منافس الأهلي.. بورتو يسابق الزمن لضم فيجا قبل انطلاق مونديال الأندية    7 لاعبين مهددون بالرحيل عن ريال مدريد    أحمد الفيشاوي يثير الجدل مجددًا بظهوره ب«حلق» في أحدث إطلالة على إنستجرام    من مدريد إلى نيويورك..فى انتظار ولادة صعبة لحل الدولتين    باريس سان جيرمان ينهي عقدة تاريخية لأندية فرنسا أوروبيًا    بعد رحيله عن الأهلي.. هل طلب سامي قمصان ضم ميشيل يانكون لجهاز نادي زد؟    لاعبان سابقان.. الزمالك يفاضل بين ثلاثي الدوري لضم أحدهم (تفاصيل)    معاكسة فتاة ببنها تنتهى بجثة ومصاب والأمن يسيطر ويضبط المتهمين    متحدث الصحة: نضع خطة طوارئ متكاملة خلال إجازة العيد.. جاهزية كل المستشفيات    ديستربتيك: استثمرنا 65% من محفظتنا فى شركات ناشئة.. ونستعد لإطلاق صندوق جديد خلال عامين    مطالب برلمانية للحكومة بسرعة تقديم تعديل تشريعى على قانون مخالفات البناء    البلشي يرفض حبس الصحفيين في قضايا النشر: حماية التعبير لا تعني الإفلات من المحاسبة    القومي لحقوق الإنسان يكرم مسلسل ظلم المصطبة    الحبس والغرامة للمتهمين باقتطاع فيديوهات للإعلامية ريهام سعيد وإعادة نشرها    «سيبتك» أولى مفاجآت ألبوم حسام حبيب لصيف 2025    مدير فرع هيئة الرعاية الصحية بالإسماعيلية يستقبل وفدا من الصحة العالمية    رئيس النحالين العرب: 3 جهات رقابية تشرف على إنتاج عسل النحل المصري    وزير الصحة: تجاوزنا أزمة نقص الدواء باحتياطي 3 أشهر.. وحجم التوسع بالمستشفيات مش موجود في العالم    بحثًا عن الزمن المفقود فى غزة    مصطفى كامل وأنوشكا ونادية مصطفى وتامر عبد المنعم فى عزاء والد رئيس الأوبرا    20 صورة.. مستشار الرئيس السيسي يتفقد دير مارمينا في الإسكندرية    موعد أذان مغرب السبت 4 من ذي الحجة 2025.. وبعض الآداب عشر ذي الحجة    بعد نجاح مسابقته السنويَّة للقرآن الكريم| الأزهر يطلق «مسابقة السنَّة النبويَّة»    ماذا على الحاج إذا فعل محظورًا من محظورات الإحرام؟.. الدكتور يسري جبر يجيب    الهمص يتهم الجيش الإسرائيلي باستهداف المستشفيات بشكل ممنهج في قطاع غزة    الإخوان في فرنسا.. كيف تُؤسِّس الجماعة حياةً يوميةً إسلاميةً؟.. خطة لصبغ حياة المسلم فى مجالات بعيدة عن الشق الدينى    المجلس القومي لحقوق الإنسان يكرم أبطال مسلسل ظلم المصطبة    وزارة الزراعة تنفي ما تردد عن بيع المبنى القديم لمستثمر خليجي    برونو يحير جماهير مانشستر يونايتد برسالة غامضة    القاهرة الإخبارية: القوات الروسية تمكنت من تحقيق اختراقات في المواقع الدفاعية الأوكرانية    "أوبك+": 8 أعضاء سيرفعون إنتاج النفط في يوليو ب411 ألف برميل يوميا    قواعد تنسيق العام الجديد.. اعرف تفاصيل اختبارات القدرات    ما حكم بيع جزء من الأضحية؟    