعات الطائفية وزرع بذرة الارهاب في بعض الدول الاستراتيجية. علي غرار ما يجري في الشرق الأوسط حالياً. والخطة الثانية تقوم علي دعم الحركات الانفصالية واللعب علي وتر مبدأ حق تقرير المصير علي أساس أنه حق ينادي به الميثاق العالمي لحقوق الانسان.
وأكد الباحث السياسي جوبيتر ندياي أن مبدأ تقرير المصير منفذ تستعمله القوي الكبري لتقسيم الدول وتفتيتها وفق مصالح خاصة. لكن في مقابل هذا المبدأ يوجد مبدأ آخر أكثر عقلانية وأمنا علي الدولة المعنية وعلي العالم بأسره. وهو مبدأ الحكم الذاتي.
وتعد مشكلة جنوب السودان الذي انفصل عن السودان عام 2011 تحت رعاية اسرائيلية من أكبر الأمثلة التي كانت سببا في الحرب في هذه المنطقة التي تعد من أطول الحروب الأهلية في افريقيا والعالم في العصر الحديث.
فقد استمرت تلك الحرب نحو نصف قرن من الزمان وخلفت نحو مليوني قتيل وأضعاف هذا العدد من اللاجئين والمشردين والنازحين.
وقريبا وبالتحديد في الأول من شهر أكتوبر القادم سينظم استفتاء في اقليم كتالونيا الذي يشهد حركة انفصالية كبيرة. في تحد لمدريد التي تعارض مثل ذلك التصويت.
وتطالب كتالونيا التي حصلت علي حكمها الذتي منذ عام 1931 ويسعي المسئولون السياسيون المطالبون بالانفصال في المنطقة الواقعة شمال شرقي اسبانيا منذ سنوات للحصول علي موافقة الحكومة المركزية الاسبانية لإجراء تصويت. كاستفتاء اسكتلندا عام 2014 علي الانفصال عن بريطانيا. الذي جاءت نتيجته الرفض.
"تل أبيب" المحرك الأكبر للاستفتاء
إسرائيل تستخدم الورقة الكردية لمواجهة النفوذ الإيراني
حازم سمير
يبدو أن منطقة الشرق الأوسط علي أعتاب توترات جديدة حتي بعد قرب الإعلان عن الانتصار علي تنظيم داعش الإرهابي . حيث مازالت بعض الدول الإقليمية تستغل عدد من الجماعات المسلحة التي تحارب بالوكالة عنها من أجل تحقيق نفوذ سياسي أو اقتصادي . فالجميع اتفق علي محاربة الإرهاب لكن لكل فصيل أجندته الخاصة التي يخفي وراءها توجهاته الإقليمية التي رسمتها قوي الشر بعناية من أجل تقسيم كعكة الشرق الأوسط الغنية بالخيرات.
في الفترة الأخيرة دخل الأكراد اللعبة السياسية بمنحهم دور يتمثل في التصدي للطموحات الإيرانية في المنطقة خاصة بعد نجاح قوات البشمركه التابعة لهم في طرد داعش من الشمال العراقي.
برز هذا الدور بشكل واضح عندما شعر الاسرائيليون بتزايد خطر النفوذ الإيراني الذي بدأ يتوغل في العراق وسوريا من خلال جماعاته المسلحة الممثلة في حزب الله والحرس الثوري مما جعل الدولة العبرية تفكر في الأكراد كحائط صد ضد التوسعات الإيرانية في الشرق الأوسط.
دعّم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو حق الأكراد "الشرعي" في اقامة دولتهم المستقلة في شمال العراق وذلك في تصريحات أدلي بها أثناء زيارته للأرجنتين مؤخرا.
أثارت التصريحات حفيظة أنقره التي تربطها اتفاقيات تعاون في الغاز مع تل أبيب . لكن في محاولة منه الحفاظ علي هذه العلاقة ذكر نتنياهو أن اسرائيل مازالت تعتبر حزب العمال الكردستاني جماعة ارهابية وفقا لتصنيف أنقرة.
لكن واصلت تركيا الهجوم علي اسرائيل حيث تحدثت عن صفقة سرية بين نتنياهو ومسعود بارازاني رئيس إقليم كردستان بإعادة توطين أغلبية اليهود الأكراد الي الإقليم بعد أن هاجروا إلي الأراضي الإسرائيلية منذ حوالي 70 سنة.
قالت صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" نقلا عن موقع "المونوتور" الاخباري أن حوالي 200 الف كرديپمن أصل يهودي هاجروا إلي الدولة العبرية بعد تأسيسها وحسب الصفقة من المفترض أن يتم ترحيلهم إلي كردستان الأمر الذي رفضت وزارة الخارجية الإسرائيلية التعليق عليه .
كما أعلنت وزيرة العدل الإسرائيلية . ايليت شاكيد . عن دعمها لاستفتاء كردستان بشأن الانفصال عن العراق الخطوة التي تعارضها تركيا بشدة والتي خاضت فيها أنقره حروب علي مدي عقود ضد حزب العمال الكردستاني الذي وضعته حكومة أردوغان علي قوائم الإرهاب داخل البلاد.
