منذ البداية كان واضحا إننا لسنا أمام ضربة عسكرية ورد عليها قد يأتى أو لا يأتى، وإنما هى حرب يعرف الطرفان أنها ستكون صعبة ومؤلمة عليهما، وتعرف دول المنطقة أنها لن تكون بعيدة عن آثارها! النجاح الكبير «للضربة الافتتاحية» لهذه الحرب من جانب إسرائيل والذى فاق التوقعات جعل الكثيرين يتصورون أن الحرب انتهت»!!» وجعل طرفا أساسيا فى المعادلة وهو الولاياتالمتحدةالأمريكية تترك منطقة الحذر فى خطابها السياسى فى بداية الحرب، لنرى الرئيس الأمريكى «نفسه يرحب « ب»الضربة الممتازة» التى قامت بها إسرائيل ويحذرها من استمرار «المذبحة» وتوقع الأسوأ بكثير إذا لم ترضخ وتقبل الاتفاق المقترح من واشنطون والذى تعتبره طهران صك استسلام مرفوضا!! الرد الصاروخى الإيرانى جاء بعد ساعات صمت طويلة ليعيد التذكير بأن الحرب لن تكون سهلة، وبأن حجم الدمار سيكون هائلا، وبأن إسرائيل ستعانى كما تعانى إيران.. وبعد ليلة واحدة عاشتها إسرائيل فى المخابئ وسقط فيها قتلى ومصابون عاد التذكير بالحسابات العسكرية التى تقول إن الحرب ستستمر لأسبوعين فى أقل تقدير، وربما تمتد لشهرين أو أكثر إذا سارت الأمور دون مفاجآت.. ورغم ضمان الدعم الأمريكى فإن السؤال الرئيسى فى إسرائيل يظل هو تكلفة الحرب «البشرية والعسكرية والاقتصادية»، وقدرة إسرائيل على تحملها!! والأخطر بالطبع هو احتمالات امتداد هذه الحرب فى المنطقة، وانعكاس ذلك على العالم كله إذا امتدت الأزمة واتسع نطاق الحرب. وهو ما يفرض على الجميع إعادة حساباتهم والعمل على إطفاء النيران قبل أن تشعل المنطقة وإغراقها فى الفوضى التى تظن إسرائيل إنها ستكون لصالح مشروعها الجنونى فى التوسع الصهيوني»!!» المسئولية الدولية ينبغى أن تركز - قبل أى شيء- على إيقاف العربدة العسكرية الإسرائيلية فى المنطقة واجبار الجميع على الالتزام بالشرعية الدولية دون استثناء أو تحيز.. أو معايير مزدوجة»!!» ومع احترام حقيقى للقوانين الدولية سيكون الحل السلمى العادل متاحا لكل مشاكل المنطقة، وسيكون التفاوض- وليس القتل والدمار- هو الطريق الصحيح! لو كانت الشرعية الدولية حاضرة لوقف حرب الإبادة الإسرائيلية على الفلسطينيين، لما كانت المنطقة كلها تواجه نيران هذه الحرب التى بدأتها إسرائيل بالعدوان على إيران والتى تعرف الآن أنها ستعانى فيها بما يفوق كثيرا كل توقعاتها!!