محافظ القليوبية يوجه بسرعة الانتهاء من رصف وتطوير محور مصرف الحصة    ب حملة توقيعات.. «الصحفيين»: 5 توصيات ل تعديل المادة 12 من «تنظيم الصحافة والإعلام» (تفاصيل)    استعدادًا لعيد الأضحى| تفتيش نقاط الذبيح ومحال الجزارة بالإسماعيلية    محافظ أسيوط ووزير الموارد المائية والري يتفقدان قناطر أسيوط الجديدة ومحطتها الكهرومائية    تكشف خطورتها.. «الصحة العالمية» تدعو الحكومات إلى حظر جميع نكهات منتجات التبغ    وزير الخارجية يبحث مع عضو لجنة الخدمات العسكرية ب"الشيوخ الأمريكي" سبل دعم الشراكة الاستراتيجية    مصادرة 37 مكبر صوت من التكاتك المخالفة بحملة بشوارع السنبلاوين في الدقهلية    حظك اليوم السبت 31 مايو 2025 وتوقعات الأبراج    لماذا سيرتدي إنتر القميص الثالث في نهائي دوري أبطال أوروبا؟    تفاصيل ما حدث في أول أيام امتحانات الشهادة الإعدادية بالمنوفية    "حياة كريمة" تبدأ تنفيذ المسح الميداني في المناطق المتضررة بالإسكندرية    بدر عبد العاطى وزير الخارجية ل"صوت الأمة": مصر تعكف مصر على بذل جهود حثيثة بالشراكة مع قطر أمريكا لوقف الحرب في غزة    وزير التربية والتعليم يبحث مع منظمة "يونيسف" وضع خطط لتدريب المعلمين على المناهج المطورة وطرق التدريس    استخراج حجر بطارية ألعاب من مريء طفل ابتلعه أثناء اللعب.. صور    أفضل الأدعية المستجابة عند العواصف والرعد والأمطار    رئيس الإنجيلية يستهل جولته الرعوية بالمنيا بتنصيب القس ريموند سمعان    ماذا قالت وكالة الطاقة الذرية في تقريرها عن أنشطة إيران؟    مصدر كردي: وفد من الإدارة الذاتية الكردية يتجه لدمشق لبحث تطبيق اتفاق وقّعته الإدارة الذاتية مع الحكومة السورية قبل نحو 3 أشهر    "نفرح بأولادك"..إلهام شاهين توجه رسالة ل أمينة خليل بعد حفل زفافها (صور)    قبل وقفة عرفة.. «اليوم السابع» يرصد تجهيزات مشعر عرفات "فيديو"    عمرو الدجوى يقدم بلاغا للنائب العام يتهم بنات عمته بالاستيلاء على أموال الأسرة    عيد الأضحى 2025.. محافظ الغربية يؤكد توافر السلع واستعداد المستشفيات لاستقبال العيد    سحب 700 رخصة لعدم تركيب الملصق الإلكتروني خلال 24 ساعة    لمكافحة التلاعب بأسعار الخبز.. ضبط 4 طن دقيق مدعم بالمحافظات    سويلم: الأهلي تسلم الدرع في الملعب وحسم اللقب انتهى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد عبدالعزيز قطان.. يكتب:
سفير خادم الحرمين الشريفين لدي القاهرة
نشر في الجمهورية يوم 24 - 09 - 2017

دهشة كبيرة.. وتناقض واضح.. هذا هو الانطباع الذي تركته لدي كلمة وزير الدولة للشئون الخارجية القطري السيد سلطان بن سعد المريخي أمام اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة يوم الثاني عشر من سبتمبر الجاري.
التناقض جاء بين القول والفعل.. أما القول الذي أدهشني فجاء علي لسان الوزير القطري عندما وصف إيران "بالدولة الشريفة".. وأما الفعل الذي يثبت التناقض فكان عندما صوت رئيس الوفد القطري لصالح قرار إدانة إيران لتدخلاتها في شئون الدول العربية.
والحقيقة أن التاريخ يؤكد أنه منذ قيام الثورة الإيرانية عام 1971م. وسجل إيران يحفل بأفعال تثبت تبنيها سياسات نشر الفتن والقلاقل والاضطرابات في دول المنطقة بهدف زعزعة أمنها واستقرارها. والضرب بعرض الحائط بكافة القوانين والاتفاقات والمعاهدات الدولية. والمبادئ الأخلاقية. وقد التزمت المملكة العربية السعودية بسياسات ضبط النفس. والحفاظ علي حسن الجوار طوال الفترة الماضية. رغم معاناتها المستمرة ودول المنطقة. والعالم بأسره من جراء السياسات العدوانية الإيرانية.