والجدير بالذكر أن الأكراد العراقيين مهتمين بالدعم اليهودي لإجراء الاستفتاء لأن جماعات الضغط اليهودية في الولايات المتحدة ستؤثر بشكل كبير علي موافقة الأمريكان ومن هنا سيكون الإجراء مدعوم من طرفين كبيرين ولا أحد يستطيع الوقوف ضده.
ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية علي لسان أحد كتابها . أن استقلال إقليم كردستان عن الأراضي العراقية يمكن أن يحقق عدد من المكاسب لإسرائيل . منها أن كردستان ستكون صداع في رأس إيران وغيرها من الأعداء المحتملين كالعراق وسوريا.
كما تطرق الكاتب الي العلاقات التركية-الاسرائيلية قائلا أنه علي الرغم من استعادة التعاون الدبلوماسي بين البلدين بعد ابرام اتفاقات في قطاع الطاقة إلا أن الطريق مازال طويلا من أجل احداث طفرة أكثر اثمارا .. فاسرائيل بحاجة الي تفاهم مع الأتراك بشأن وضع الأكراد في هذه المنطقة الذين يرتبطون أيضا مع اسرائيل بمصالح في قطاع البترول.
تعتبر تل أبيب الطموحات الإيرانية في المنطقة تهديدا للأمن القومي في ظل عدم تعهد موسكو بالضغط علي الميليشيات الإيرانية بالانسحاب من الأراضي السورية وتهديدها باستخدام حق الفيتو لوقف أي قرار يصدره مجلس الأمن بشأن اعتبار حزب الله منظمة ارهابية . كما أن عدم صرامة الموقف الأمريكي تجاه ايران ووكيليها حزب الله والحرس الثوري خاصة في لبنان ومرتفعات الجولان بسوريا جعل اليهود يفكرون في حلول فعالة أخري كقضية كردستان.
أوضحت صحيفة بلومبرج الأمريكة أن الولايات المتحدة تري أن الأكراد عنصر مثالي في المنطقة لكنه علي الرغم من ذلك نصحت ادارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حكومة كردستان بالعدول عن فكرة الإستقلال.
تري واشنطن - حسبما ذكرت بلومبرج علي لسان مسئولين أكراد وأمريكان لم تسميهم - أن الإعتراض الأمريكي جاء فقط بسبب التوقيت . حيث تري الإدارة الأمريكية أن العراقيين مقبلين العام القادم علي انتخابات في البلاد وأن الإستفتاء الكردي سيضعف من جبهة رئيس الوزراء العراقي حيدر البغدادي حليف الولايات المتحدة في حربها ضد داعش.
في نفس الوقت أشار مايكل روبين الخبير الأمريكي في شئون الأكراد لنفس المصدر أن مدينة كركوك والمناطق التي سيجري فيها الإستفتاء جميعها متنازع عليها سواء من جانب حكومة بغداد أو الدول المشتركة معها في الحدود وبالتالي سينشأ صراع وستدخل منطقة كردستان علي الفور في حرب إذا أصبحت مستقلة .
لم تكن الحكومة العراقية وحدها رافضة للاستفتاء بل ينضم إليها تركيا وإيران وسط مخاوف من كلاهما بأن يكون هذا الإجراء البداية لطموحات انفصالية أخري لفصائل الأكراد في بلدانهم الذين يشكلون حوالي 75% من أكراد الشرق الأوسط.
ذكرت صحيفة هآرتس الأسرائلية أن رئيس أركان الجيش الإيراني . محمد حسين باقري . قام بزيارة نادرة الي أنقره لمناقشة الملف الكردي وكيفية تنسيق الجهود للوقوف ضد انفصال كردستان عن العراق.
وتحدث أردوغان عن إمكانية القيام بإجراء تركي- إيراني مشترك ضد استقلال الأكراد في العراق كما حذر حكومة بغداد بأن هذا الاستفتاء سيكون له ثمن.
و تطرقت هآرتس أيضا الي أن إيران تري في الأكراد خطورة كبيرة علي طموحاتها التوسعية في الشرق الأوسط فأكراد العراق يسيطرون علي المناطق الحدودية الرئيسية مع إيران وسوريا بينما لطهران خطة للهيمنة عليها عن طريق إنشاء ممر أرضي من إيران الي البحر المتوسط لكي يربط بين العراق وسوريا ولبنان وهذا بالتأكيد سيعوق تحرك المليشيات الإيرانية في المنطقة.