والحقيقة الأخري أن هذه السياسات الإيرانية تستند في الأساس علي ما نص عليه الدستور الإيراني في مقدمته. وعلي وصية الخميني. فيما عرف بمبدأ "تصدير الثورة". وهو مبدأ تقوم عليه السياسة الإيرانية الخارجية. رغم ما يستدعيه ذلك من انتهاك سافر لسيادة الدول والتدخل في شئونها الداخلية تحت مسمي نصرة الشعوب المستضعفة والمغلوبة علي أمرها. وفي سبيل ذلك تقوم إيران بتجنيد الميليشيات في العراق. ولبنان. وسوريا. واليمن.
كما تدعم إيران الإرهاب بشكل مستمر بتوفير ملاذات آمنة لقياداته علي أراضيه. وزرع الخلايا الإرهابية في عدد من الدول العربية. وتجاوزت هذه السياسات إلي الأفعال بالضلوع في التفجيرات الإرهابية التي ذهب ضحيتها الكثير من الأبرياء. واغتيال المعارضين في الخارج. وانتهاكاتها المستمرة للبعثات الدبلوماسية. ومطاردة الدبلوماسيين الأجانب حول العالم بالاغتيال أو محاولته.
وكل ذلك تدعمه التواريخ والأرقام والأحداث التي توضح في مجملها حقيقة سياسات إيران العدوانية طوال 35 عاماً. وكلها حقائق تدحض بالدليل القاطع تلك الأكاذيب التي يروجها النظام في طهران. بما في ذلك مقال وزير الخارجية الإيراني في صحيفة نيويورك تايمز. ورسالته إلي الأمين العام للأمم المتحدة.
والحق أن استعراض سجل النظام الإيراني في دعم الإرهاب والتطرف في منطقتنا. وفي العالم لدليل كاف علي الحقيقة التي يحاول الفكاك منها.
فإيران هي الدولة الأولي في العالم لرعاية الإرهاب ودعمه. فقد أسست العديد من المنظمات الإرهابية الشيعية في الداخل "فيلق القدس وأشباهه". وفي الخارج عمدت إلي تأسيس "حزب الله" في لبنان. و"حزب الله" الحجاز. وعصائب "أهل الحق" في العراق. وغيرهم. كما أسست ودعمت العديد من الميليشيات الطائفية في عدد من الدول أمثال "الحوثيين" في اليمن. ويكفي دليلاً أن الأمم المتحدة أدانتها. وفرضت عليها عقوبات دولية.
كما دعمت إيران وتواطأت مع منظمات إرهابية أخري مثل "القاعدة" بتوفير ملاذ آمن لعدد من قياداتها. ولايزال البعض منهم ينعم بالحياة المترفة علي الأراضي الإيرانية. والمتتبع لأهم الأحداث الإرهابية في العالم يصعب عليه أن يجد حدثاً عاماً برأت فيه يد النظام الإيراني من حادث أو أكثر في بقاع الأرض.
ففي العام 1982م تفجرت أزمة "الرهائن". والتي استمرت 10 سنوات. وتم اختطاف 96 أجنبياً في لبنان. وكان بينهم 25 أمريكياً وكانت معظم عمليات الخطف من تنفيذ حزب الله. والجماعات المدعومة من إيران.
ويحمل عام 1983م خاتماً خاصاً في العمليات الإرهابية بدءاً من تفجير السفارة الأمريكية في بيروت بمعرفة عملاء "حزب الله" في عملية دبرها النظام الإيراني وراح ضحيتها 63 شخصاً في السفارة.
وفي العام نفسه 1983م نفذ أحد عناصر الحرس الثوري الإيراني. واسمه إسماعيل العسكري. عملية انتحارية في بيروت بتدبير إيراني استهدفت مقر مشاة البحرية الأمريكية. وأسفرت العملية عن مقتل 241. وإصابة أكثر من 100. من العسكريين والمدنيين الأمريكيين. وهي العملية التي قالت عنها الصحافة الأمريكية بأنها أوقعت أكبر عدد من القتلي خارج ميادين القتال.
وبالتزامن مع هذه العملية تم تفجير مقر القوات الفرنسية في بيروت بمعرفة "حزب الله". وخلف التفجير 64 قتيلاً من العسكريين والمدنيين الفرنسيين.
وفي نفس العام نفذ عناصر من "حزب الله" وحزب الدعوة الشيعي. المدعومين من إيران. مجموعة هجمات إرهابية استهدفت السفارة الأمريكية والسفارة الفرنسية في الكويت. ومصفاة للنفط. وحياً سكنياً. وأسفرت الهجمات عن 5 قتلي و8 جرحي.
ولم ينته العام 1983م إلا بهجوم تم خلاله قصف ناقلات النفط الكويتية مما اضطرها إلي رفع العلم الأمريكي.
وشهد العام 1984م شن حزب الله هجوماً علي ملحق للسفارة الأمريكية في بيروت الشرقية مخلفاً 24 قتيلاً بينهم أمريكيون.
وفي العام 1985م وقع حادثان. الأول محاولة تفجير موكب سمو الشيخ جابر الأحمد الصباح أمير دولة الكويت آنذاك. رحمه الله. والتي نتج عنها 4 قتلي. أما الثانية فكانت خطف طائرة ركاب تابعة لخطوط (TWA) وعلي متنها 39 أمريكياً بتدبير إيراني. وهي العملية التي استمرت أسابيع وراح ضحيتها أحد مشاه البحرية الأمريكية.
ولم تسلم الشعائر الدينية والأرض المقدسة من إرهاب النظام في طهران العام 1986م فقد شهد حادثاً هو الأغرب من نوعه حيث حرضت إيران حجاجها علي القيام بأعمال شغب أثناء تأدية المناسك مما أدي لحدوث تدافع بين الحجيج راح ضحيته 300 من ضيوف الرحمن.
وشهد العام 1987م إحراق ورشة بالمجمع النفطي برأس تنورة شرق السعودية نفذه عناصر من "حزب الله" الحجاز المدعوم من النظام الإيراني. ولم يكن هذا هو الحادث الوحيد لعناصر هذا التنظيم. فقد هاجموا مقر شركة "صدف" بمدينة الجبيل الصناعية شرق السعودية.
ولم يكتف النظام الإيراني خلال هذا العام بالهجمات الإرهابية داخل المملكة. فقد تورط في اغتيال الدبلوماسي السعودي مساعد الغامدي في طهران. وهو نفسه العام الذي أفشلت فيه سلطات المملكة العربية السعودية محاولة تهريب إيران متفجرات في حقائب حجاجها.
كما اعتدت السلطات الإيرانية. وفي نفس العام. علي القنصل السعودي في طهران رضا عبدالمحسن. واقتاده عناصر من الحرس الثوري إلي المعتقل. ولم يتم الإفراج عنه إلا بعد مفاوضات بين المملكة العربية السعودية وإيران.
ولا يخفي علي أحد حقائق تورط إيران في عمليات اغتيال تمت لعدد من المعارضين لنظام طهران. فقد تورطت عام 1989م في اغتيال عبدالرحمن قاسملو زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني ومساعده عبدالله آزار في فيينا. وفي عام 1991م اغتال عناصر من الحرس الثوري في باريس شهبور باختيار آخر رؤساء الحكومات في إيران تحت حكم الشاه. وأسفر الحادث عن مقتل رجل أمن فرنسي وسيدة فرنسية. وفي برلين وفي العام 1992م اغتالت إيران صادق شرفكندي الأمين العام للحزب الديمقراطي الكردستاني الإيراني. وراح في العملية مساعدوه الثلاثة. فتاح عبدولي. وهومايون أردلان. ونوري دخردي.
وفي العام 1989م تورط النظام الإيراني في اختطاف وقتل عدد من الدبلوماسيين الأمريكيين في لبنان.
وخلال الفترة من 1989 إلي 1990م تورط النظام الإيراني في اغتيال الدبلوماسيين السعوديين عبدالله المالكي. وعبدالله البصري. وفهد الباهلي. وأحمد السيف في تايلاند.
وفي العام 1992م أثبت القضاء الألماني تورط الاستخبارات الإيرانية في تفجير مطعم ميكونوس في برلين لقتل 4 معارضين إيرانيين كانوا في المطعم ساعة التفجير. وقد أصدر المدعي العام الألماني الاتحادي مذكرة اعتقال بحق وزير الاستخبارات الإيرانية - علي فلاحيان- موجهاً له تهم التخطيط والإشراف علي العملية.
ولا ينسي العالم تفجيرات العاصمة الأرجنتينية بيونس أيرس التي وقعت عام 1994م وخلفت 85 قتيلاً وأكثر من 300 مصاب. وهي العملية التي اعتقلت الشرطة البريطانية عام 2003م هادي بور السفير الإيراني السابق في الأرجنتين بتهمة التآمر لتنفيذ الهجوم.