إقالة زيباري تشعل الأزمة بين بغداد وأربيل
السفير الغمراوي: قضية قديمة لتفتيت المنطقة
سلوي عزب
بدأت أزمة مطالبة الاكراد بإجراء استفتاء من أجل الانفصال بعد قيام البرلمان العراقي بسحب الثقة من وزير المالية هوشيار زيباري المسؤول الكردي البارز في حكومة بغداد بسبب خروقات ادارية ووجود فساد مالي و اداري حيث شغل لأكثر من عشر سنوات منصب وزير الخارجية العراقي في حكومة نوري المالكي وهو من قيادات الحزب الديمقراطي الكردستاني وخال رئيس وزراء منطقة كردستان العراق مسعود البرزاني فبعد استجوابه فيما يتصل بمزاعم بالفساد وإساءة استغلال الأموال العامة وهي اتهامات ينفيها بل وهاجم في مؤتمر صحفي رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بأنه يقف وراء الاطاحة به حيث لا يزال المالكي الذي حل محله حيدر العبادي في منصب رئيس الوزراء عام 2014 واحدا من أكثر الشخصيات نفوذا في البلاد ووصف زيباري استجوابه من قبل البرلمان بأنه إجراء انتقامي وذو دوافع سياسية .
هناك شكاوي كثيرة قدمتها احزاب كردية عن وجود عمليات تصدير للنفط دون معرفة وارداتها اين تذهب في وقت يعاني ابناء الشعب الكردي من وضع مادي صعب منذ فترة ليست بالقصيرة وهو ما يؤكد اطماعهم في مناطق انتاج البترول في الموصل .
وفي وقت سابق طلب فيه حيدر العبادي رئيس الحكومة العراقية من البيشمركة الانسحاب من المناطق التي استعادتها من داعش في نينوي. فيما أكدت وزارة البيشمركة في إقليم كردستان العراق أن "قوات البيشمركة لن تنسحب من المناطق التي تم تحريرها."
كما أعلن إقليم كردستان العراق أن البيشمركة لن تكون تحت أمرة الحكومة العراقية وسيطرتها وعلاقة بغداد وأربيل يسودها التوتر منذ تم تأجيل تنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي نهاية 2007. وزادت العلاقة توترا بعد نقض نوري المالكي اتفاقية أربيل 2010. ثم ازداد التوتر أكثر بعد سقوط نينوي بيد "داعش" في يونيو 2014.
وربما بلغ التوتر مداه حين أعلن مسعود بارزاني أن "دخول قوات البيشمركة إلي محافظة كركوك أنهي المادة 140 من الدستور العراقي الخاصة بالمناطق المتنازع عليها بعد انسحاب قطعات الجيش منها وسيطرة "داعش" عليها ولذا فأنه بعد تحرير نينوي تقف العراق أمام تسوية قضية كركوك أيضا وهي المنطقة التي تضم ثلث بترول العراق.
يقول السفير احمد الغمراوي مساعد وزير الخارجية الاسبق ان المشكلة الكردية قديمه ويتم استغلالها بأستمرار وفي الفترة الحالية هي ضمن المخطط الكبير لتفتيت المنطقة وتتجسد المخاوف من اعلان الدولة الكردية وان تضمن المناطق الكردية في تركيا وايران والعراق وسوريا ومن المعروف ان المناطق الاعلي كثافة في تركيا ويأتي تواجدهم في العراق في المرتبة الثانية وفي ايران الثالثة وفي سوريا الرابعة من حيث التعداد السكاني والاكراد دائما ما يتم استغلال حلمهم بتكوين قومية وأول من قام باستغلال هذا التوجه هو الكيان الصهيوني حيث قاموا بتدريب الاكراد وارسال بعثات دراسية ومدهم بالسلاح خاصة في العراق وتاريخهم يؤكد هذا حيث امتدت الحرب بين الاكراد في شمال العراق وبين الحكومة العراقية ايام الملا مصطفي البرزاني وهو والد الرئيس الحالي لكردستان حيث اشعل الثورة ضد النظام وترتب علي ذلك استنزاف الدم والاموال لان الملا كان قبائلي وفي ذلك الوقت اتصل الرئيس السابق صدام حسين حينما كان في منصب نائب الرئيس العراقي بشاه ايران وتم توقيع اتفاقية في القمة العربية بالجزائر بعدم مد ايران الاكراد بالسلاح مقابل التنازل عن شط العرب وكانت احد السقطات الكبيرة التنازل عن هذه المنطقة وعملت المخابرات الامريكية آنذاك وابان حكم صدام بإعطاء معلومات بأن ايران في اسوأ حالاتها بعد الثورة الايرانية وان هذه هي الفرصة لاسترداد شط العرب .
خلاصة الكرد
الجيلاني.. الأيوبي.. بن تيمية أشهرهم
يمتلكون احتياطات هائلة من النفط واليورانيوم والذهب
مروة شعلان
من غير الواضح تمامًا حتي اليوم أصل الكلمة ¢أكراد¢ ومع ذلك. يعتقد الكثيرون أنّ اسم "أكراد" كان موجودًا علي مدي مئات السنين حتي قبل تشكّل الأكراد كمجموعة عرقية كان المعني الأصلي للمصطلح هو: قبائل إيرانية بدوية. وكان الاستخدام الأول للكلمة باللغة الفارسية الوسطي. التي كانت سائدة في عهد الإمبراطورية الساسانية. ومن هناك توالت إلي العربية منذ الأيام الأولي للإسلام.
و حسب المؤرخ الكردي محمد أمين زكي في كتابه ¢خلاصة تاريخ الكرد وكردستان¢ يتألف من طبقتين من الشعوب. الطبقة الأولي التي كانت تقطن كردستان منذ فجر التاريخ ¢ويسميها زكي¢ شعوب جبال زاكروس¢ وهي وحسب رأي المؤرخ شعوب ¢لولو. كوتي. كورتي. جوتي. جودي. كاساي. سوباري. خالدي. ميتاني. هوري. نايري¢ وهي الأصل القديم جدا للشعب الكردي والطبقة الثانية: هي طبقة الشعوب الهندو- أوربية التي هاجرت إلي كردستان في القرن العاشر قبل الميلاد. واستوطنت كردستان مع شعوبها الأصلية وهم ¢ الميديين و الكاردوخيين
الاكراد هم أكبر أقليّة في العالم. حيث يترواح عددهم ما بين عشرين وثلاثين مليونا. ويعدون رابع أكبر مجموعة عرقية في الشرق الأوسط و العدد الكلّي للأكراد في العالم غير معروف. ويقدّر بعشرات الملايين. تتحدث التقديرات الأكثر تواضعًا عن وجود بين 25 إلي 30 مليون كردي. ولكن هناك من يزعم أنّ عددهم الحقيقي يصل إلي 40 مليون أو أكثر.
تضم هذه الأقليّة العديد من العظماء أمثال الامام عبد القادر الجيلاني المولود في قرية الجيل بين جلولاء وخانقين وصلاح الدين الايوبي المولود شمال تكريت والامام ابن تيمية المولود شمال سورية. يمتلك الأكراد دولةً ليست مستقلّة بشكلي تام. وتُسمّي دولتهم ¢كردستان¢. والّتي تقع بين العراق وتركيّا وسوريا وإيران. ولها حدود مع هذه الدّول الأربع. مع العلم بأنّ الأكراد يتواجدون في هذه الدّول كأقليّات رغم كثرتهم فيها. وكلّ دولة من هذه الدول لها ما يُسمّي كردستان» فهناك كردستان العراق. وكردستان إيران. وكردستان سوريا. وكردستان تركيّا» لكن العراق وإيران تعترفان بها أمّا سوريا وتركيا فلا تعترفان بها. كما أنّ الأكراد ينتشرون في دولي أخري غير هذه الدّول.
كانت تستخدم في زمن الدولة العثمانية عبارة ¢كردستان¢ كنايةً عن المساحة الجغرافية التي يعيش فيه الأكراد. وبعد أن وافقت القبائل الكردية علي الانضمام إلي الدولة العثمانية. ضمن ولاية ديار بكر أُعطِيت 11 منطقةً لإدارة القصر العثماني وأعطيت 8 مناطق للقبائل الأكراد. پ
الغالبية العظمة من الأكراد هم مسلمون سنّة. ولكن ليس جميعهم. وفقًا للتقديرات. فإنّ 85% من الأكراد هم مسلمون. من بينهم نحو 65¢ من السنّة. في الواقع. فالأكراد هم المجموعة السكانية السنية الأكبر والوحيدة التي تعيش في إيران. 10% منهم مسلمون شيعة. وهم يتركّزون بشكل أساسي في محافظتي كرمانشاه وعيلام. ويأتي الأكراد الآخرون من أديان مختلفة بما في ذلك اليزيديون. الأرمن. الآشوريون. النساطرة واليهود.
تعتبر طبيعتها رائعة حيث فيها الجبال. والحقول. والأنهار. والبحيرات. والينابيع. وتغطّيها الغابات كما أنّ طبيعة أرض كردستان الخصبة جعلت غالبيّتهم يعملون في الزراعة.
تمتلك هذه البلاد العديد من الثّروات المعدنيّة. ومن أهمّها النفط. وتعتبر حقول كركوك هي أكبر الحقول والّتي ترفد العراق بالكثير من النّفط . إذ إن كردستان تقع علي مقربة من أغني حقول البترول في العالم» حيث يقدر احتياطي النفط في كردستان ككل بأكثر من خمسة وأربعين مليار برميل. أي أكثر من احتياطي الولايات المتحدة.
وبجانب النفط يوجد الكثير من المعادن المهمة. مثل: الكبريت. والفوسفات. واليورانيوم. والذهب. والنحاس. والفضة. والحديد. والرصاص. والزنك. والنيكل. والرخام. والمرمر.
موقع فرنسي: سلاح واشنطن الشامل.. لزعزعة استقرار المنطقة
نهلة صلاح
كان تاريخ الشعب الكردي غامضاً ومبهماً ولم تتطرق اليه الكثير من وسائل الاعلام علي مدار عقود طويلة الا انه منذ الغزو الامريكي للعراق بدأ رجال السياسة في الولايات المتحدة التطرق الي قصة الاكراد وذلك في محاولة منهم لايجاد صيغة شرعية لسيساستهم وذلك كما جاء بمقال بموقع فولتير الفرنسي تحت عنوان "الكرد سلاح واشنطن الشامل لزعزعة الاستقرار في الشرق الاوسط".