وفي العام 1994م تورط النظام الإيراني في الأحداث الخطيرة التي وقعت في مطار سيمون بوليفار الدولي في كراكاس. وأصدرت الخارجية الفنزويلية بياناً صحفياً أكدت فيه تورط 4 دبلوماسيين إيرانييين في الأحداث بهدف إجبار اللاجئين الإيرانيين علي العودة إلي طهران.
وشهدت مدينة الخبر السعودية عام 1996م حادثاً مأساوياً بتفجير أبراج سكنية بمعرفة عناصر "حزب الله الحجاز" المدعوم من إيران. وقد خلف الهجوم الإرهابي 120 قتيلاً. بينهم 19 أمريكياً. وتولت إيران توفير الحماية والأمن لمرتكبي الحادث وضمنهم المواطن السعودي أحمد المغسل. والذي تم القبض عليه عام 2015م وهو يحمل جوار سفر إيرانياً.
وأثبتت التحقيقات أن الملحق العسكري الإيراني لدي دولة البحرين آنذاك أشرف علي العملية. وأن مرتكبيها تلقوا تدربهم في لبنان وإيران. وأن الأسلحة المستخدمة في الهجوم تم تهريبها إلي المملكة من لبنان بمعرفة عناصر من حزب الله. ولدي المملكة وعدة دول صديقة أدلة تؤكد هذه المعلومات.
ومنذ العام 2001 وبعد هجمات 11 سبتمبر. وفرت إيران ملاذاً آمناً علي أراضيها لزعامات من تنظيم القاعدة بينهم سعد بن لادن. وسيف العدل وغيرهما. ورفض النظام الإيراني تسليمهم لبلدانهم رغم تعدد المطالبات في هذا الشأن.
ولم تتوقف إيران لحظة عن دعم العمليات الإرهابية. ففي العام 2003م تورط النظام الإيراني في هجمات الرياض الإرهابية والتي تم تنفيذها بأوامر من أحد زعماء تنظيم "القاعدة" في إيران ونتج عنها مقتل العديد من السعوديين والأجانب وبينهم أمريكيون.
ولم تكن كل العمليات الإيرانية ناجحة. ففي العام 2003م أحبطت السلطات البحرينية مخططاً إرهابياً دعمته إيران لتنفيذ مجموعة عمليات إرهابية وتفجيرات في مملكة البحرين. وألقت السلطات القبض علي عناصر الخلية الإرهابية. وأثبتت التحقيقات أن أعضاء الخلية تلقوا دعماً من الحرس الثوري الإيراني. ومن حزب الله اللبناني. كما تم ضبط خلايا مماثلة في الكويت. والإمارات في أوقات متفرقة.
وفي عام 2003م دعمت إيران عناصر شيعية عراقية لتشكيل أحزاب وجماعات موالية لنظام طهران. وقد تورطت هذه التنظيمات في مقتل 4400 جندي أمريكي. وعشرات الآلاف من العرب السنة. وقد ألقي السفير الأمريكي السابق في العراق جيمس جيفري بالمسئولية في مقتل العسكريين الأمريكيين علي جماعات تدعمها إيران مباشرة.
وفي عام 2006م أكدت واشنطن أن إيران دعمت "طالبان" ضد القوات الأمريكية في أفغانستان. وتولت تسليح جماعات تختلف معها عرقياً وطائفياً بهدف ضرب الوجود الأمريكي علي حدودها. وقالت واشنطن إن النظام الإيراني خصص مكافأة 1000 دولار عن قتل كل جندي أمريكي في أفغانستان.
وكان ضرورياً أن تتخذ أمريكا موقفاً من نظام طهران. فأصدر مجلس الشيوخ الأمريكي قراراً بإدراج الحرس الثوري الإيراني كمنظمة إرهابية. وهو نفسه ما فعله الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن. والكونجرس الأمريكي عام 2007م عقب هجمات 11 سبتمبر.
ولم تقف الممارسات الإرهابية الإيرانية ضد المملكة العربية السعودية. فتورطت عام 2011 في اغتيال الدبلوماسي السعودي حسن القحطاني في كراتشي. وفي نفس العام نجحت سلطات الأمن الأمريكية في إحباط محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن. وأثبتت التحقيقات الأمريكية تورط النظام الإيراني في الحادث الإرهابي. وكشفت الشكوي الجنائية في المحكمة الاتحادية في نيويورك عن تورط كل من منصور أربابسيار الذي تم القبض عليه وصدر ضده حكم بالسجن 25 عاماً. وغلام شكوري الضابط بالحرس الثوري الإيراني والمتواجد في طهران والمطلوب للقضاء الأمريكي.
ولم تقف العمليات الإرهابية المدعومة من إيران عند حدود التفجيرات والاغتيال وتعدتها إلي الهجمات الإلكترونية. وفي العام 2012م شن قراصنة تابعون للحرس الثوري الإيراني هجوماً إلكترونياً علي شركات النفط والغاز في السعودية والخليج. وهي الهجمات التي وصفها ليون بانيتا وزير الدفاع الأمريكي وقتها بأنها الأكثر تدميراً. كما قالت عنها إدارة الرئيس الأمريكي السابق أوباما "ندرك أن هذا عمل الحكومة الإيرانية".
وفي عام 2012م تم الإعلان عن إحباط مخطط لاغتيال مسئولين ودبلوماسيين أمريكيين في باكون العاصمة الأذرية. بمعرفة عناصر جماعة شيعية مدعومة من إيران وتتلقي أوامرها من الحرس الثوري الإيراني.
ولعلنا جميعاً نتذكر قضية خلية العبدلي الشهيرة في دولة الكويت. والتي أصدرت محكمة الجنايات الكويتية فيها حكماً بالإعدام علي اثنين من المدانين فيها أحدهما إيراني. بعد ثبوت اتهامهم بالتخابر مع إيران وحزب الله للقيام بأعمال عدائية. وارتكاب أفعال من شأنها المساس بوحدة وسلامة أراضي دولة الكويت.
ويشتهر النظام الإيراني بأنه أكبر موزع في العالم لمتفجرات IED التي تستخدم لتفجير العربات المدرعة وقد تسببت هذه المادة في قتل العديد من القوات الدولية في العراق.
وليس أدل علي تورط إيران في دعم الإرهاب من اعتراف محمد علي جعفري بوجود 200 ألف مقاتل إيراني في سوريا. والعراق. وأفغانستان. وباكستان. واليمن. فهل يمكن أن يكون هؤلاء المقاتلون رسل سلام. وعوامل أمن واستقرار في أي بلد يحلون به؟
هذا بعض من كثير من الحوادث الإرهابية والهجمات التي تبنتها إيران ودعمتها بالمال. والسلاح. والتدريب. والتخطيط. والإشراف تارة. ومشاركة عناصر من رجالها مباشرة تارة أخري. إلا أن ضيق المساحات لم يدع مجالاً لذكر ما تبقي منها. لكن "إيران الشريفة". بحسب وصف الوزير القطري. تورطت فيما هو أكثر من ذلك. فأينما حلت البعثات الدبلوماسية الإيرانية تعمل علي تشكيل شبكات تجسس وتنظيمات مدعومة لتنفيذ عملياتها الإرهابية. وقد توالي الكشف عن شبكات التجسس الإيرانية في السعودية عام 2013م. والكويت عامي 2010م. و2015م. وفي البحرين عامي 2010م. و2011م. وفي كينيا عام 2015م. وفي مصر أعوام 2005م. و2008م. و2011م. وفي الأردن عام 2015م. وفي اليمن 2012م. والإمارات 2013م. وتركيا 2012م. ونيجيريا 2015م.
ويحفل السجل الإيراني بانتهاكات متعددة ومتكررة لحرمة وحصانة البعثات الدبلوماسية علي أراضيه. ذلك السجل الذي يضم بين صفحاته وقائع عديدة لعل أبرزها اقتحام السفارة الأمريكية عام 1979م واحتجاز دبلوماسييها لمدة 444 يوماً. ثم الاعتداء علي السفارة السعودية عام 1987م. تلاه وفي نفس العام الاعتداء علي السفارة الكويتية. ثم السفارة الروسية 1988م. والاعتداء علي الدبلوماسي الكويتي عام 2007م. وسفارة باكستان 2009م. والسفارة البريطانية 2011م. وأخيراً الاعتداء علي السفارة السعودية وقنصليتها في مشهد 2016م. ولم يوفر النظام الإيراني الحماية للبعثة الدبلوماسية السعودية. ودخل رجال من الأمن الإيراني إلي مباني البعثة الدبلوماسية السعودية ونهبوه.