قال المقال انه منذ الاجتياح الامريكي لسوريا قامت واشنطن وحليفتها اسرائيل بمساندة الشعب الكردستاني حيث زودتهم اسرائيل بمبلغ 3,84 مليار دولار مقابل الحصول علي البترول وهو الذي يصب في المصلحة السياسية والاقتصادية للجانبين.
واضاف الموقع انه في عام 2015 نشرت الفايننشال تايمز في تقرير لها ان 77% من امدادات البترول لاسرائيل مصدره كردستان العراق بما يعادل 19 مليون برميل. وان ثلث هذه الواردات البترولية تأخذ الطريق البحري عن طريق ميناء جيهان التركي وصولا الي اسرئيل .
وفي عام 1996 انتقد وزير الدفاع العراقي انذاك سلطان هاشم أحمد تطلع كرد العراق لتأسيس ما اسماه ب "اسرائيل الثانية" في الشرق الاوسط كما اتهم القوي في الغرب والشرق علي حد سواء بمساندة المتمردين الكرد وتشجيعهم علي اقامة دولتهم تماما كما حدث عام 1948 مع اسرائيل.
وفي عام 2007 صرح احد الخبراء التابعين للامم المتحدة انه يتم استخدام الاكراد منذ زمن بعيد في الصراعات الاقليمية واليوم اصبحوا مصدر ضغط في حرب الهيمنة علي الشرق الاوسط الدائرة بين الولايات المتحدة وايران.
ويشير موقع فولتير إلي أنه في عام 1973 قام الرئيس الامريكي ريتشارد نيكسون ووزير خارجيته هنري كيسنجر وبمساعدة المخابرات المركزية الامريكية بمساندة الاكراد في شمال العراق للانقلاب علي الرئيس صدام حسين الا ان الولايات المتحدة تراجعت بعد تسوية صدام حسين وشاه ايران لخلافاتهم تاركين بالتالي الاكراد لمصيرهم المظلم.
وفي حرب الخليج وبعد احتلال العراق للكويت عام 1990 نادي جورج بوش الأب الاكراد والمجتمع الشيعي في جنوب العراق بالقيام بثورة ضد صدام حسين وبعد التحرير سمح لصدام حسين بالاحتفاظ بطائرات الهليكوبتر التي استخدمها للقضاء علي انتفاضات الكرد والشيعة بالتالي دفع الكرد ثمن ولائهم للولايات المتحدة ولكن مع بعض الاملائات الامريكية فيما يخص العلاقة مع ايران الغريم الاكبر لواشنطن في المنطقة.
ووسط ادعاء الغرب بأن الاكراد من ضمن المحاربين الذين يتصدون لمحاربة داعش في الشرق الاوسط يتساءل كاتب المقال عن حجم المجازر التي ارتكبها الاكراد ضد الشعب السوري.
وينبه التقرير الي ان نسبة كبيرة من الاكراد مندمجين في المجتمع الذي يعيشون فيه بل ويرفضون دعوات الانفصال التي يطلقها البعض حيث ان اهتماماتهم فقط سياسية تخص البلد الذي يعيشون فيه فهم لا يطمحون في اقامة مستقلة تحيطها 4 مما جعل هذه الفئة التي ترفض الاستقلال تعيش حالة من الاضطهاد نتيجة لرفضهم مساندة مشروع الدولة المستقلة.
بالتالي فان الغالبية العظمي من اكراد شمال العراق يرفضون الاستفتاء الذي دعت اليه كردستان خوفا من تفاقم المشكلة الحالية وكانت سارة عبد الواحد زعيم الاغلبية الكردية في البرلمان العراقي قد صرحت في مؤتمر صحفي ان هذا الاستفتاء لا يعبر عن طموحات الشعب الكردي كما ان الولايات المتحدة وجيران العراق انفسهم بما فيهم تركيا وايران وسوريا يعارضون تقسيم العراق.
مواقف دولية متباينة من استفتاء كردستان
"المصالح" كلمة السر في الموافقة أوالرفض لاستقلال الإقليم
محمد محمود زكي
بين مؤيد ومعارض داخليا واقليميا ودوليا.. تكمل حكومة إقليم كردستان العراق خطواتها نحو الاستفتاء علي الاستقلال من الحكومة العراقية والانفصال عنها في الخامس والعشرين من الشهر الجاري.
الإقليم يتمتع بإدارة ذاتية منذ عام 1970 حصل عليها بمقتضي اتفاقية أنهت حالة الحرب بين المعارضة الكردية والحكومة العراقية.وفي عام 1991 أصبح الحكم الذاتي للإقليم أمرا واقعا بعد أن فرضت قوات التحالف الدولي حظرا جويا شمال العراق خلال حرب الخليج الثانية. وبإقرار دستور عراقي جديد عام 2005 أصبحت منطقة كردستان العراق كيانا اتحاديا ضمن حدود الدولة.