والحقيقة أن المملكة العربية السعودية لم تكن الدولة الأولي التي اضطرت لقطع علاقاتها مع النظام الإيراني بعد محاولات عديدة لإثنائه عن التدخل في شئون المملكة. وعن العمل علي زعزعة الاستقرار في دول المنطقة. وإجباره علي احترام حصانة البعثات الدبلوماسية. وتوفير الأمن اللازم لأعضائها. فقد سبقت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا دول العالم في اتخاذ هذه الخطوة. كما اتخذت كندا. والجزائر. وتونس. ومصر. والمغرب. واليمن. قرارات مماثلة في وقت سابق. وأخيراً انضمت البحرين. والسودان. والصومال. وجيبوتي. وجزر القمر المتحدة. إلي قطار قطع العلاقات الدبلوماسية مع طهران. كما اتخذت دول أخري خطوات أقل درجة بسحب سفرائها من طهران احتجاجاً علي التدخل في شئونها والعمل علي زعزعة استقرارها.
والغريب أنه في الوقت الذي تتعرض فيه المملكة العربية السعودية ودول المنطقة لهجمات إرهابية متفاوتة من تنظيمي "داعش" و"القاعدة". لم تتعرض إيران لأي هجمات من التنظيمين الإرهابيين وكأنما تعيش بمعزل عن المنطقة. أو كأنها من منطقة أخري.
ثم إن المنطقة العربية عاشت مئات السنين لا تعرف الطائفية. ولا التنظيمات الإرهابية. ولا النزاعات العرقية حتي قامت الثورة الإيرانية عام 1979م. فعمد النظام الجديد فيها التدخل في لبنان. واليمن. وسوريا. والعراق. حتي أن وزير الاستخبارات الإيرانية يتشدق بأن إيران نجحت في احتلال 4 عواصم عربية. وبالتدخل في سوريا. ودعم نظام بشار الأسد بقوات من الحرس الثوري. و"فيلق القدس". وميلشيات "حزب الله" اللبنانية رغم تورط هذا النظام في قتل أكثر من ربع مليون سوري وتشريد 12 مليوناً آخرين.
ولا يتوقف النظام الحاكم في إيران عن توزيع الاتهامات الكاذبة والمضللة علي دول المنطقة. ويختص المملكة العربية السعودية بالجزء الأكبر منها. فيرميها بالأكذوبة تلو الأخري. لكن تظل عناية الله مع المملكة تؤكد براءتها من التهم الباطلة والأكاذيب الملفقة. فمرة تدعي إيران أن قوات التحالف العربي قصفت السفارة الإيرانية في اليمن وتأتي الصور لتفضح الكذابين. وتارة تختلق أقاويل مضادة للشيعة وتنسبها لواحد من أئمة الحرم. وتدحض الخطب الموثقة صوتاً وصورة تلك الإدعاءات. ومرة تصف نمر النمر بأنه ناشط سياسي رغم إدانته قضائياً مع 46 آخرين بالإرهاب. وبتكوين خلية إرهابية خططت ونفذت أعمالاً أدت إلي مقتل العديد من الأبرياء. كما أثبتت التحقيقات القضائية تورطه ورفاقه في شن هجمات علي رجال الأمن والتستر علي مطلوبين للعدالة.
وقد حاولت إيران الوقيعة بين المملكة العربية السعودية والمجتمع الدولي حينما ادعت أن المملكة تعارض الاتفاق النووي الذي أبرمته الدول الكبري مع إيران. والمراجع للموقف المعلن لحكومة خادم الحرمين الشريفين سيجد أن المملكة العربية السعودية أعلنت منذ اليوم الأول تأييدها لأي اتفاق يحول دون حصول إيران علي السلاح النووي. وأيدت أن يشمل الاتفاق آلية تفتيش صارمة. مع التأكيد علي إمكانية العودة لتطبيق العقوبات في حالة انتهاك الاتفاق. وهذا الموقف أثبتته الولايات المتحدة الأمريكية ودعمته وأكدت عليه.
ونظرة علي الداخل الإيراني فإن المجتمع الدولي. والأمم المتحدة. والعديد من منظمات العمل المدني أدانت النظام الإيراني بسبب انتهاكاته الممنهجة لحقوق الإنسان. وقد أثبتت عدة تقارير دولية تبني النظام في إيران عقوبة الإعدام لأتفه الأسباب. ووفقاً لهذه التقارير فإن عام 2015م وحده شهد أكثر من ألف عملية إعدام. من ضمنها إعدام 27 عالماً دينياً. بواقع 3 حالات إعدام في اليوم الواحد. كما تنتهك إيران حقوق الأقليات علي أراضيها بمن فيهم الأحواز العرب. والأكراد. والبلوش وتمنعهم من ممارسة شعائرهم وحقوقهم المدنية. والمشهور أيضاً عن النظام في طهران أنه لا يحمي رجاله وعملاءه. بل يعمد إلي تصفيتهم حتي لا يفتضح أمر التورط الإيراني في العمليات الإرهابية التي يتم تكليفهم بها. وكان آخر هذه العمليات تصفية أحد المتورطين في تفجيرات الخبر.
ليست السعودية هي التي تتهم إيران بالإرهاب. وليست دول المنطقة هي التي تتجني علي "الدولة الشريفة" التي يدعيها الوزير القطري. فإدانات المنظمات الدولية سبقت الجميع في إدانة النظام الإيراني. فجميع قرارات الجامعة العربية أدانت إيران بقوة ودعتها للكف عن التدخل في شئون دول المنطقة. وآخرها قرار المجلس الوزاري غير الاعتيادي في اجتماعه الأخير في يناير الماضي.
وتقرير الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 70/411 الصادر في 6 أكتوبر 2015 أدان النظام الإيراني بدعم الإرهاب. وانتهاك حقوق الإنسان. وتنتهك إيران قرار مجلس الأمن رقم 2216 الخاص بالأزمة اليمنية والذي يحظر تزويد الحوثيين بالسلاح في اليمن. ثم إن إصرار إيران علي الاستمرار في احتلال الجزر الإماراتية الثلاث "طنب الكبري. وطنب الصغري. وأبو موسي" رغم توالي الإدانات الدولية لهذا الاحتلال دليل آخر علي أن إيران لا تدخر لهذه المنطقة أي خير.
لقد مدت المملكة العربية السعودية يد السلام إلي النظام في طهران منذ قيام الثورة الإيرانية. ودعت حكام إيران إلي تبني سياسات حسن الجوار. واحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شئونها. إلا أنها لم تجد من طهران إلا أكاذيب وممارسات عدائية. واتجهت إيران إلي إشاعة الفتن الطائفية والمذهبية. والتحريض والقتل والتدمير. وعلي إيران أن تحدد إن كانت تحترم القوانين والمعاهدات الدولية. وتحترم جيرانها. وعدم التدخل في شئونهم الداخلية. أم أنها تصر علي اتباع سياسة تصدير الثورة. فإذا ما أرادت إيران التحلي بلغة العقل. فعليها أن تثبت حسن النوايا بالتوقف الفوري عن دعم الإرهاب والتدخل في شئون الغير. وساعتها ستجد إيران كل خير من المملكة العربية السعوية. ومن دول الجوار. ومن العالم أجمع.
وبعد. فتلك أيها السيد سلطان المريخي مجموعة من الحقائق حول دولة "إيران الشريفة". كما وصفتها. ولا أظنك تجهل تلك الحقائق ولا حتي تستطيع أن تنفي أياً منها. وأعتقد أنك يجب أن تخجل من نفسك علي هذا الوصف الذي يجافي الحقيقة والواقع. والذي أثار استهجان كل من سمعه. وعليك أن تدعو بلادك إلي تغيير موقفها حيال القرارات المتعلقة بإيران والتي تصدرها الجامعة العربية وتدين ما تقوم به طهران ضد الدول العربية لتصبح مؤيدة لأفعال إيران بدلاً من شجب أفعالها العدوانية وأعلم أن المجتمع العربي والدولي يلاحظ جيداً تناقض الموقف القطري بوضوح بين تأييد قرارات الجامعة.. ثم وصف إيران بالشريفة!!
إن الحقائق لا يمكن تجاهلها أو إنكارها يا معالي الوزير. والمواقف العادلة تحظي باحترام الجميع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.