في الداخل العراقي انقسمت الأحزاب الكردية حول إجراء الاستفتاء والذي من المقرر أن يجري في أربعة محافظات ثلاثة تتبع كردستان العراق وهي أربيل ودهوك والسليمانية وكذلك محافظة كركوك المتنازع عليها بين بغداد وأربيل. والتي تسيطر عليها قوات البيشمركة.
منذ الإعلان عن الاستفتاء ظهر جناحان داخل الحزب الديمقراطي الكردستاني وجدد المشاكل الداخلية في حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة الرئيس العراقي السابق جلال طالباني وهما أكبر حزبين في الإقليم.
انقسم الحزب الديمقراطي الكردستاني إلي جبهتين الأولي تضم مسعود بارزاني ونجله مسرور مسئول الأمن في الإقليم. وسكرتير الحزب فاضل ميراني وهذه الجبهة تؤيد إجراء الاستفتاء والانفصال تماما عن العراق وتعتبرها فرصة لن تتكرر.
الجبهة الثانية تضم رئيس حكومة الإقليم نيجيرفان بارزاني ونواب أكراد في البرلمان الاتحادي وآخرين أعضاء في برلمان الإقليم وهذه الجبهة تريد البقاء ضمن العراق الموحد وأن يكون الاستقلال اقتصاديا فقط علي أن يتم التفاهم مع الحكومة العراقية لاحقا.
أما في بغداد فتقف حكومة حيدر العبادي لتلك الخطوة بالمرصاد فهي تسعي بشتي الطرق إلي عرقلتها لان الخسارة لن تكون بانفصال جزء من الأراضي العراقية فحسب بل هناك خسارة اقتصادية اذ ستحرم حكومة بغداد من النفط الموجود بهذا الإقليم لانه يتمتع باحتياطي كبير.
منذ أيام صوت البرلمان العراقي علي رفض استفتاء علي استقلال كردستان . وبإلزام رئيس الوزراء باتخاذ كافة التدابير التي تحفظ وحدة البلاد واعتبر رئيس البرلمان العراقي سليم الجبوري أن عملية التصويت تؤكد "حرص مجلس النواب علي وحدة العراق ترابا وشعبا.
إقليميا فان أول الدول الرافضة للاستفتاء هي تركيا اذ انتقد رئيسها رجب طيب أردوغان قرار سلطات اقليم كردستان العراق . بينما وصف رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم خطة أكراد العراق بأنها غير مسئولة بدعوي أن المنطقة بها ما يكفي من المشاكل.
تركيا ترفض منح القومية الكردية حق تقرير المصير سواء أكراد العراق أو سوريا أو حتي أكراد إيران فعلي الرغم من العلاقات الصراعية بين تركيا وحزب العمال الكردستاني التركي المعارض إلا أنها تحافظ علي علاقات انفتاح مميزة مع إقليم كردستان العراق.
كما اتجهت أنقرة إلي تنسيق الجهود مع منافستها الإقليمية إيران في هذا الشأن مستفيدة من رفضها أيضا للخطوة الكردستانية العراقية حيث أرسلت أنقرة لطهران رسالة تعلمها برفضها رفع علم كردستان فوق مباني محافظة كركوك التي تتميز بتنوع مكوناتها الاجتماعية ما بين أكراد وعرب وتركمان. وتري في ضمها لإقليم كردستان مؤشرا علي تآكل هويتها الاجتماعية والثقافية بالإضافة إلي تخوفها علي وضع الأقلية التركمانية فيها كما أعلنت تركيا رفضها أيضا للاستفتاء علي مصير الإقليم واعتباره خطا أحمر للأمن القومي التركي وللسياسة الخارجية التركية لا يجب علي أكراد العراق تجاوزه.
أما علي الصعيد الدولي . فقد أصبح الأكراد سواء في العراق أو سوريا حلفاء فعليين للولايات المتحدة والتحالف الدولي لمحاربة تنظيم داعش الأمر الذي دفعهم إلي الربط بين تطلعاتهم في تكوين كيانات كردية في العراق وسوريا وبين احتياج القوي الدولية لدورهم العسكري في محاربة الإرهاب أي رغبتهم في الحصول علي مقابل نظير اصطفافهم في خدمة القوي الدولية في هذا الشأن.
لكن المجتمع الدولي لايهمه الأمر إطلاقا سواء اتحدت الدول العربية أو اصبحت دويلات فكل ما يشغله مصالحه الاقتصادية والسياسية في نفس الوقت ويسعي إليها بغض النظر ن الطرف الآخر أو كينونته.
الولايات المتحدة وألمانيا وروسيا وإيران وتركيا والاتحاد الأوربي أعلنوا جميعا رفضهم إجراء الاستفتاء وحذروا الأكراد من احتمال إشعال فتيل أزمة جديدة في المنطقة. فيما كانت إسرائيل الدولة الوحيدة التي دعمت إجراء استفتاء الانفصال لكن في الوقت نفسه فان هذه الدول اذا رأت أن مصالحها تتوافق مع الاستقلال فان وجهة نظرها ستتغير علي الفور مثلما فعلت روسيا اذ أعلنت رفضها الاستقلال لكنها قالت أن من حق الاقليم الحصول علي حكم ذاتي.
نفط كركوك.. أول أزمة متوقعة
الخسائر الاقتصادية لانفصال كردستان تتعدي حدود العراق
مني زين العابدين
يخطو اقليم كردستان العراق خطوات ثابتة نحو استفتاء شعبي للاستقلال عن العراق. وتشكيل دولة مستقلّة مما قدر يؤثر علي الاقتصاد العام علي العراق ككل وليس فقط علي هذا الاقليم.
يسعي الاكراد الي الانفصال ولكن بشروطهم وأهمها عدم التنازل عن المناطق المتنازع عليها مثل كركوك . فهناك صراع دائم بين ارابيل و بغداد بسبب المدينة الغنية بالبترول .. في عام 2014 اصبحت حقول البترول في كركوك تحت سيطرة كردستان العراق بحجة أنها أنقذتها من طموح داعش للاستيلاء عليها. فيما تقول الحكومة المركزية في بغداد إن دوافع أربيل للسيطرة علي كركوك هو تعويض نقص المخصصات المالية للإقليم.
ولجاء أكراد الاقليم الي الاستقلال الاقتصادي باعتبار أنه البوابة الوحيدة لضمان الانفصلال بعد ان ضيقت عليهم الحكومة المركزية في العراق الخناق الاقتصادي .. حيث وصل عدد الشركات الدولية العاملة 40 شركة. هذا في الوقت الذي تصل فيه الاحتياطات النفطية والمخزون الاستراتيجي من الغاز الطبيعي الي احتياطي 45 بليون برميل من البترول . ومن100 الي 200 تريليون متر مكعب من الغاز الطبيعي. وهذه الأرقام تبين استقلال الاقليم منذ تسعينيات القرن الماضي.
و لكن تلك الانجازات الاقتصادية تبخرت فعاني الاقليم من ازمة اقتصادية خانقة منذ أكثر من ثلاث سنوات بعد أن قطعت بغداد نسبة ال 17% من عائدات النفط المخصصة بموجب الدستور لإقليم كردستان. وكذلك تقليص حصتها من الميزانية العامة للدولة" بسبب تشييد كردستان خط أنابيب يصل إلي تركيا ورفض الاقليم دفع مستحقات النفط الي بغداد. مما انعكس سلباً علي الوضع الإقتصادي والإستثماري في كردستان وأدي إلي تعطيل الكثير من المشاريع في مجالات شتي في مقدمها الإعمار والإسكان.
كشفت مجلة الايكونوميست البريطانية. ان عائدات البترول أقل بما يعادل 17% من الميزانية التي كانت تخصصها الحكومة العراقية المركزية لكردستان و بالتالي تواجه الحكومة في إقليم كردستان نقص في الأموال. . وذلك بسبب تراجع أسعار النفط والتكلفة الباهظة للحرب ضد تنظيم داعش واستضافة 1.8 مليون لاجئ.
كما أشارت صحيفة الواشنطن بوست الأمريكية إلي أن الجوانب الاقتصادية السلبية لانفصال كردستان عن العراق لن تكون واضحة لعدة اعتبارات» أهمها أن حكومة الإقليم لم تقدم منذ عام 2015 وإلي اليوم أي كشف بحساباتها لبغداد. وخاصة تلك التي تشمل الإيرادات والتحصيل الجمركي.
ويبلغ حجم الاقتصاد العراقي مجملاً نحو 223 مليار دولار. حسب إحصائيات عام 2015. وهو يعتمد اعتماداً كلياً علي البترول . حيث يشكل 95% من إجمالي دخل العراق وبلغت الميزانية العراقية عام 2016 نحو 90 مليار دولار. بعجز يُقدّر ب 21 ملياراً.
ستكون الآثار الاقتصادية السلبية علي حكومة الإقليم أكثر منها علي العراق نفسه لكن هذه الحسابات لا تتوقف عند الحدود المحلية للعراق. بل تتعداها إلي خارج الحدود. وبالتحديد العلاقة مع دول الجوار والعالم.
من المتوقع ان تؤثر نتيجة الاستفتاء دوليا فانفصال العراق سيؤدي الي خسائر اقتصادية كبيرة في تركيا التي ستفقد طريق صادراتها المباشر نحو العراق. الذي قد يغلق الحدود مع كردستان .
وايضا إذا تطور موقف دول الجوار من الانتقاد إلي أخذ إجراءات بحق الإقليم فسوف ياثر بالسلب في الوضع الاقتصادي لكردستان. ومن ثم فإن الوضع يتوقّف علي موقف كل من تركيا وسوريا وإيران. وكذلك موقف الحكومة المركزية ومفاوضات الانفصال بعد الاستفتاء.
وفي ظل التحديات الاقتصادية والسياسية التي تشهدها الساحة العراقية مع اقتراب موعد الاستفتاء رجح خبراء عراقيون أن يكون الانفصال ما هو الا ورقة ضغط يمارسها كردستان علي الحكومة لحصول تفاهمات اقتصادية حول البترول بين المركز والاقليم ولتحقيق مزيد من المكاسب.
السفير العراقي بالقاهرة: رئيس الدولة كردي .. وكردستان ليس جنوب السودان
اسماء عجلان
توالت رودود الأفعال المحلية والاقليمية والدولية المنتقدة لاعلان اقليم كردستان موعدا لاجراء استفتاء علي الاستقلال من العراق .. وحول ردود الافعال تجاه هذه الخطوة كان للجمهورية رصد لهذا الاتجاه.
اكد حبيب الصدر سفير العراق بالقاهرة ومندوبها الدائم بالجامعة العربية أن تلك الخطوةپمخالفةپللدستور العراقي الذي صوتت عليه المحافظات العراقية جميعا باستفتاء مباشر عام 2005 ووافقت المحافظات الكردية عليه وأرتضت ان تكون ضمن العراق الواحد الموحد الفيدرالي.
واشار السفير العراقي إلي أن الدستور في مادته الأولي أكد ان جمهورية العراق دولة اتحادية واحدة مستقلة ذات سيادة كاملة نظام الحكم فيه جمهوري نيابي وهذا الدستور ضامن لوحدة العراق.
وشدد علي ان بغداد لن تعترف بهذا الاستفتاء ولن تتعامل معه مشيرا إليپان حالة كردستانپليست مشابهة لحالةپجنوب السودان أو الجبل الأسود أو اسكتلندا كما يصورها البعض لان فيپ تلك الحالات كان هناك تنسيق بين الحكومات والأراضي التي تنوي الاستقلال وهذا الأمر لم يحدث بين اربيل وبغداد.
أضاف ان في العراق اليوم لا يوجد تهميش للأكراد فإدارة الإقليم تمارس مهامها بحرية تامة ورئيس جمهورية العراق فؤاد معصوم كردي وفي بغداد عدد كبير من الوزراء والنواب والدرجات الخاصة من الكرد.
واوضح ان هذا الاستفتاء لم يحقق الإجماع المطلوب داخل البيت الكردي فحركة التغيير والجماعة الإسلامية رفضتا الاستفتاء في الوقت الراهن كما ان المجتمع الدولي والأمم المتحدة ودول المنطقة وخصوصا تركيا وإيران رفضوا أمر الاستفتاء وحذروا من تداعياته علي مستوي الشرق الأوسط.
واشار الي الزيارة التي قام بها أحمد ابو الغيط الامين العام للجامعة العربية إلي العراق مؤخراپوالتقي فيها برئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي وزار اربيل واجتمع مع رئيس الإقليم مسعود بارزاني جاءت من أجل التأكيد علي أهمية وحدة العراق لأمن واستقرار المنطقة.
وقال ان العراق يسع الجميع وسر قوته هو تنوعه والكرد العرب وبقية المكونات هم شركاء في الماضي والحاضر والمستقبل والعراق الجديد قوي البنيان اليوم بفضل دماء من البيشمركة. والجيش والحشد الشعبي . وجهاز مكافحة الإرهاب. والشرطة الاتحادية.
من جانبه أكد إبراهيم الجعفري وزير الخارجية العراقي أن استفتاء كردستان سيؤثر علي المنطقة برمتها مشيرا أن مساعي الانفصال تخالف الدستور العراقي.
أضاف الجعفري خلال كلمته الأخيرة بمجلس جامعة الدول العربية علي مستوي وزراء الخارجية العرب الذي عقد بالقاهرة مؤخرا برئاسة جيبوتي أن الوحدة هي أحلي درجات الشرف مؤكدا أن العراق لن يفرط في وحدته وسيادته.
وفي هذا الإطار أكد عباس عبود رئيس اللجنة الدائمة للاخبار بالتلفزيون العراقي أن موضوع الاستفتاء له عوامل داخلية تتعلق بالوضع السياسي والقانوني لرئيس إقليم كردستان مسعود برزاني المنتهية ولايته.. وأضاف أن العوامل الخارجية عبارة عن مصالح دول أخري مثل إسرائيل التي باركت الاستفتاء علنا لأكثر من مرة.
أضاف عبود أن الاستفتاء يعتبر ورقة ضغط سياسية أكثر مما هو أمر فعلي بسبب تعقيد التوقيت والطريقة.
وفي السياق قال الدكتور رائد العزاوي استاذ العلاقات الدولية ان الموقف المتشدد للبرزاني يعني انه يريد ان يستغل الأوضاع في العراق من حيث انشغال الدولة العراقية في مواجهة الايرهاب والاستقطاب الداخلي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.